زيارة الطبيب عن بعد وتشخيص الأمراض عبر الفيديو وتخزين التقارير الطبية على خدمات التخزين السحابي؛ هذا ليس كل شيء، فهناك رقائق تحت الجلد لمرضى السكري، وساعات ذكية لمراقبة معدل ضربات القلب تعرف عدد خطواتنا. يعد وجود بياناتنا الصحية على شبكة الإنترنت أمراً مفيداً ويوفر إمكانات غير عادية. لكن ذلك يأتي مع مخاطر عديدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالخصوصية.
يجب أن يتمتع المريض الذي يتعامل مع المؤسسات الصحية من أجل التشخيص والعلاج والحصول على الخدمات الصحية بقدر كبير من السرّية والاحترام لحقوقه الأساسية وكرامته، إذ تُعتبر البيانات الشخصية القادرة على الكشف عن الحالة الصحية للمريض ذات أهمية كبيرة، لهذا السبب، توصف بأنها "بيانات حساسة"، ولا يجب الكشف عنها. ينبغي أن يمنح القانون حماية خاصة لها، ويحدد القواعد الخاصة بجمعها وحفظها ومعالجتها.
اقرأ أيضاً: ما هي تكنولوجيا الحوسبة الطرفية؟ وهل ستؤثر على طريقة معالجة البيانات وتحليلها في المستقبل؟
ما المقصود بالخصوصية؟
الخصوصية عبارة عن مجموعة من القواعد والمعايير التي يتم وضعها للتأكد من أن معالجة البيانات الشخصية تتم وفقاً للقوانين وتحترم الحقوق والحريات الأساسية للجميع. في معظم الدول، توجد معايير خاصة تنظم جمع البيانات الصحية وتخزينها ومعالجتها.
يجب أن تتقيد كل المؤسسات الصحية والمراكز الطبية بالمعايير التي تنظم خصوصية البيانات الصحية، وأن تحافظ على سريّة المعلومات الخاصة بالمرضى ولا تكشف عنها أبداً. كما يجب أن تحصل مؤسسة الرعاية الصحية على موافقة صريحة من المريض إذا كانت البيانات الصحية الخاصة به ستستخدم لحماية صحته أو سلامته البدنية.
في حال الحصول على إذن من الطرف الضامن لحماية البيانات الشخصية وخصوصيتها، يمكن مشاركة البيانات الصحية مع أطراف ثالثة بشرط أن يكون الغرض هو حماية الصحة العامة للمجتمع أو مساعدة المؤسسات الصحية على تحسين خدماتها أو لإجراء الأبحاث الطبية، في هذه الحالة، يجب أن تكون البيانات مجهولة، أي لا تكشف عن هوية المرضى.
يجب استخدام البيانات الشخصية فقط عندما تكون ضرورية، أي للأسباب المتعلقة برعايته المرضى أو لأغراض تحسين الصحة العامة أو إجراء الأبحاث الطبية، ولا يجوز استخدامها لأي غرض آخر.
اقرأ أيضاً: كيف تساهم التكنولوجيا في تطوير الطب والرعاية الصحية؟
لماذا تعتبر البيانات الصحية مهمة؟
يمكن أن تؤثر المعلومات الطبية على جودة رعاية المرضى وحقوقهم، ويمكن أن تؤثر أيضاً على ممارسات العمل والمسؤوليات القانونية لأخصائيي الرعاية الصحية. يستطيع الأطباء اتخاذ أفضل القرارات بشأن رعايتك إذا كان بإمكانهم الوصول إلى المعلومات ذات الصلة بتاريخك الطبي. وإذا لم يتمكن الطبيب من الوصول إلى هذه المعلومات، فقد يؤدي ذلك إلى تأخير اتخاذ القرارات الطبية المهمة وربما الإضرار بصحتك.
المعلومات الصحية ضرورية أيضاً لأغراض البحث العلمي، فاستخدام البيانات الضخمة يساعد العلماء في أبحاثهم، وقد أصبحنا مدركين لذلك بشكلٍ خاص خلال انتشار جائحة كوفيد-19، حيث ساعدت بيانات المرضى على تحديد الأماكن التي ينتشر فيها الوباء وتطبيق إجراءات العزل والتباعد الاجتماعي، كما ساعدت شركات الأدوية والحكومات في تقييم نجاح حملات التلقيح وفعالية اللقاحات.
اقرأ أيضاً: إليك أهم ميزات اعتماد الحوسبة السحابية في الرعاية الصحية ومعوقات تطبيقها
لماذا تولي القوانين أهمية لخصوصية البيانات الصحية؟
الكشف عن الحالة الصحية للمريض عن طريق الخطأ أو بشكلٍ مقصود يمكن أن يؤثر سلباً على حياته وعمله ومستقبله، فحتى الأمراض أو الاضطرابات الصحية البسيطة يمكن أن تؤدي إلى تمييز أو استبعاد المريض. على سبيل المثال، إذا عرف صاحب العمل الحالة الصحية للمتقدم، فإنه قد يستبعده ويرفض توظيفه.
اقرأ أيضاً: مستقبل الرعاية الصحية: كيف ستغير جائحة كوفيد-19 الرعاية الصحية خلال العقود القادمة؟
طريقة الحفاظ على خصوصية البيانات الصحية
تحمي الضمانات المادية والتكنولوجية والإدارية خصوصية معلومات المرضى وأمنها وسلامتها. وفي الوقت نفسه، تتيح هذه الضمانات لمقدمي الرعاية الصحية الوصول لتلك المعلومات.
تشمل هذه الضمانات ما يلي:
- استخدام أجهزة أو خدمات التخزين الآمنة والموثوقة.
- تشفير البيانات قبل تخزينها.
- جعل الوصول إلى هذه البيانات متاحاً للأشخاص المصرح لهم فقط.
- حفظ نسخ احتياطية مشفرة للبيانات في مكان آمن وموثوق.
- استخدام الأجهزة والبرامج وأنظمة التشغيل الحديثة.
- استخدام حلول أمن سيبراني موثوقة.
- تدريب موظفي الرعاية الصحية على طرق حماية خصوصية وأمن البيانات.
اقرأ أيضاً: كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية؟
نظراً لأن البيانات الطبية موجودة على شبكة الإنترنت، أصبح الأمن السيبراني والخصوصية مصدر قلق متزايد للمجتمع الطبي. فعلى الرغم من حاجة الأطباء إلى الوصول للمعلومات من أجل اتخاذ قرارات مهمة وسريعة بشأن رعاية المرضى، إلا أنه يحق للمريض أن يقرر كيف ومتى يمكن الوصول إلى معلوماته الطبية أو مشاركتها مع أطراف ثالثة.