تم إطلاق عريضة تطالب بشيء واحد بسيط: استقالة زوكربيرج من منصبه بصفته رئيساً تنفيذياً لفيسبوك.
تقول المجموعة التي أطلقت هذه الحملة (النضال من أجل المستقبل) إنه على الرغم من عدم وجود "حل سحري" يستطيع "إصلاح" فيسبوك، فإن الشركة لن تستطيع التعامل مع مشاكلها بوجود زوكربيرج على رأسها.
ولن تحقق العريضة هدفها على الأرجح، فمن الصعب أن نتخيل أن يتنحى زوكربيرج عن منصبه طوعاً. كما أنه ليس هناك ما يستطيع أعضاء مجلس إدارة فيسبوك فعله أيضاً، حتى لو رغبوا في ذلك، حيث إن زوكربيرج يسيطر على حوالي 60% من مجمل أسهم التصويت في فيسبوك. وباختصار، فهو في مأمن من أية إجراءات، سواء بصفته رئيساً تنفيذياً أو رئيس مجلس إدارة. وعلى الرغم من الفضائح شبه الأسبوعية للشركة، إلا أنها ما زالت تنمو باستمرار، بل إنها واحدة من أكثر الشركات ربحاً في التاريخ البشري. (هناك حل آخر قدمه أحد المؤسسين المشاركين في فيسبوك وأوردته نيويورك تايمز، وهو تقسيم الشركة وتطبيق قوانين جديدة لخصوصية البيانات في الولايات المتحدة).
ولكن إذا كنت راغباً على أية حال بإنعاش ذاكرتك حول أسباب حنق الجميع من مارك زوكربيرج، فإننا نقدم إليك قائمة موجزة ببعض أهم الفضائح التي تعرضت لها الشركة التكنولوجية العملاقة في العام المنصرم، ناهيك عن جميع المشاكل الأكثر عمومية، مثل الأخبار المزيفة، أو غرف الصدى أو الهجوم الإعلامي أو الممارسات المريبة في العلاقات العامة.
السبب الأكثر تأثيراً
في مارس 2018، كشف أحد المصادر أن الشركة الاستشارية السياسية كامبريدج أناليتيكا قامت بجمع معلومات خاصة من أكثر من 87 مليون حساب على فيسبوك دون موافقة المستخدمين. وتسمح فيسبوك للأطراف الخارجية بالحصول على البيانات من التطبيقات، وفي حالة كامبريدج أناليتيكا، حدث هذا عن طريق استبيان حول أنواع الشخصيات قام بتطويره أحد أكاديميي جامعة كامبريدج، ألكسندر كوجان. وقد استجاب زوكربيرج بقوله إن الشركة "ارتكبت بعض الأخطاء"، كما وعد بتطبيق سياسة صارمة حول مشاركة البيانات مع التطبيقات الخارجية في المستقبل. وما زاد الطين بلة هي الادعاءات حول تأثير هذه العمليات للتنقيب عن البيانات على انتخاب ترامب وتصويت بريكست.
أخطاء كثيرة تتعلق بالبيانات
في سبتمبر 2018، اعترفت فيسبوك بتعرض أنظمتها لعملية اختراق أدت إلى الكشف عن المعلومات الشخصية لخمسين مليون مستخدم. وقد تراجعت الشركة عن هذا الرقم ليصبح 30 مليون، وهو ما يزال أكبر اختراق في تاريخ فيسبوك.
وفي مارس 2019، تبين أن فيسبوك كانت تخزن كلمات المرور لأكثر من 600 مليون مستخدم بشكل غير آمن منذ 2012. وبعد ذلك بعدة أيام، علمنا أن نصف مليار سجلٍّ على فيسبوك كان متاحاً بشكل مكشوف للعموم على الإنترنت.
الممارسات التمييزية في الإعلانات
كما تقوم خوارزمية عرض الإعلانات على فيسبوك بالتمييز بشكل آلي على أساس العرق والجنس، حتى دون تلقي تعليمات مباشرة بفعل ذلك. كما يمكن للمعلنين أن يفرضوا التمييز بشكل صريح ضد مناطق معينة عند عرض إعلانات الإسكان، على الرغم من أن هذا الأمر مخالف للقانون، ولم تقم فيسبوك حتى الآن بإصلاح هذه المشكلة على الرغم من أنها عرفت بها منذ 2016.
صفقات مريبة حول البيانات
أعطت فيسبوك أكثر من 150 شركة إمكانية أكبر لاختراق بيانات المستخدمين مما أعلنت عنه مسبقاً، وذلك عبر شراكات خاصة. وقد علمنا المزيد عن هذا الموضوع وغيره من الممارسات المريبة حول البيانات في مجموعة من الوثائق التي استحوذ عليها البرلمان البريطاني في نوفمبر 2018. وتتوقع فيسبوك أن تتعرض لغرامة قد تصل إلى 5 مليار دولار بسبب هذه الممارسات وغيرها.
منصة لخطاب الكراهية
استخدم مجرم كرايست تشيرتش في نيوزيلندا فيسبوك حتى يبث بشكل حي هجومه الذي أدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً. وقد بقي البث مستمراً لأكثر من عشرين دقيقة قبل اتخاذ أي إجراء. وما زلنا ننتظر حتى الآن أن نسمع ماذا ستفعل فيسبوك بخصوص هذه المسألة، إن كانت ستفعل أي شيء (مثل إلغاء ميزة البث الحي). لقد أصبح من المسلّم به تقريباً أن فيسبوك يمكن أن يساعد على تغذية العنف في العالم الحقيقي، غير أن استجابات فيسبوك كانت تدريجية ومجتزأة. كما أن هذا تذكير آخر بالنفوذ الذي منحناه لفيسبوك (ومراقبي المحتوى فيها الذين يحصلون على أجور منخفضة) حتى تقرِّر ما هو مقبول وما هو غير مقبول.