أدى ظهور فيروس كورونا إلى حالة غير مسبوقة من الهلع والذعر على مستوى العالم. كما أصيبت مجتمعات بأكملها بشعور قلق جماعي ناجم عن التوتر من إمكانية الإصابة بالعدوى وعدم اليقين تجاه الأفق المحتمل لنهاية الوباء الجديد.
وما زاد الطين بلة هو السيل العارم من المعلومات والأخبار المتضاربة على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، التي ولدت شعوراً بالارتباك والخوف من المجهول.
ما أعراض الإصابة بالقلق الناجم عن فيروس كورونا؟
في ظل هذه الظروف، قد تعاني من عدة أعراض تدل على وجود حالة القلق لديك، ومن هذه الأعراض:
- القلق على صحتك الجسدية وصحة أحبائك.
- صعوبة في النوم وتغيير في أنماط نومك.
- ضعف القدرة على التركيز.
- الهوس بالنظافة وغسل اليدين وتعقيم الأسطح.
- رقابة ذاتية دائمة ومرهقة فيما إذا كانت لديك أعراض العدوى.
- ازدياد التدخين أو تناول الأدوية المنشطة.
- الشعور بالارتباك والإحباط.
- تغير في ردود أفعالك وتصرفاتك.
كيف تحمي صحتك العقلية في مواجهة فيروس كورونا؟
لمواجهة هذه الأعراض، لا بدّ من العناية بالصحة العقلية واتخاذ خطوات من شأنها أن تساعد في السيطرة على التوتر، إليك بعضاً منها:
-
الاعتدال والحذر في متابعة أخبار فيروس كورونا:
من المفيد أن تبقى على اطلاع بمستجدات تفشي الفيروس، لكن ضمن حدود المعقول. إذ إن المتابعة الدائمة لسيل التحديثات على شريط أخبار فيسبوك أو على تويتر قد تؤدي إلى المزيد من القلق والتوتر. لذا يجب أن تقلص الوقت الذي تقضيه في متابعة وسائل الإعلام وتأخذ استراحة من منصات التواصل الاجتماعي. كما يجب الحذر من المعلومات الخاطئة حول الفيروس والحرص على الحصول على المعلومات من مصادر موثوقة. وقد يكون من المفيد إخفاء المنشورات التي تثير الخوف على فيسبوك مثلاً أو إلغاء الاشتراك في مجموعات واتساب التي تزيد من قلقك، أو إلغاء متابعة حسابات تويتر التي تزعجك بضخها المستمر حول الموضوع دون تقديم فائدة حقيقية.
-
الاهتمام بصحتك الجسدية:
سوف تتأثر نشاطاتك اليومية بلا شك بانتشار الوباء، لكن يمكنك الحفاظ على بعض الأنشطة المفيدة لصحتك مثل: ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة المتاحة على يوتيوب أو غيره من التطبيقات المخصصة للتمارين الرياضية، وتناول الطعام الصحي وتجنب التقاط عادات سيئة كالتدخين وممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
-
التصدي للشعور بالملل:
مع اتساع رقعة الحجر الصحي الإلزامي والذاتي، ينشأ شعور بالملل والضجر قد يقود لاحقاً إلى القلق والتوتر. لذا احرص على تعبئة وقتك بأنشطة تحبها مثل: قراءة الكتب أو مشاهدة الأفلام أو الاستماع للموسيقى أو الالتحاق ببرامج تعليمية افتراضية عبر الإنترنت.
-
التواصل مع الآخرين:
لحسن الحظ، تتيح التكنولوجيا الحديثة التواصل مع الآخرين دون ضرورة الاقتراب منهم أو زيارتهم مع المحافظة على الابتعاد الاجتماعي. ويشكل التواصل الدائم مع الأهل والأصدقاء عاملاً هاماً في الدعم النفسي. لذا سيكون من الجيد أن تزيد من وتيرة تواصلك مع الآخرين سواء عبر الاتصالات الصوتية أو المرئية أو غيرها.
-
المحافظة على توازن الحياة العائلية مع العمل من المنزل:
إذا كنت من بين الكثيرين الذين انتقلوا إلى العمل من المنزل، يجب أن تحسن تنظيم وقتك وتوزيعه بشكل جيد بين عائلتك وحياتك الخاصة من جهة ومتطلبات وواجبات عملك من ناحية أخرى.
-
الاهتمام بالأطفال:
سيجد الأطفال صعوبة في فهم التغير في نمط حياتهم، وخصوصاً مع إغلاق المدارس في عدد كبير من البلدان وانتقال العديد منها إلى أسلوب التعليم عن بعد. لذا ينبغي أن تقدم لهم شرحاً لأسباب الوضع الجديد ومعلومات صحيحة عن فيروس كورونا وكيفية الوقاية منه، واحرص على الإجابة عن تساؤلاتهم المتعلقة بالإصابة به وتهدئة مخاوفهم. كما سيكون من المفيد تنظيم وقتهم بين الدراسة واللعب والحفاظ على أكبر قدر ممكن من روتينهم السابق. وانتبه إلى تقليل تعرضهم لمشاهدة فيديوهات أو تصفح معلومات على الإنترنت قدر الإمكان.
وأخيراً، فإن هذه الظروف الصعبة الناجمة عن انتشار فيروس كورونا تتطلب تنمية القدرة على التكيف والتعامل العقلاني مع مجريات الأحداث والالتزام بتوجيهات السلطات الصحية في بلدك مع المحافظة على صحتك العقلية والجسدية.