الحب في العصر الرقمي: هل تسمح للذكاء الاصطناعي بأن يختار شريك حياتك؟

4 دقائق
الحب في العصر الرقمي: هل تسمح للذكاء الاصطناعي بأن يختار شريك حياتك؟
حقوق الصورة: شترستوك. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

يوجد حالياً أكثر من 1500 تطبيقاً وموقعاً للمواعدة في كل أنحاء العالم، وتشير التقديرات إلى أن سوق المواعدة على الإنترنت ستبلغ قيمته نحو 9.2 مليار دولار بحلول عام 2025.

تستخدم تطبيقات ومواقع المواعدة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكلٍ متزايد من أجل مطابقة رغبات وتفضيلات الأشخاص وإيجاد شركاء يتوافقون معهم، لكن إلى أي حدٍ يعتبر هذا جيداً لإنشاء علاقات حب حقيقية بين البشر؟ هل يمكن أن ندع الذكاء الاصطناعي يختار لنا شريك حياتنا؟ وما تأثير ذلك على علاقات البشر على المدى البعيد؟

من أجل الإجابة عن هذه الأسئلة، قامت شركة أدوات الاتصالات "تايديو" (Tidio) بإجراء استطلاع لآراء 1191 شخصاً.

نتائج استطلاع آراء حول استخدام الذكاء الاصطناعي في تطبيقات المواعدة  

كشف الاستطلاع عن بعض المعلومات المهمة التي يمكن أن تساعدنا على فهم طريقة استخدام تطبيقات المواعدة:

استخدام تطبيقات المواعدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي

يستخدم نحو 52% من الأشخاص تطبيقات المواعدة بشكلٍ منتظم. والمثير للدهشة أن 33% من المتزوجين اعترفوا بأنهم يستخدمون تطبيقات المواعدة مرة واحدة في الشهر على الأقل، و26% من المتزوجين يستخدمون تطبيقات المواعدة مرة واحدة في الأسبوع على الأقل.

هذه النتيجة تتطابق تقريباً مع نتائج بحثٍ أجرته شركة "غلوبال ويب إنديكس" (GlobalWebIndex) البريطانية، حيث بيّن البحث أن نحو 30% من مستخدمي تطبيق "تيندر" (Tinder) للمواعدة متزوجون.

بالإضافة إلى ذلك، بين الاستطلاع أن 28%من الأشخاص المستطلعة آراؤهم لم يستخدموا أي تطبيق مواعدة من قبل.

قال 33% من أفراد الجيل Z (الذين ولدوا بعد عام 2000) أنهم لم يستخدموا مطلقاً تطبيق مواعدة، وهذا غريب كون هؤلاء الأشخاص صغاراً في السن وهم الأكثر قدرة على استخدام التكنولوجيا، ويبدو أن السبب هو عدم الثقة بتلك التطبيقات.

اقرأ أيضاً: هل يمثل الذكاء الاصطناعي خطراً وجودياً على البشر؟

الرضا عن تطبيقات المواعدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي

في الاستطلاع، قال 12% فقط ممن استخدموا تطبيقات المواعدة إنهم راضون عن تجربة المواعدة عبر الإنترنت.

وعند السؤال عن أسباب عدم الرضا بتجربة تطبيقات المواعدة، قال 25% من المشاركين إنهم يعتقدون أن الشريك الذي يتحدثون معه لا يستخدم صورته الشخصية الحقيقية، فيما قال 25% إنهم يخشون من أن المعلومات في الملفات الشخصية غير حقيقية.

لماذا يلجأ الأشخاص لاستخدام تطبيقات المواعدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي؟

قال 47%٪ من المشاركين إنهم يستخدمون تطبيقات المواعدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي للعثور على شريك محتمل وإقامة علاقة طويلة الأمد. فيما قال 33% إنهم يريدون تكوين صداقات فقط. في حين قال 19% إنهم يبحثون عن ارتباط لفترة قصيرة أو إقامة علاقة جنسية عرضية.

الأمر المثير للاهتمام هو أن 16% من النساء المتزوجات و24% من الرجال المتزوجين قالوا إنهم يرغبون في استخدام تطبيقات المواعدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي للدخول في علاقة جنسية غير رسمية.

اقرأ أيضاً: ميتافيرس يعاني منذ الآن من مشاكل التحرش الجسدي

التوقعات التي ينتظرها المستخدمون من تطبيقات المواعدة

قال 46% إنهم يريدون من التطبيق تحليل سيرتهم الذاتية المكتوبة والعثور على شخص لديه اهتمامات مشتركة معهم. في حين قال 45% إن على الذكاء الاصطناعي البحث عن شركاء يجدونهم جذابين جسدياً.

اتضح من الاستطلاع أن الكثير من الرجال يهتمون بالعثور على التطابق بناءً على المظهر فقط، وهذا يؤكد الادعاء بأن المظهر بالنسبة للرجال هو الأكثر أهمية، بينما تميل النساء إلى البحث عن اهتمامات وهوايات مماثلة عند اختيار الشريك.

يريد نحو 69% من مستخدمي تطبيقات المواعدة أن يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل ملفهم الشخصي واقتراح التغييرات لتجعله أكثر جاذبية. هذه الرغبة مدفوعة بالحاجة إلى الظهور بمظهر أفضل، سواء من حيث المظهر الجسدي أو نمط الحياة.

من أجل العثور على شريك. يرغب 21% من الرجال و18% من النساء في أن يقوم التطبيق تلقائياً بتحسين صورهم لجعلها تبدو أجمل. كما يرغب 56% بأن يقوم الذكاء الاصطناعي بمساعدتهم خلال الدردشة داخل التطبيق.

كما يريد 25% منهم أن يقوم الذكاء الاصطناعي بمسح ملفاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد خبراتهم السابقة والعثور على شخص مر بمثل تجاربهم السابقة.

اقرأ أيضاً: التعلم الآلي يتنبأ بما إذا كنت ستنفصل عن شريك حياتك

ما هي البيانات التي ترغب في مشاركتها مقابل الحصول على شريكٍ مثالي؟

نحن نعرف أن تطبيقات المواعدة تحتاج إلى بيانات ومعلومات عنكَ حتى تستطيع تقديم نتائج مخصصة للغاية، فما هي البيانات التي يمكن أن نشاركها مع الذكاء الاصطناعي للحصول على شريك مثالي؟

  • 49% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم لن يشاركوا أبداً معلوماتهم المالية.
  • 35% قالوا إنهم لن يشاركوا معلومات تتعلق بصحتهم العقلية.
  • 33% قالوا إنهم لن يشاركوا معلومات تتعلق باهتماماتهم الجنسية.

على الرغم من ذلك، أكد 70% أنهم مستعدين لمشاركة كل بياناتهم الشخصية إذا كانوا واثقين من أن التطبيق المدعوم بالذكاء الاصطناعي سيجد لهم شريكاً مثالياً.

اختيار شريك جديد

بما أن نسبة لا بأس بها من مستخدمي تطبيقات المواعدة هم من المتزوجين أو المرتبطين بعلاقة غرامية مع شريك، يبرز سؤال مهم للغاية: ماذا سيفعل هؤلاء لو اقترح الذكاء الاصطناعي عليهم شريكاً جديداً. هل سيفكرون في الانفصال من أجل شريكٍ اختاره الذكاء الاصطناعي؟

قال نحو نصف المشاركين (48%) إنهم لن ينفصلوا عن شريكهم حتى لو أظهر الذكاء الاصطناعي أن هناك شخصاً آخر أفضل، لكنهم سيصبحون أكثر حذراً.

في حين صرح 45% بأنهم لن يأخذوا نصيحة الذكاء الاصطناعي إذا التقوا بشخص يحبونه حقاً. أما من قالوا إنهم سينفصلون عن شريكهم على الفور فلم تتجاوز نسبتهم الـ 7%.

ماذا لو فشلت تطبيقات المواعدة في إيجاد شريك مثالي؟

إذا فشل تطبيق المواعدة المدعوم بالذكاء الاصطناعي في إيجاد شريك مثالي، فإن أغلب الأشخاص المستطلعة آراؤهم قالوا إنهم مستعدون لمشاركة المزيد من البيانات والمعلومات عن أنفسهم للحصول على نتيجة أفضل.

هذا يعني أن هؤلاء أصبحوا أكثر ميلاً إلى اعتبار تطبيقات المواعدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي جديرة بالثقة، ويريدون منحها فرصة ثانية إذا لم تلبي توقعاتهم.

اقرأ أيضاً: دعك من تطبيقات المواعدة: أحدث أساليب الإنترنت لمساعدتك في العثور على حب حياتك

الدفع لقاء استخدام تطبيقات المواعدة

ما مدى استعداد المشاركين للدفع من أجل تطبيقات المواعدة؟

نحو 39% من المشاركين مستعدون لإنفاق ما يصل إلى 40 دولاراً أميركياً في الشهر على تطبيق المواعدة الذي يضمن العثور على شريك مثالي. ونحو ربع المشاركين (25%) قالوا إنهم مستعدون لإنفاق ما بين 40 و80 دولاراً في الشهر.

بينما لم يتجاوز من صرحوا بأنهم مستعدون لإنفاق 80 إلى 100 دولاراً في الشهر على تطبيق مواعدة الـ 4%. في حين كان أقل من 1% مستعدين لإنفاق أكثر من 100 دولاراً في الشهر، وأولئك الذين قالوا إنهم لن ينفقوا أي أموال على تطبيقات المواعدة، كانت نسبتهم 30%.

المواعدة في العالم الافتراضي

تستثمر العديد من الشركات مثل ميتا وديزني وآبل في تطوير عالم الميتافيرس، وهنا يظهر سؤال مهم حول القواعد الجديدة للمواعدة في الواقع الافتراضي.

هل يمكن أن تنتقل تجربة المواعدة من الإنترنت إلى الميتافيرس؟ هل ستكون تجربة إنشاء شريك افتراضي أفضل من محاولة العثور على شخصٍ مناسبٍ في العالم الحقيقي؟

  • يفضل 52% من المشاركين في الاستطلاع مقابلة شخصٍ في الحياة الواقعية بدلاً من إنشاء شريكٍ مثالي في العالم الافتراضي.
  • يرغب 31% من المشاركين في تجربة إقامة علاقة غرامية مع شريك افتراضي.
  • لا يمانع 16% من المشاركين الحصول على شريك حقيقي وآخر افتراضي في نفس الوقت.

كان الرجال أكثر استعداداً للدخول في علاقة غرامية مع شريكٍ افتراضي (35%) بالمقارنة مع النساء (27%).

تتوافق هذه النتائج مع دراسة اتجاهات الذكاء الاصطناعي التي كشفت أن نحو 43% من الرجال منفتحون على الوقوع في حب الذكاء الاصطناعي.

فهل هذا مؤشر على أننا سنشهد قريباً قصص حب بين الإنسان والذكاء الاصطناعي كما حدث في بعض أفلام الخيال العلمي؟