كيف تصبح خبيراً في الأمن السيبراني بنفسك؟

4 دقائق
كيف تتعلم الأمن السيبراني بنفسك؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/kkssr

لحماية المعلومات والبيانات الشخصية للأفراد والشركات والمؤسسات في الوقت الحالي أهمية كبيرة جداً، فنحن نسمع في وسائل الإعلام بين الحين والآخر عن عمليات اختراق تحدث في أماكن مختلفة وتؤدي إلى خسائر مالية كبيرة وتضرر لسمعة بعض الشركات الكبرى.

تكمن أهمية الأمن السيبراني في أن شبكة الإنترنت قد أصبحت جزءاً أساسياً من حياتنا، سواء في المنزل أو في العمل، وتعتمد الكثير من الأعمال على التواصل بين الأشخاص على شبكة الإنترنت.

هذا ما جعل خبراء الأمن السيبراني من أكثر الأشخاص المطلوبين في سوق العمل على مستوى العالم، وإذا كنت تملك خبرة في هذا المجال، فإنك لن تواجه أي مشكلة في إيجاد فرصة عمل براتب عالٍ. لكن الكثيرين لا يعرفون أي شيئ عن المسار التعليمي والمهني للأمن السيبراني، ويسألون عن الطريق الواجب سلوكه كي يصبحوا خبراء في هذا المجال، وفي السطور التالية معلومات توضح لكم ذلك.

من هو خبير الأمن السيبراني؟

قبل أن نشرح لك كيف يمكن أن تصبح خبيراً في الأمن السيبراني، ينبغي توضيح ما هي المهام الموكلة بخبراء الأمن السيبراني.

تعتمد الشركات في كل أنحاء العالم على شبكة الإنترنت في التواصل، ومعظمها تمتلك الكثير من المعلومات والبيانات المهمة والحساسة التي يتم تخزينها على حواسيب محلية أو على خدمات التخزين السحابي، هذه المعلومات لا يجب أن يصل إليها أي شخص، ويجب أن تكون متاحة فقط للأشخاص المصرح لهم بذلك، هنا تأتي وظيفة خبير الأمن السيبراني، الذي يقوم بتطبيق المعايير والإجراءات التي تضمن أن تكون كل بيانات ومعلومات وأجهزة الشركة في أمان ولا تتعرض للهجمات السيبرانية.

اقرأ أيضاً: أحدث التهديدات السيبرانية التي تواجه الشركات في 2022

المهارات المطلوبة لتصبح خبيراً في الأمن السيبراني

الأمن السيبراني هو أحد تخصصات تكنولوجيا المعلومات، وهي تتطلب معرفة في عدة مجالات، مثلاً يجب أن يملك الخبير مهارة ومعرفة في الشبكات وأنظمة التشغيل وتطبيقات الويب الهواتف الذكية.

المهارات السابقة هي المهارات التقنية، لكن بالنسبة للمهارات الشخصية، يجب أن يمتلك خبير الأمن السيبراني محاكمةً وقدرة جيدة على التحليل وإدراك المخاطر المحتملة والتنظيم والالتزام بالمعايير المطلوب تطبيقها.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مهارة حاسمة يجب أن يتمتع بها كل خبراء الأمن السيبراني الناجحين، وهي القدرة على التعلم، فكما نعلم، تتطور التكنولوجيا والأجهزة بشكلٍ مستمر، ويطور معها قراصنة المعلومات تقنياتهم ووسائل الاختراق التي يستخدمونها، لذلك، ينبغي أن يكون الخبير قادراً على مواكبة كل التحديثات في مجال الأجهزة والبرمجيات وتقنيات الاختراق والثغرات الأمنية الحديثة، ليتمكن من التعامل مع كل الحالات بشكلٍ صحيح وفعال.

لا تكفي كل المهارات السابقة لتكون خبيراً ناجحاً، يجب أيضاً أن تكون قادراً على توقع أو تخيل حالات الاختراق المحتملة والانتهاكات التي يمكن أن تحصل، وأن تكون مستعداً لاكتشاف هذه الحالات والتعامل معها قبل أو فور حدوثها.

القدرة على البحث بسرعة وبشكل فعال عن المعلومات هي من المهارات المهمة الأخرى التي يجب أن تتمتع بها، قد تبدو هذه المهارة بسيطة وبديهية، إذ يمكن استخدام محرك البحث جوجل للحصول على أي معلومة تريدها. لكن على الرغم من بساطتها، تعد مهارة مهمة جداً ينبغي أن يتعلمها الخبير ويعرف كيف ينتقي المعلومات الصحيحة ويستبعد المعلومات الخاطئة، لأن ذلك سيتيح له الحصول على أي معلومات تتعلق بالأدوات أو التكنولوجيات أو القوانين أو الأنظمة التي تخدم عمله.

اقرأ أيضاً: 11 نصيحة من وكالة الأمن القومي الأميركية لحماية الشبكات من الهجمات السيبرانية

الأدوات التي يجب أن يتعلمها خبير الأمن السيبراني

قبل أن نتحدث عن الأدوات التي يجب أن تتعلمها لتصبح خبيراً في الأمن السيبراني، يجب توضيح نقطة مهمة جداً، وهي أن جميع الأدوات المستخدمة هدفها الأساسي هو مساعدة الخبير في عمله، وليس أن تحل محله بأي شكل من الأشكال.

على سبيل المثال، يعتقد الكثير من الأشخاص أن مجرد وجود برنامج مكافحة الفيروسات على الحاسوب يكفي لحمايته من المخاطر السيبرانية، لكن التجارب أثبتت أن أفضل وأحدث أدوات الحماية المتوفرة ستكون بلا قيمة إذا كان الشخص لا يملك معرفة كافية بطريقة استخدامها بشكلٍ صحيح، أو إذا كان لا يستطيع تمييز عمليات التصعيد والاحتيال على الإنترنت.

تقوم الأدوات الرئيسية التي يستخدمها عادة خبير الأمن السيبراني بفحص الأنظمة والأجهزة والشبكات بحثاً عن أي ثغرات أو خروقات أو سلوك مشبوه، مثل برامج مكافحة الفيروسات وبرامج فحص وتحليل حركة المرور المرسلة والمستلمة عن طريق الحواسيب والهواتف والخوادم، أو أية أجهزة أخرى.

يستخدم الخبراء أيضاً أدوات فحص نقاط الضعف واكتشاف الثغرات المحتملة، وأدوات التخزين الآمنة المحلية أو السحابية وطرق التشفير التي تضمن عدم قراءة المعلومات حتى في حال اختراقها أو سرقتها.

يجب أن يعتمد الخبير على أدوات النسخ الاحتياطي التي تمكنه من الحصول على نسخ من المعلومات والبيانات المهمة، كي يتمكن من استعادتها في حال تلفها أو تعرضها للسرقة.

باختصار، لا توجد قائمة محددة بالأدوات التي يجب أن يستخدمها خبير الأمن السيبراني، الأدوات تختلف وتتنوع حسب المهام الموكلة إليه وحسب الحاجة التي تتطلبها الشركة أو المؤسسة التي يعمل بها.

هل يجب أن يتعلم خبير الأمن السيبراني البرمجة؟

هذا سؤال يتم طرحه كثيراً من قبل الأشخاص الذين يريدون تعلم الأمن السيبراني والعمل في هذا المجال، والإجابة عنه بسيطة. بشكلٍ عام، أي معرفة إضافية في أي مجال يتعلق بالتكنولوجيا ستكون مفيدة بكل تأكيد، لكن ليس من الضروري تعلم البرمجة، الكثير من خبراء الأمن السيبراني الذين يعملون في الشركات الكبرى لا يملكون أي خبرة أو معرفة في البرمجة.

من الأفضل إن كنت تريد أن تحصل على فرصة للمنافسة في هذا المجال أو على وظيفة في شركة كبيرة أن تتعلم أساسيات البرمجة بلغة بايثون.

وحين الحديث عن تعلم أساسيات البرمجة، فليس القصد تعلم كيفية كتابة برامج جديدة أو تعديل البرامج الموجودة، بل أن تكون قادراً على قراءة الكود البرمجي ومقارنته مع الكود المصدري، لتتمكن من معرفة ما إذا كان الكود صحيحاً أو تم التلاعب به.

اقرأ أيضاً: البرمجة الآمنة وأهميتها في تعزيز الأمن السيبراني

كيف تبدأ تعلم الأمن السيبراني؟

لا توجد أدوات محددة يستخدمها جميع خبراء الأمن السيبراني في العالم، حيث تعتمد الأدوات المطلوب تعلمها والخبرات اللازمة على نوع واحتياجات الشركة التي ستعمل بها، لهذا السبب، ستجد على الإنترنت مجموعة متنوعة من الدورات التي تشمل مجالات مختلفة.

عليك البدء أولاً بدراسة وتعلم الأساسيات، وستجد العديد من الدورات حول أساسيات الأمن السيبراني على منصات التعلم العالمية مثل "كورسيرا" (Coursera) و"إيديكس" (Edx) هذه الدورات مقدمة من جامعات أو شركات شهيرة وبعضها متوفرة باللغة العربية.

هذه الدورات أراها مناسبة لتعلم أساسيات الأمن السيبراني:

بمجرد تعلم الأساسيات، ستعرف ما هي الدورات أو المسارات التعليمية التي يجب أن تتابع بها في المستقبل.