دراستها وبدايتها المهنية
حصلت نجوى عبد المجيد على شهادة الدكتوراه في علم الوراثة البشرية من "المركز القومي للبحوث" في مصر، وبدأت بعدها عملها في المركز ذاته بمجالات مختلفة مثل الطب النفسي وعلم الأعصاب السلوكي والعلوم الاجتماعية، وطورت فهماً أفضل للأمراض العصبية التنموية، مثل التوحد ومتلازمة الكروموسوم إكس الهش ومتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه.
واجهت عدة عقبات في بداية حياتها المهنية، إحداها عدم القدرة على نشر أوراقها البحثية، حيث كان من الصعب جداً على الباحثين العرب نشر أعمالهم في المجلات الدولية، إلا أن فوزها بـ "جائزة لوريال-اليونسكو للمرأة في العلوم" عام 2002 عن أبحاثها المتعلقة بالأطفال ذوي الاضطرابات الجينية، قدم لها دعماً كبيراً وساعدها في تطوير مسيرتها المهنية، وتقديمها إلى شبكة عالمية من العلماء وتوسيع معرفتها وخبرتها، حيث تم ترشيحها من قبل فائز إفريقي حصل على الجائزة عام 2001، وتم اختيارها من قبل لجنة تحكيم دولية ركزت بشكل أساسي على منشوراتها الدولية وأعمالها العلمية التي تغطي احتياجات المجتمع المصري.
اهتمامها البحثي
قضت عبدالمجيد ما يقارب 40 عاماً من حياتها في مجال البحث العلمي ودراسة الأمراض الوراثية، وتمكنت من أن تثبت نفسها في مجال يسيطر عليه الذكور نسبياً، متحدية بذلك التحيز والصور النمطية بين الجنسين، وتولي اهتماماً خاصاً بالأبحاث المتعلقة بعلم الوراثة السريرية واضطرابات النمو العصبي وتقنية الحمض النووي البشري وخلل الشكل.
تخصصت في العلاج المبكر للأطفال الذين يعانون من اضطرابات وراثية وتمكنت من تحديد العديد من المتلازمات الجينية الجديدة بنجاح، وركزت دراساتها على الطفرات الجينية مثل التثلث الصبغي ومتلازمة داون والتوحد والنمو العصبي، وأشرفت على نحو 70 أطروحة للدكتوراه والماجستير، وأنتجت أكثر من 100 بحثًا علمياً، عملت خلالها على تحديد ووصف العديد من المتلازمات الجينية الجديدة، وإضافة متلازمات جديدة إلى الأدبيات الطبية، حيث ساهمت في العثور على متغيرات جينية مهمة في تطوير اختبارات الكشف عن العلامات الحيوية.
أبحاثها حول زواج الأقارب
كانت من أوائل الباحثين في مصر الذين أثبتوا وجود الخلل الجيني وزيادة احتمال حدوثه في حالات زواج الأقارب، وتوضح في حديث أجرته مع موقع "ديلي نيوز إيجيبت"، أن أحجام الأسرة الكبيرة تؤدي إلى زيادة عدد الأطفال المصابين بحالات وراثية متنحية، بالإضافة إلى ذلك، فإن الافتقار إلى تدابير الصحة العامة الموجهة للوقاية من الاضطرابات الخلقية والمحددة وراثياً، ونقص الخدمات الوراثية، وعدم كفاية الرعاية الصحية قبل الحمل وأثنائه، قد تساهم جميعها في حدوث الاضطرابات الوراثية.
وحسب حديثها، تحدث غالباً اضطرابات الجينات العصبية والأخطاء الفطرية الأيضية والاضطرابات الصبغية المتنحية بسبب ارتفاع معدل القرابة، وتعتقد أن الحكومة تتجه نحو مكافحة الأمراض الوراثية خاصة بين الأطفال حديثي الولادة، منها مبادرات للكشف المبكر عن الأمراض الوراثية الخاصة بحديثي الولادة.
وعن كيفية حماية الأجيال القادمة من الأمراض الوراثية، في التشخيص الأول قبل الولادة، يجب توعية الأقارب بخطورة زواج الأقارب وانعكاسه على الاضطرابات الوراثية المختلفة، بالإضافة إلى ذلك، يجب فحص الصحة الإنجابية لأن معدل المواليد المرتفع نسبياً للأطفال المصابين باضطرابات الكروموسومات مثل متلازمة داون يرتبط بعمر الأم المتقدم وزيادة عدد الولادات. ومن وجهة نظرها، الأهم من التشخيص هو زيادة الوعي بين الآباء، وخصوصاً في المناطق الريفية، والذين هم الأكثر تضرراً بسبب نقص التعليم والوعي.
عملها المهني
تعمل حالياً (2022) أخصائية في علم الوراثة في معهد علم الوراثة في "جامعة كاليفورنيا" وفي "جامعة ييل" بأميركا، وزميلة بـ "جامعة أوبسالا" بالسويد، كما أنها مؤسِسة "مجموعة أبحاث التوحد" في "المركز القومي للبحوث"، وأستاذة في الوراثة البشرية بقسم بحوث الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ورئيسة فريق البحث العلمي حول الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالمركز ذاته.
فازت بالعديد من الجوائز التي تُمنح للعلماء المتميزين، منها "الجائزة الوطنية للتميز العلمي" عام 2009، و"الجائزة التقديرية للمركز القومي للبحوث في العلوم الطبية" عام 2011، كما حصلت على "جائزة العالمة العربية المتميزة" و"جائزة المرأة المبدعة في علم الوراثة" من "جامعة الخليج العربي"، بالإضافة إلى جائزة الدولة الوطنية للتميز في التكنولوجيا المتقدمة لعام 2017.