تغيّر المناخ يدفع هذه الدولة لإنشاء توأمها الرقمي في الميتافيرس

3 دقائق
تغيّر المناخ يدفع هذه الدولة لإنشاء توأمها الرقمي في الميتافيرس
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Romaine W

توفالو هي جزيرة نائية تقع جنوب المحيط الهادئ، إنها دولة مستقلة مهددة ومعرضة للغرق بسبب الاحتباس الحراري الذي يؤدي لذوبان الجليد في القطبين وارتفاع مستوى سطح البحر.

في العام الماضي، خطف وزير خارجية توفالو سيمون كوفي الأضواء حين ظهر في فيديو وهو يلقي كلمة أمام المشاركين في مؤتمر المناخ كوب 26 (COP26) الذي عُقد في مدينة غلاسكو البريطانية، وفي الفيديو ظهر رئيس توفالو واقفاً في البحر.

وزير خارجية توفالو سيمون
وزير خارجية توفالو سيمون كوفي يلقي كلمة أمام المشاركين في مؤتمر المناخ كوب 26 - مصدر الصورة: فليكر

منذ العام الماضي، لم يتم تحقيق أي تقدم في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وما زال مستوى سطح البحر يرتفع ولا توجد أي مؤشرات على تراجعه. لذلك، أعلن سيمون موفي الذي أصبح وزيراً للعدل أن توفالو قررت إنشاء نسخة افتراضية منها في عالم الميتافيرس.

قرأ كوفي هذا الإعلان أمام المشاركين في مؤتمر المناخ كوب 27، واعتبره البعض خطاباً مخيفاً لقادة العالم. أعلن كوفي عن الخطة التي تمثل أسوأ سيناريو، وتتضمن إنشاء توأم رقمي لتوفالو في الميتافيرس من أجل نسخ جزرها الجميلة افتراضياً والحفاظ على ثقافتها الغنية. بحسب كوفي، يمكن أن تكون توفالو أول دولة في العالم توجد فقط في العالم الافتراضي، لكن إذا استمر الاحترار العالمي دون توقف، فلن تكون الأخيرة.

السلطات في توفالو جادة في تنفيذ هذا المشروع لتبقى دولة ذات سيادة، حيث ينتقل شعبها للعيش في دول أخرى وتبقى الحكومة تعمل في الواقع الافتراضي.

اقرأ أيضاً: كيف نستفيد من توائم الأرض الرقمية في مواجهة التغير المناخي؟

دولة في الميتافيرس

يشير كوفي إلى أنه يمكن إنشاء ثلاثة جوانب مهمة من دولة توفالو في الميتافيرس وهي:

  • الأرض: إنشاء نسخ افتراضية طبق الأصل لجزر توفالو الجميلة، والتي يمكن زيارتها والتفاعل معها بشكل افتراضي.
  • الثقافة: سيكون أبناء شعب توفالو قادرين على التفاعل مع بعضهم بعضاً للحفاظ على لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم أينما كانوا في العالم.
  • السيادة: حين تغرق جزر توفالو تحت الماء، فإن الحكومة ستفقد السيادة والسلطة على أراضيها، لكن يمكن نقل هذه السيادة لتكون على الأراضي الافتراضية.

اقرأ أيضاً: الهجرة بسبب تغير المناخ تدق ناقوس أخطار مستقبلية كبرى

هل يمكن إنشاء دولة في الميتافيرس؟

يبدو هذا المشروع أقرب إلى الخيال، وينظر إليه الكثيرون على أنه مشروع غير ممكن وأنه يساعد فقط في التوعية بمخاطر التغيّر المناخي وتأثيرها على بعض المجتمعات. لكن سلطات توفالو جادة ولا تعتبر ذلك مجرد اقتراح رمزي للإشارة إلى تغيّر المناخ.

يمكن بسهولة إنشاء نماذج افتراضية تطابق تماماً جزر توفالو الخلابة بجميع تفاصيلها وأماكنها، ويمكن نشر هذه النماذج الافتراضية على الإنترنت ليتمكن أي شخص من زيارتها افتراضياً وتصبح مساحات تفاعلية، هذا يعني أن فكرة إنشاء دولة في الميتافيرس وإدارتها من قبل حكومة رسمية هو أمر ممكن من الناحية التكنولوجية.

على الرغم من أن توفالو دولة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 12 ألف نسمة، فإن الخبراء يشيرون إلى بعض التحديات التكنولوجية. إن وجود هذا العدد من الأشخاص الذين يتفاعلون مع بعضهم في عالم افتراضي واحد يتطلب قدرات حوسبة كبيرة ومكلفة وشبكة إنترنت سريعة ومستقرة، بالإضافة إلى توفير نظارات الواقع الافتراضي لكل شخص.

لهذا السبب، يعتبر مشروع إنشاء توأم افتراضي لدولة توفالو ممكناً، لكنه مكلف مادياً وربما لن يكون ناجحاً ولن يتمكن جميع مواطني هذه الدولة من الاستفادة منه، وقد يكون مشروع التوأم الرقمي لتوفالو بمثابة رسالة لقادة العالم، وخاصة زعماء الدول الكبرى المسؤولة عن النسبة الأكبر من انبعاثات الاحتباس الحراري.

اقرأ أيضاً: بعض الأخبار الجيدة النادرة حول التغير المناخي

المستقبل نصنعه بأيدينا

توفالو هي واحدة من البلدان المهددة بالغرق بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، لكن هذا لا يعني أن الدول غير المهددة بالغرق لن تتأثر بتغيّر المناخ، معظم دول العالم ستتأثر سلباً، وستكون بعض المجتمعات الضعيفة مهددة بالصراعات على الموارد.

تمثل الرسائل التي توجهها توفالو جرس إنذار لجميع البشر، إنها تدعونا لضخ المزيد من الاستثمارات لاستغلال مصادر الطاقة المتجددة وتقليل حرق الوقود الأحفوري، ويبدو أن هذه الرسائل تترك أثراً جيداً، ففي مؤتمر المناخ كوب 27، اتفقت الدول المشاركة على إنشاء آلية تقوم من خلالها الدول الكبرى المسؤولة عن الضرر البيئي الأكبر بتعويض الدول المتضررة، بالإضافة إلى دعم مشاريع الاستغناء عن الوقود الأحفوري. يمثل هذا تقدماً ملحوظاً وغير مسبوق، لكن توفالو تقول إن ذلك لا يكفي، وتقترح توقيع معاهدة منع انتشار الوقود الأحفوري، على غرار مبادرة منع انتشار الأسلحة النووية، لمنع عمليات التنقيب والاستثمارات الجديدة في مجال الوقود الأحفوري في كل أنحاء العالم.