الدول العربية تلجأ إلى التعليم عن بعد لمواجهة تداعيات فيروس كورونا

3 دقائق

وفقاً لإحصاءات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، فإن عدداً غير مسبوق من الطلاب قد انقطعوا عن مدارسهم وجامعاتهم بسبب قيام الحكومات بإغلاقها في محاولةٍ لإبطاء انتشار فيروس كورونا والحفاظ على سلامة الطلاب والكادر التدريسي. وحتى وقت كتابة هذه المقالة، فإن 61 دولة أعلنت إغلاق مدارسها وجامعاتها في مناطق محدودة أو في كامل الدولة، ما يعني أن توقف العملية التعليمية قد أثَّر على 421.4  مليون طالب حتى الآن. ونبين لكم في الجدول التالي عدد الطلاب المتأثرين بتعليق الدراسة في بعض الدول العربية:

وفي مواجهة هذا الانقطاع عن التعليم ضمن إطار المنظومة التعليمية الكلاسيكية، وحرصاً من الحكومات على ضمان استمرار مسيرة التعليم، فقد لجأت العديد منها إلى الحلول الرقمية لتوفير موارد التعلم ومتابعة الدروس والامتحانات. نقدم إليكم استجابة مجموعة من الدول العربية والحلول التي اتبعتها لمواصلة العملية التعليمية:

  • الإمارات العربية المتحدة

أعلنت دولة الإمارات عن تعطيل المدارس والجامعات لمدة شهر اعتباراً من تاريخ 8 مارس، على أن يتم العمل بمبادرة التعلم عن بعد في الأسبوعين الأخيرين من العطلة ضماناً لاستمرارية العملية التعليمية في المنزل، ودون المساس في عدد أيام الدراسة. 

وقد باشرت الحكومة في العمل عن كثب مع مدراء المدارس والمعلمين للبدء فوراً في متابعة التعليم عن بعد عبر الإنترنت. كما قامت وزارة التربية والتعليم بتشكيل لجنةٍ موسعة لتوفير جميع الاحتياجات اللازمة لنظام التعليم عن بعد، حيث تم تطبيق مبادرة تجريبية لمدة يومين منذ فترة قصيرة وذلك بالاستعانة ببوابة التعليم الذكي، وهي منصة تعلم إلكتروني تفاعلية تجمع بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور وتتيح للمعلم تطبيق الأساليب التعليمية الحديثة. 

كما انطلقت بالفعل التجربة التقنية لنظام التعلم عن بعد في عدد من المدارس الخاصة في دبي وأبوظبي والشارقة، حيث تضمنت إرسال جداول الحصص الدراسية وشرحاً مفصلاً للنظام إلى الطلاب وأهاليهم. ويوفر هذا النظام للطلاب إمكانية التواصل مع معلميهم وإنجاز فروضهم وملاحظاتهم وإرسالها بشكل تفاعلي. كما يتيح للأهالي متابعة دراسة أولادهم ودرجاتهم من خلال تقارير مفصلة. 

وقد أعلنت دو التابعة لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة، عن إطلاق مبادرة تستهدف تقديم الدعم لعملية التعلم عن بُعد التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم عبر جميع المدارس والجامعات في دولة الإمارات.

  • الكويت:

قررت الكويت إغلاق مدارسها وجامعاتها اعتباراً من 1 مارس ولغاية 26 مارس الجاري. وأعلنت وزارة التربية الكويتية عبر حسابها على تويتر أن فريق التعلم الإلكتروني المختص قد بدأ بتصميم وتطوير مواد ومصادر "التعلم عن بعد" على بوابة الكويت التعليمية لتأمين متابعة الطلاب لتحصيلهم العلمي، وذلك في إطار المرحلة الأولى من الخطة التشغيلية لمشروع التعليم الإلكتروني. بالإضافة إلى إتاحة مجموعة من مشاريع الوزارة السابقة ومنها القناة التربوية وتطبيق سراج والكتب التفاعلية.

  • فلسطين:

أغلقت السلطات الفلسطينية جميع المدارس والجامعات لمدة شهر اعتباراً من 5 مارس. وقد وجهت السلطات في الضفة الغربية بالانتقال إلى التعلم عن بعد، حيث سيتم تصوير الدروس وبثها عبر اليوتيوب والراديو والتلفزيون للطلاب من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر. كما طلبت من جميع الجامعات مواصلة المحاضرات عبر الإنترنت اعتبارًا من 14 مارس، وذلك باستخدام استراتيجيات مختلفة مثل التعلم المُدمج، والفصول الافتراضية، بالإضافة إلى استخدام تطبيقات مثل Zoom وGoogle Hangouts.

  • المملكة العربية السعودية:

أعلنت المملكة إغلاق مدارسها وجامعاتها اعتباراً من 9 مارس وحتى إشعار آخر. وقد وفرت وزارة التعليم مجموعة من قنوات البث التلفزيوني وبوابة عين وقنوات يوتيوب لتتيح لطلاب وطالبات التعليم العام متابعة دراستهم عن بُعد بفعالية وجودة أثناء فترة تعليق الدراسة. كما أتاحت منصة منظومة التعليم الموحدة لمتابعة العمليات التعليمية من خلال تقديم الدروس بشكل متزامن، وحل الواجبات، واستخدام المواد الرقمية بواسطة الموقع والتطبيق الموجود في متجر التطبيقات لآبل وأندرويد.

وقد بدأت الجامعات السعودية بتطبيق خطط التعليم الإلكتروني عبر منصات التعليم عن بُعد على خلفية قرار تعليق الدراسة.

  • الأردن:

أعلنت الأردن تعليق دوام المؤسسات التعليمية اعتباراً من 15 مارس ولمدة أسبوعين. وقد اتخذت الحكومة الأردنية عدة إجراءات للتعامل مع تعليق الدراسة منها تفعيل منظومة التعلم عن بعد عبر منصتها الإلكترونية "نور سبيس"، والتي ستوفر المحتوى التعليمي للطلاب خلال فترة الانقطاع عن الدراسة. بالإضافة إلى توفير بديل لهذه المنصة من خلال بث المواد التعليمية تلفزيونياً. كما وجهت وزارة التعليم العالي الجامعات بضرورة إعداد السياقات التعليمية والانتقال إلى آلية التعليم عن بعد. 

  • الجزائر:

قررت الجزائر إغلاق المدارس والجامعات اعتباراً من 12 مارس وحتى 5 أبريل القادم. وقد أطلقت وزارة التعليم العالي مبادرة تعليمية لضمان استمرارية التعليم عن بعد وتتمثل في وضع محتوى تعليمي يمكن تصفحه عن بعد ويغطي شهراً من التعليم على الأقل.

  • لبنان:

تم إغلاق المدارس والجامعات في لبنان اعتباراً من 29 فبراير وحتى 15 مارس. وقد أطلقت بعض المدارس مبادرات فردية لتقديم الدروس إلى الطلاب عبر منصات Google Classroom، فيما لجأ المعلمون إلى استخدام تطبيقات الرسائل مثل واتساب WhatsApp لإرسال الدروس إلى الطلاب. كما أتاحت وزارة التعليم تطبيقاً يتضمن معلومات للكادر التدريسي.

  • البحرين:

أعلنت البحرين تعليق الدراسة في المدارس والجامعات اعتباراً من 29 فبراير وحتى 29 مارس كإجراء احترازي في مواجهة فيروس كورونا. وتتيح وزارة التربية والتعليم البحرينية بوابة إلكترونية للتعلم عن بعد على موقعها. كما أعلن معهد البحرين للتدريب تفعيله لنظام التعلم عن بعد باستخدام منصة التعليم الإلكتروني مودل MOODLE، فيما اعتمدت جامعة البحرين على منصتيMicrosoft Team وBlackboard التعليميتين لمواصلة العملية التعليمية عن بعد. 

قد يمثل الاضطراب في العملية التعليمية الذي سببه فيروس كورونا فرصةً لوضع التكنولوجيا موضع الاختبار في مجال التعليم، وقد تكون هذه المرحلة خطوة نحو إحداث تغيير جذري في تصورنا للتعليم الإلكتروني وإطلاق حقبة جديدة يأخذ فيها التعليم عن بعد دوراً محورياً في هذا المجال.