العمل من المنزل: خطوات مفيدة لتحسين جودة وسرعة شبكة الواي فاي

3 دقائق
مصدر الصورة: أنسبلاش

لماذا تستغرق صفحة شركتك وقتاً أطول من المعتاد حتى تظهر على شاشتك؟ ولِمَ يتذمر أطفالك من بطء تحميل لعبتهم المفضلة أو الفيديو على يوتيوب؟ كيف يمكن حل مشكلة بطء الشبكة اللاسلكية؟

ربما عانيت من بطء الإنترنت في السابق، لكن اليوم أصبحت هذه المشكلة أكثر إلحاحاً. فقد ازداد الضغط على الشبكات اللاسلكية المنزلية نتيجة زيادة عدد مستخدميها؛ حيث انتقل الكثير منا إلى العمل من المنزل وأدى إغلاق المدارس إلى مطالبة أطفالنا بحصتهم الدائمة من الطيف اللاسلكي المنزلي.

وبالتالي، لا يقتصر تأثير بطء الشبكة اليوم على تأخير عرض المشهد التالي أثناء مشاهدة فيلم على نتفليكس فحسب، وإنما تؤثر مباشرةً على سرعة أدائك لعملك وحتى على تركيزك.

نقدم إليك مجموعة من الخطوات العملية التي تساعدك في زيادة سرعة الشبكة اللاسلكية وتخفيف الضغط على الطيف الراديوي.

أولاً: الإجراءات الأساسية

هناك مجموعة من النقاط الأساسية لتحسين سرعة الإنترنت في جميع الظروف، إليك بعضها:

  • تأكد من أن الجهاز متصل بالفعل بشبكتك أنت، فقد يحدث أن يقوم الأطفال بتغيير اتصال هاتفك إلى الشبكة العامة عوضاً عن شبكتك الخاصة.
  • ضع جهاز التوجيه (الراوتر) في نقطة مركزية من منزلك بحيث تحقق تغطية جيدة في معظم زوايا المنزل. واحرص على وضعه بعيداً عن الأجهزة الكهربائية وخصوصاً الميكرويف لتجنب حدوث تشويش على الإشارة اللاسلكية.
  • اربط بعض الأجهزة باتصال سلكي مستخدماً الكابلات مثل منصات الألعاب وأجهزة الفيديو، مما يخفف استهلاك الطيف الراديوي.
  • استخدم مكررات الإشارة اللاسلكية لتوسيع نطاق تغطية الشبكة.
  • اشترك في باقة أو عرض إنترنت يلبي احتياجاتك؛ إذ لا يمكن تحسين سرعة الإنترنت إلا ضمن حدود عرض شركة الاتصالات الذي تشترك فيه.

ثانياً: إعدادات الراوتر

يمكنك ضبط إعدادات الراوتر بشكل يساعد في تحسين جودة الإشارة وسرعة الإنترنت، إليك بعض النصائح المفيدة بهذا الشأن:

  • عدل القناة اللاسلكية المستخدمة في إعدادات الراوتر لتجنب التداخل مع قنوات الأجهزة الأخرى.
  • جرب تغيير تردد الإشارة من 2.4 جيجاهرتز إلى 5 جيجاهرتز. وعلى الرغم من أن التردد الأخير لا يؤمن تغطية واسعة لكنه يوفر قوة إشارة أكبر وتداخلاً أقل.

    مصدر الصورة: تي بي-لينك
  • تأكد من أن الراوتر يستخدم أحدث معايير الشبكات اللاسلكية (802.11ac/ 802.11n)، وهناك معيار أحدث سنذكره لاحقاً.

    مصدر الصورة: دي لينك
  • اضبط جودة الخدمة (Quality of Service) التي تتضمن خيارات تتيح لك منح الأولوية في تحميل البيانات إلى حاسوب العمل، ومنح أولوية أقل لأجهزة الهاتف على سبيل المثال. حتى إن بعض أجهزة التوجيه تتيح فرض قيود معينة على بعض التطبيقات لمنعها من استهلاك حيزٍ كبير من الطيف الراديوي.

    مصدر الصورة: نت جير

ثالثاً: الانتقال إلى استخدام راوتر أحدث

إذا لم تؤدِّ الخطوات السابقة إلى زيادة سرعة الشبكة اللاسلكية، فربما قد حان الوقت لشراء راوتر أحدث يلبي متطلبات عملك وحاجات أسرتك.

توجد أجهزة توجيه حديثة تتمتع بقدرات مميزة على إدارة عدد أكبر من الأجهزة من خلال تطبيق عدة أساليب تقنية؛ حيث هناك أجهزة توجيه تمتلك عدداً أكبر من الهوائيات، وتستثمر الطيف الراديوي بفعالية أكبر، وتوظِّف إدارة ذكية للشبكة.

وأحد الأمثلة على أجهزة التوجيه الجديدة هي مو-ميمو (MU-MIMO)، وهي اختصار لعبارة "مستخدمون عدة، دخل متعدد، خرج متعدد". وقد تم تصميمها للعمل مع عدة مستخدمين يتطلبون نطاقاً كبيراً من الطيف الراديوي؛ لذا فإنها تمثل حلاً جيداً -رغم التكلفة المرتفعة- لتأمين اتصال عالي الجودة وسرعة ممتازة لجميع المستخدمين.

مثالٌ آخر هو أجهزة توجيه الشبكات المتداخلة (Mesh)، التي تضم عدة أجهزة توجيه (عقد) تتصل ببعضها البعض وبالراوتر الأساسي المتصل بالإنترنت. وفيها يتم توزيع العقد في غرف المنزل، مما يسمح بتوسيع تغطية الشبكة وتوزيع حركة البيانات على العقد المختلفة.

كما يوجد عدد من أجهزة التوجيه التي تستخدم أحدث معايير الشبكات اللاسلكية وهو معيار واي فاي6 (WIFI 6/ 802.11ax) الذي يضمن زيادة في السرعة وقدرة أفضل على إدارة عدد كبير من الأجهزة، مما يتيح تحقيق استقرار في جودة الشبكة وفعالية الاتصال.

رابعاً: التحكم في مصادر الضغط على الشبكة اللاسلكية

بعد إنجاز كل ما يمكن القيام به فيما يتعلق بالراوتر، يمكن تطبيق إجراءات إضافية لتحسين سرعة الإنترنت، منها:

  • تخفيض دقة عرض الفيديوهات بالدرجة الممكنة.
  • منع التطبيقات والبرامج على الهواتف والحواسيب من إجراء التحديثات في وقت ذروة الاستخدام. ويمكنك حتى إيقاف تشغيل استقبال الشبكة اللاسلكية على الهواتف عندما لا يتم استخدامها.
  • اللجوء لاستخدام المكالمات الصوتية عوضاً عن المرئية عندما يكون ذلك ممكناً.

خامساً: إدارة وقت استخدام الشبكة اللاسلكية

يمكن توزيع استخدام الشبكة على طول ساعات اليوم لتجنب حدوث ازدحام في الطلب على الطيف الراديوي، مما يؤدي إلى إبطاء الإنترنت عند جميع المستخدمين.

وعلى سبيل المثال، يمكن تحميل الأفلام في وقت آخر بدلاً من تحميلها في الوقت الذي يحاول فيه شخص آخر إجراء مكالمة مرئية عبر الإنترنت. أو يمكن تخصيص فترة محددة للأطفال يمكنهم خلالها مشاهدة الفيديوهات على يوتيوب، في وقت لا يتعارض مع عمل الأشخاص الآخرين ولا يسبب إبطاء الإنترنت على أجهزتهم.

وفي النهاية، عندما يعتمد عملك ودخلك وتعليم أطفالك على جودة الاتصال اللاسلكي، فإن الأمر يستحق بذل الجهد والمال للحصول على راوتر جيد المواصفات وإعدادات مضبوطة بعناية تتيح توفير سرعة اتصال كافية لاستخدام فعال واستثمار أمثل لشبكة الإنترنت.

المحتوى محمي