من تجربة شخصية: ماذا يعني الزواج عن طريق التطبيقات؟

4 دقائق
ماذا يعني استخدام تطبيقات الزواج التقليدي؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Kirill Savenko

استيقظت في عطلة نهاية الأسبوع على مكالمة من والدي الذي يعيش في الهند. طلب مني الاطّلاع على الملف الشخصي لشاب على أحد التطبيقات. قمت بتصفح الملف الشخصي لعريس آخر، مدركةً أن سيرته الذاتية لا تعكس حقاً أفكاره واهتماماته.

يستخدم الآباء تطبيقات الزواج أكثر مما يستخدمها الأبناء.

في هذه التطبيقات، قد يكون للأبناء دور ضئيل أو معدوم في اختيار الشركاء المتوافقين الذين يريدون التحدث إليهم. حيث يقوم الآباء بتصفية الملفات الشخصية بناءً على معايير التطبيقات، مثل العمر والمهنة وحتى الأبراج. إن الآباء هم من يبدؤون الدردشة- ليس مع العروس أو العريس المحتمل، ولكن مع أسرهم. وبعد ذلك، يرسلون ملفات شخصية واعدة إلى أبنائهم، الذين قد يقررون الدردشة والالتقاء بشركائهم المحتملين. وعادةً ما تعود الكرة إلى ملعب الآباء للحصول على الموافقة النهائية على الخطوبة.

اقرأ أيضاً: دعك من تطبيقات المواعدة: أحدث أساليب الإنترنت لمساعدتك في العثور على حب حياتك

على الرغم من استخدام الكثير من الناس تطبيق تيندر (Tinder) في الهند، فإن تطبيقات المواعدة غير مرحب بها إلى حد كبير من قبل الآباء الهنود، حيث يعتبر الكثيرون أن المواعدة شيء يتعارض مع الثقافة والتقاليد الهندية. إذ لا تزال العائلات ترتّب معظم الزيجات في الهند، ويقال إن أكثر من 90% من الزيجات لا تزال تقليدية. كانت مواقع الزواج موجودة منذ نحو عقدين من الزمن، وهي تسهم في استمرار هذه العادات.

تطبيقات الزواج الشائعة في الهند

ثمة مجموعة من تطبيقات الزواج في السوق، ولكن الأكثر شعبية هي: بهارات ماتريموني (Bharat Matrimony) وشادي (Shaadi). تبدو هذه التطبيقات مشابهة إلى حد ما لتطبيقات المواعدة، إذ تتضمن ميزة التمرير السريع. لكن تطبيقات الزواج لها عوامل تصفية وتفضيلات أكثر دقة مثل الطبقة الاجتماعية والأبراج الفلكية. تتضمن الملفات الشخصية صوراً وسيرة ذاتية، يكتبها الآباء عادةً، ولكن في حالات معينة يكتبها الأبناء (اعتماداً على مدى قدرة الآباء والأبناء على التواصل بشأن خطط الزواج). كما تسمح التطبيقات للآباء والأبناء بإدارة حسابات الزواج بشكل مشترك. يمكن لكل من الآباء والأبناء التمرير السريع إلى اليمين ووضع ملفات تعريف في القائمة المختصرة.

تقوم هذه التطبيقات بتسويق نفسها من خلال نشر قصص نجاح الأزواج الذين تزوجوا بعد التوافق. وتدّعي بأن الملايين يجدون شركاء حياتهم من خلال هذه المنصات. قد يكون هذا صحيحاً، بالنظر إلى أن تطبيقات الزواج سجلت زيادة في عدد المستخدمين أثناء الجائحة. تعتمد النتائج المرجوة لهذه التطبيقات على ما تشعر به حيال الزيجات التقليدية، وما إذا كانت تفضيلاتك لشريك الحياة تتماشى مع تفضيلات والديك.

اقرأ أيضاً: الحب في زمن الميتافيرس: كيف سيغير هذا العالم الافتراضي مستقبل تطبيقات المواعدة؟

أعتقد أن أحد جوانب التطبيقات السخيفة هو عامل تصفية الأبراج الفلكية. أضاف تطبيق بامبل (Bumble) القدرة على تصفية التطابقات المحتملة عن طريق رموز علامات الأبراج في عام 2019، التي قد تكون شيئاً جديداً للمستخدمين في الولايات المتحدة. لطالما كانت الأبراج جزءاً مهماً من الزيجات التقليدية في الهند. برجك يمكن أن ينهي العلاقة: ينتقل العديد من الآباء إلى المرحلة التالية من الخطوبة فقط عندما تتطابق أبراج العرسان والعرائس المحتملين.  تاريخياً، قام المنجمون بإنشاء خريطة أبراج مع تفاصيل تم جمعها من مواقع الكوكب وعلامات الأبراج. في هذه الأيام، تنشئ تطبيقات الزواج هذه الأبراج مؤقتاً باستخدام برامج مدمجة. بمجرد أن يُدخل المستخدم التفاصيل الأساسية للشخص المرشح، بما في ذلك الوقت والتاريخ ومكان الميلاد، يمكن إضافة البرج الفلكي إلى الملف الشخصي.

بالنسبة لي ولعائلتي، فنحن لا نؤمن بالأبراج. لكننا أقلية في سوق الزواج الهندي. لقد واجهت العديد من الرفض لمجرد أن أهل الشريك المحتمل افترضوا أن برجي يحتوي على كواكب مؤذية.

حتى عندما يتعلق الأمر بعوامل تصفية مثل العمر والمهنة، التي يمكن أن تساعد في الواقع في تحديد التوافق، غالباً ما يعطي الآباء وزناً أكبر لتفضيلاتهم من تفضيلات أطفالهم، نظراً لأنهم المستخدمون الأساسيون للتطبيقات. فهم يتجاهلون الملفات الشخصية التي لا تجذب اهتمامهم.

اقرأ أيضاً: إليكم بعض الحقائق عن شركة التعارف القائمة على الحمض النووي التي أسسها جورج تشرش

تحديات تواجه تطبيقات التعارف والزواج

لا أنكر أهمية مساعدة الآباء لأبنائهم في البحث عن الشريك. فالحصول على مساعدة من شخص يعرفك جيداً لاختصار قائمة الملفات الشخصية هو أمر مفيد. لكن المشكلة تبدأ عندما يفرض الآباء معتقداتهم وأفكارهم على أبنائهم ويتخذون قرارات مباشرة بشأن الحياة الزوجية نيابةً عنهم. أنا أعتبر نفسي محظوظةً لأن لدي عائلة تدعم وتقدّر القرارات التي أتخذها بشأن زواجي. فهم يحترمون خياراتي وتفضيلاتي للعثور على الشريك. والأهم من ذلك، أنهم يمنحوني الوقت الكافي لمواعدة الشباب، ولا يستعجلوني لاتخاذ قراري النهائي.

للأسف، هذا لا ينطبق على معظم العائلات التي أعرفها، ما يجعل استخدام التطبيقات أمراً صعباً بالنسبة لي. في معظم الحالات، يتحدث الآباء من كلا الجانبين مع بعضهم بعضاً، ثم يسألون أبناءهم عما إذا كانا معجبين ببعضهما. وعادةً لا يشجّعون الأبناء على الخروج في المواعيد بمفردهم قبل التوصل إلى قرار بشأن الزواج. فهم يسمحون للعروس والعريس بالتحدث مرة أو مرتين. حتى إذا سمح الوالدان لأبنائهم بمواعدة، فستكون لفترة وجيزة، لنقُل موعداً أو اثنين. في الأسبوع الماضي، تلقيت إشعاراً من تطبيق شادي (Shaadi) للزواج للاشتراك في لقاء مباشر مع أولياء أمور لم أكن قد بعثت برسالة لأبنائهم!

يمكن أن يصبح الزواج أمراً مخيفاً للأشخاص في مثل سنّي عندما لا نحظى في كثير من الأحيان بالوقت الكافي لفهم وتحليل حالات التوافق مع الشريك المحتمل. ونشعر حينها أننا محاصرون في نظام زواج تقليدي. تكمن المشكلة في المقام الأول في اعتبار موافقة الآباء في الهند على الزواج أمراً حاسماً لعدة قرون، وتساعد هذه التطبيقات في استمرار تلك الفكرة.

اقرأ أيضاً: الحب في العصر الرقمي: هل تسمح للذكاء الاصطناعي بأن يختار شريك حياتك؟

بالإضافة إلى تطبيقات الزواج، فأنا أبحث عن شريك حياتي على تطبيقات المواعدة أيضاً. من المؤكد أن تطبيقات المواعدة ليست دائماً وسائل ناجحة للتوافق مع شريك أحلامك. فهناك الكثير من الأشياء التي تجعلها صعبة. لكن حقيقة أن تطبيقات المواعدة تسمح لكلا الطرفين بالتحكم في قرارات حياتهما تجعلني أشعر بالتفاؤل حول قدرة هذه التطبيقات على مساعدتي في العثور على شريك حياتي.

المحتوى محمي