التشفير هو الطريقة التي تستخدم لحماية الرسائل والملفات التي يتم إرسالها عبر الإنترنت، وهناك أنواع عديدة من التشفير، أبرزها وأكثرها أماناً هو التشفير من طرف إلى طرف (End-to-end Encryption) المعروف اختصاراً بـ (E2EE)، الذي يضمن أن مرسل البيانات ومستقبلها فقط هم من يمكنهم قراءة هذه البيانات.
ما هو التشفير؟
لنبدأ بفهم الأساسيات، التشفير هو طريقة لحماية البيانات من الوصول غير المصرح به عن طريق تحويلها إلى شكل غير قابل للقراءة. فقط أولئك الذين لديهم مفتاح التشفير الصحيح يمكنهم فك تشفير البيانات المشفرة وإعادتها إلى شكلها الأصلي.
لنفترض أنك أرسلت رسالة إلى صديقك، لكن شخصاً غريباً تمكن من اعتراض الرسالة. إذا كانت مشفرة باستخدام مفتاح تمتلكه أنت وصديقك فقط، لن يتمكن الشخص الغريب من قراءتها وستظل آمنة، وحين تصل الرسالة إلى صديقك الذي يمتلك مفتاح التشفير، سيتمكن من فك تشفيرها وقراءتها.
يُستخدم التشفير لتأمين أنواع مختلفة من البيانات، مثل الرسائل الفورية على تطبيقات المراسلة ورسائل البريد الإلكتروني والملفات وكلمات المرور وغيرها.
اقرأ أيضاً: 10 قواعد للأمن السيبراني عليك تطبيقها في حياتك اليومية
أنواع التشفير
هناك نوعان رئيسيان من التشفير وهما التشفير المتماثل والتشفير غير المتماثل:
- في التشفير المتماثل (Symmetric Encryption)، يُستخدم نفس المفتاح لتشفير البيانات وفك تشفيرها، وتتم مشاركة هذا المفتاح بين المرسل والمستقبل فقط، ولا يجب أن يصل لأي شخص آخر.
- في التشفير غير المتماثل (Asymmetric Encryption)، يُستخدم مفتاحين مختلفين، مفتاح عام ومفتاح خاص. يمكن مشاركة المفتاح العام مع أي شخص، بينما يظل المفتاح الخاص بحوزة صاحبه. المفتاح العام والخاص مرتبطان رياضياً، وفي حال تشفير أي بيانات باستخدام المفتاح العام، لا يمكن فك تشفيرها إلا بواسطة المفتاح الخاص.
التشفير من طرف إلى طرف هو نوع من التشفير غير المتماثل، لكن يتم إنشاء المفاتيح الخاصة وتخزينها على أجهزة المستخدمين بدلاً من خوادم مقدم الخدمة. هذا يعني أن البيانات المرسلة بين الطرفين لا يستطيع أحد قراءتها، بما في ذلك مقدمو الخدمة، لأنه لا يملك المفتاح الخاص لفك تشفيرها.
اقرأ أيضاً: 10 نصائح للأمن السيبراني يجب على كل موظف معرفتها
كيف يعمل التشفير من طرف إلى طرف؟
قد تبدو المعلومات المذكورة أعلاه تقنية بعض الشيء وغير مفهومة بالنسبة للشخص العادي، لذلك، يمكن محاولة شرح التشفير من طرف إلى طرف بمثال يتضمن صندوقاً ورسالة ورقية ومفتاحاً كالآتي:
- تريد ريتا أن ترسل رسالة ورقية إلى أحمد. لذلك، يرسل أحمد صندوقاً فارغاً مفتوحاً بدون مفتاح إلى ريتا لتضع فيه الرسالة. بمجرد إغلاق الصندوق، لا يمكن فتحه إلا بواسطة المفتاح الموجود مع أحمد فقط.
- تضع ريتا الرسالة الورقية في الصندوق وتغلقه ثم ترسله إلى بوب.
- لا يستطيع أحد فتح الصندوق وقراءة الرسالة سوى أحمد لأنه يملك المفتاح.
في هذا المثال، يمثل الصندوق المفتاح العام لأحمد، فيما يمثل مفتاح الصندوق المفتاح الخاص له.
اقرأ أيضاً: أفضل 5 دورات على الإنترنت في مجال الأمن السيبراني
أحد الأمثلة الشائعة للتشفير من طرف إلى طرف هو إرسال رسالة عبر تطبيق المراسلة الشهير واتساب (WhatsApp)، ووفقه تكون عملية المراسلة بين أحمد وريتا كالآتي:
- تريد ريتا إرسال رسالة إلى أحمد عبر واتساب، يكون لدى أحمد مفتاحين للتشفير، واحد عام والآخر خاص، وهما مفتاحان مرتبطان رياضياً. أي أن الرسالة التي يتم تشفيرها بالمفتاح العام يمكن فك تشفيرها فقط بالمفتاح الخاص.
- يكون المفتاح العام لأحمد متاحاً للعامة، فأي شخص يريد التواصل مع أحمد يستطيع أخذ هذا المفتاح، فيما يبقى المفتاح الخاص لبوب على جهازه ولا يستطيع أحد الوصول إليه.
- تكتب ريتا رسالتها لبوب، وحين تضغط على زر الإرسال، يقوم التطبيق على جهازها باستخدام المفتاح العام لأحمد لتشفير هذه الرسالة.
- تعبر الرسالة إلى خوادم شركة واتساب ثم تصل إلى جهاز أحمد، حيث يُفك تشفيرها باستخدام المفتاح الخاص، ويستطيع أحمد قراءتها.
نظراً لأن المفتاح الخاص موجود فقط على جهاز أحمد، لا يستطيع أي أحد، ولا حتى موظفو شركة واتساب، فك تشفير الرسالة وقراءتها.
اقرأ أيضاً: موجز في الأمن السيبراني: مفهومه وتاريخه وأبرز أشكاله
ما أهمية التشفير من طرف إلى طرف؟
يعد التشفير من طرف إلى طرف مهماً لأنه يحمي البيانات ويمنع الوصول إليها أو اعتراضها أو تعديلها من قبل أي شخص آخر غير المرسل والمستقبل، وهذا يضمن الحفاظ على سرية البيانات، ويمنع تهديدات مثل:
- القراصنة الذين يحاولون سرقة البيانات أو تسريبها لأغراض ضارة.
- الحكومات والسلطات التي تحاول التجسس على المستخدمين أو فرض رقابة عليهم.
- الشركات ومقدمو الخدمات الذين يحاولون جمع البيانات أو تحليلها أو استثمارها لأغراض تجارية أو إعلانية.
اقرأ أيضاً: كيف تصبح خبيراً في الأمن السيبراني بنفسك؟
من خلال استخدام التشفير من طرف إلى طرف، يمكن للمستخدمين التحكم بشكل أكبر في بياناتهم الخاصة، والاستمتاع بمزيد من الحرية والخصوصية والأمان عند الاتصال عبر الإنترنت.