تتطور التكنولوجيا بشكل متسارع، وفي كل عام تظهر اختراعات وابتكارات تغيّر مستقبلنا. هذا العام لم يكن استثناءً، فقد حققت العديد من الشركات والمؤسسات إنجازات تكنولوجية كبيرة.
فيما يلي قائمة بـ 10 إنجازات تكنولوجية نعتقد أنها الأهم هذا العام لأنها تسهم في تطوير بعض العلوم وتجيب عن أسئلة معقدة، أو تغيّر حياة البشر نحو الأفضل وتجعلها أسهل. ولا تشمل هذه القائمة كل الإنجازات الكبيرة والمهمة التي تم تحقيقها، فهناك إنجازات أخرى عظيمة أشاد بها العالم.
1. تلسكوب جيمس ويب الفضائي
الإنجاز التكنولوجي الأول كان بجهود من وكالة الفضاء الأميركية ناسا، بدأ العمل على هذا الإنجاز منذ عقدين، لكن نتائجه بدأت تظهر هذا العام.
تم إطلاق تلسكوب جيمس ويب الفضائي في 25 ديسمبر/ كانون الأول 2021، وبعد شهر من إطلاقه، بدأ يرسل لنا الصور الأولى، والتي تكشف العديد من الأشياء المذهلة في كوننا.
تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا هو مشروع ضخم كلّف 9.7 مليار دولار، وهو يختلف كثيراً عن تلسكوب هابل الفضائي التابع ناسا والذي دخل الخدمة في عام 1990، فهو أكبر من تلسكوب هابل بـ 3 مرات تقريباً، وتم إرساله بعيداً جداً عن الأرض على عكس تلسكوب هابل الموجود في مدار الأرض.
حتى الآن، أرسل تلسكوب جيمس ويب صوراً مذهلة لبعض أجزاء الكون، بعض هذه الصور تعود بنا في الماضي نحو 13.5 مليار عام.
2. تغيير مسار كويكب
تلسكوب جيمس ويب الفضائي لم يكن إنجاز وكالة الفضاء الأميركية ناسا الوحيد، ففي شهر سبتمبر، اصطدم المسبار دارت (DART) بشكل مقصود مع أحد الكويكبات، ونتيجة هذا الاصطدام، تغير مسار الكويكب.
بعد هذه التجربة، يمكننا أن نشعر بالأمان على الأرض، فإذا تم رصد أي كويكب يتجه نحونا، ستكون ناسا قادرة على تغيير مساره وإبعاد خطره.
اقرأ أيضا: هل يمكن تحويل مسار كويكب يتجه نحونا عن طريق صدمه بمركبة فضائية؟
3. تحويل النص إلى صورة
يتعلم الكثير من الأشخاص الفنون من خلال تقليد أعمال الآخرين، هذا بالضبط ما يفعله نموذج دال-إي 2 (DALL-E 2) الذي طوّره مختبر أبحاث للذكاء الاصطناعي أوبن إيه آي (Open AI).
تم تدريب نموذج دال-إي 2 بواسطة ملايين الصور الموصوفة والمتوفرة على الإنترنت، وهو قادر على تحويل أي عبارات أو نصوص مكتوبة إلى صور خلال ثوانٍ.
إنها ليست أداة توليد الصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي الأولى، لكن جودة الصور التي تنتجها دال-إي 2 حظيت بإشادة كبيرة، وبدت الكثير من الصور وكأنها حقيقية أو تم تصميمها من قبل محترفين.
اقرأ أيضاً: صورة رائد فضاء يمتطي حصاناً: خطوة مهمة للذكاء الاصطناعي نحو فهم العالم
4. طلاء سيارات يتغير لونه
طرحت شركة بي إم دبليو (BMW) الألمانية لصناعة السيارات تكنولوجيا جديدة يمكن من خلالها تغيير لون سيارة الدفع الرباعي الكهربائية بي إم دبليو آي إكس فلو (BMW iX Flow).
تقول الشركة إن تغيير اللون ليس مجرد إجراء ترفيهي، فتغيير اللون بين الفاتح والداكن يمكن أن يساعد في توفير الطاقة، فالأسطح الفاتحة تعكس ضوءاً أكثر من الأسطح الداكنة. لذلك، يؤدي ضبط الحبر الإلكتروني في طلاء السيارة على اللون الأبيض إلى عكس أشعة الشمس وتقليل الحاجة إلى التبريد. وبالعكس في الأيام الباردة، يمكن ضبط الحبر الإلكتروني ليصبح داكناً، ما يساعد في امتصاص المزيد من حرارة الشمس.
5. شاحن هوائي للهاتف المحمول
منذ عدة سنوات، تعمل العديد من الشركات على تطوير تكنولوجيا لشحن الهواتف من على بُعد عدة أمتار، لكن هذه التكنولوجيا لا تزال غير متوفرة.
أطلقت شركة شاومي جهاز الشحن اللاسلكي ماي إير تشارج (Mi Air Charge)، هذا الجهاز مزود بـ 144 هوائياً ينقل الموجات التي يتم استقبالها بواسطة 14 هوائياً مدمجاً في الهاتف، ويتم تحويل هذه الموجات إلى طاقة مقدارها 5 واط.
من المتوقع أن يكون الجهاز قادراً على شحن الهواتف التي تبعد عنه عدة أمتار حتى لو كانت هناك عوائق تفصل ما بين الهاتف وجهاز الشحن.
أكدت شاومي أن هذه التكنولوجيا لا تزال قيد التطوير، ومن المتوقع أن تكون متاحة للاستخدام قريباً.
اقرأ أيضاً: هل ستكون تقنية الشحن الهوائي للهواتف الذكية متاحة قريباً؟
6. السيارات الطائرة
في شهر يوليو، كشفت شركة سوبرنال (Supernal) الناشئة، وهي إحدى الشركات التابعة لشركة هيونداي (Hyundai) الكورية الجنوبية، عن نموذج لسيارة طائرة جديدة تتضمن مقصورة تتسع لخمسة ركاب، أطلق على السيارة اسم eVTOL، وهي مستوحاة من شكل الفراشة.
لا تزال هذه السيارة الطائرة غير جاهزة للاستخدام التجاري، يتعين على الشركة القيام بالعديد من الأمور، مثل تحسين الأداء واختبار السيارة لفترة أطول من الوقت من أجل تحديد العيوب وفهم المخاطر المحتملة وتحديث أنظمة الأمان.
اقرأ أيضاً: شركة هيونداي تكشف النقاب عن سيارة طائرة مستوحاة من شكل الفراشة
7. طائرات تعمل بالهيدروجين
أعلنت شركة رولز رويس البريطانية لصناعة محركات الطائرات وشركة الطيران منخفض التكلفة إيزي جيت عن نجاح تشغيل محرك طائرة يعمل بوقود الهيدروجين فقط، وقد أجري اختبار المحرك في منشأة عسكرية بالمملكة المتحدة، مع بقاء المحرك ثابتاً على الأرض.
من الضروري تطوير هذا النوع من المحركات، لأن صناعة الطيران تسهم بنحو 2% من انبعاثات الكربون، ووقود الهيدروجين يمكن أن يحل المشكلة، لأنه يوفر طاقة كبيرة وينتج عن احتراقه بخار الماء فقط.
اقرأ أيضاً: لماذا لم نشهد تحليق الطائرات الكهربائية في السماء حتى الآن؟
8. مجهر الهاتف الذكي
تحتوي جميع الهواتف الحديثة على كاميرات، معظم هذه الكاميرات قادرة على تقريب الأشياء، لكن لا توجد كاميرات قادرة على التكبير لتصوير الأشياء الصغيرة.
مجهر QingYing E&T iMicro C الصغير الذي يزن نصف غرام فقط يمكن لصقه بسهولة على عدسة كاميرا الهاتف، وهو قادر على تكبير الأشياء حتى 200 مرة.
من المتوقع أن يتم دمج هذا المجهر في الهواتف المحمولة مستقبلاً، لنكون قادرين على تصوير الحشرات وجزيئات الغبار وإلقاء نظرة على عالم الكائنات الدقيقة التي توجد في بيئتنا.
9. أطراف اصطناعية مدعومة بالذكاء الاصطناعي
إيسبر هاند Esper Hand هو طرف اصطناعي آلي مدعوم بالذكاء الاصطناعي ومتصل بالسحابة، يمكن لهذا الطرف أن يصبح أكثر ذكاءً مع مرور الوقت. إنه خفيف الوزن ويحمل 24 جهاز استشعار. تساعد المستشعرات هذه في كشف نشاط عضلات اليد والنبضات التي يرسلها الدماغ. ثم يتم تحليلها من قبل خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحديد حركة اليد المناسبة.
اقرأ أيضاً: ساق اصطناعية جديدة حساسة للّمس ستسهل المشي لأصحاب الأطراف المبتورة
10. التقاط الكربون من الغلاف الجوي
تعمل شركة بروميثيوس فيولز (Prometheus Fuels) الناشئة على إحداث تغيير في قطاع الطاقة من خلال سحب الغازات المسببة للاحتباس الحراري من الهواء، ليس هذا فقط، تريد الشركة أن تستخدم الكربون الملتقط من الهواء وتحويله إلى وقود منخفض التكلفة. وقد وقّعت عقوداً مع بعض الشركات مثل أميركان إيرلاينز لتزويدها بالوقود الذي يتم إنتاجه بهذه الطريقة.