تعتمد الشركات حاليّاً على التكنولوجيا الرقمية أكثر من أي وقت مضى. في السابق، كان الذكاء الاصطناعي متوفراً فقط للشركات الكبيرة التي تمتلك ميزانية ضخمة. لكن اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي متاحاً لكل الشركات، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة.
بفضل الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تستطيع الشركات أن تدير عملها بكفاءة أكبر، وتحسّن منتجاتها، وتوفر خدماتها بشكلٍ أفضل للعملاء، كما تستطيع التنبؤ باهتمامات العملاء الحالية وفي المستقبل.
إذا كنت تمتلك شركة صغيرة، إليك كل ما تحتاج إلى معرفته حول طرق الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية وزيادة النمو والإيرادات.
اقرأ أيضاً: لماذا تحتاج الصناعات العربية للرهان على الذكاء الاصطناعي؟
هل الذكاء الاصطناعي متاح للشركات الصغيرة؟
أصبح الذكاء الاصطناعي متاحاً كخدمةٍ يمكن شراؤها بتكاليف منخفضة، وهذا هو التغيير الكبير الذي حدث منذ عدة سنوات وجعل الذكاء الاصطناعي في متناول الشركات الصغيرة. هذه الخدمة توفرها عادة شركات كبيرة تمتلك بنية تحتية ضخمة مثل مايكروسوفت أو أمازون أو جوجل.
تستطيع أي شركة صغيرة أن تستفيد من خدمات الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأن تعمل بنفسها على التطوير، ودون الحاجة لتوفير بنية تحتية خاصة أو توظيف خبراء تكنولوجيا للإشراف على ذلك.
طريقة أخرى جعلت الذكاء الاصطناعي في متناول الشركات الصغيرة هي الأدوات منخفضة التكلفة التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي، مثل برامج المحاسبة أو التسويق المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً: رؤية جديدة للذكاء الاصطناعي في خدمة الناس
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي الشركات الصغيرة؟
تشمل المجالات التي ساعد فيها الذكاء الاصطناعي الشركات الصغيرة ما يلي:
تحسين خدمات العملاء
بدلاً من توظيف أشخاص فى خدمة العملاء ودفع رواتب لهم، يمكن استخدام بوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهي برامج يمكن إضافتها إلى موقع الويب الخاص بالشركة أو تطبيقها على الهواتف الذكية لتعمل طوال الوقت.
يستطيع بوت الدردشة فهم اللغة الطبيعية للبشر والإجابة عن تساؤلات العملاء بسرعة دون أي تأخير، ويمكن إعداده من أجل تقديم إجابات معينة.
بالإضافة إلى ذلك، تستطيع بوتات الدردشة أن تتعلم من البيانات التي تجمعها، وتحسّن قدراتها مع الزمن، فتصبح أكثر فائدة وقدرة على الإجابة عن تساؤلات العملاء.
يمكن أيضاً استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المتوفرة ومنخفضة التكلفة لتسهيل عمليات الدفع الإلكتروني أو تسريع توصيل المنتجات للعملاء، ما ينعكس بشكل إيجابي على الخدمة المقدمة.
اقرأ أيضاً: كيف يمكنك التأكد أنك تحادث بشراً وليس برنامج بوت؟
توظيف أفضل الموظفين
يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تقلل إلى حد كبير من الوقت الذي يقضيه موظفو الموارد البشرية في فحص المرشحين، ما يتيح لهم المزيد من الوقت لتقييم المرشحين الأفضل الذين تتطابق مؤهلاتهم وخبراتهم بشكل دقيق مع احتياجات الشركة.
لا يقتصر الأمر على فحص المرشحين واختيار الأفضل منهم فقط، بل يمكن أيضاً استخدام الذكاء الاصطناعي في مقابلات العمل، وفي جمع معلومات مفيدة من الإنترنت وتحليل الأداء.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يثبت تفوقه على البشر في اختيار المرشح الأفضل للوظيفة
تعزيز الأمن السيبراني
لا يستهدف مجرمو الإنترنت والقراصنة الشركات الكبيرة فقط، إذ لاحظ خبراء الأمن السيبراني خلال السنوات الماضية زيادة في عدد الهجمات السيبرانية التي تستهدف الشركات الصغيرة والمتوسطة.
يمكن لأدوات الأمن السيبراني المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تساعد على تجنب الهجمات السيبرانية. على سبيل المثال، إذا قام موظف في الشركة بالضغط على رابط خبيث وصله بالبريد الإلكتروني، يقوم البرنامج المدعوم بالذكاء الاصطناعي بمعرفة ما إذا كان ذلك يشكل تهديداً، ويمكن أن ينبه الموظف أو يحظر التهديد تلقائياً.
اقرأ أيضاً: كيف تحمي بريدك الإلكتروني من رسائل التصيد الاحتيالي؟
توفر أدوات الأمن السيبراني المدعومة بالذكاء الاصطناعي وسيلة فعّالة وجديرة بالثقة لحماية الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وضمان استمرارية العمل وخدمة العملاء والمحافظة على سمعة الشركة.
إنشاء حملات تسويقية فعّالة
بفضل الذكاء الاصطناعي، تستطيع الشركات بسهولة تقييم عملائها بدقة ومعرفة اهتماماتهم وتفضيلاتهم وتوجهاتهم، فبعض الشركات الكبرى مثل جوجل وفيسبوك وأمازون توفر كميات ضخمة من البيانات التي يتم تحليلها بأدوات الذكاء الاصطناعي لمعرفة اهتمامات العملاء، هذا يساعد في إنشاء حملة تسويقية تستهدف فقط العملاء المهتمين بمنتجاتها أو خدماتها.
وبذلك يشكل الذكاء الاصطناعي حلقة وصل بين الشركة وعملائها بدقة، ما ينعكس بكسب المزيد من العملاء وزيادة الأرباح بتكلفة منخفضة للغاية.
اقرأ أيضاً: 4 شركات ناشئة تستخدم الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي
أمثلة عملية على استخدام الشركات الصغيرة للذكاء الاصطناعي
فيما يلي 3 أمثلة عملية توضح كيف تستفيد بعض الشركات الصغيرة من التكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي:
- يمكن لمحلات بيع اللحوم أن تستفيد من خدمات الطقس المدعومة بالذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأيام المشمسة، وهي الأيام التي يشتري فيها الناس الكثير من اللحوم لإقامة حفلات الشواء في الهواء الطلق.
- يمكن استخدام إحصائيات بحث جوجل لمعرفة الزيادة في عدد مرات البحث عن منتج أو خدمة معينة. هذا يساعد الشركات على التخطيط لتقديم منتجات وخدمات جديدة.
- يمكن استخدام الواقع المعزز المدعوم بالذكاء الاصطناعي لمنح العملاء تجربة افتراضية للمنتجات. تخيل مثلاً إمكانية تجربة الأثاث في منزلك قبل شرائه، سيساعدك ذلك بكل تأكيد على اختيار الأثاث الأفضل من حيث الشكل والحجم والألوان.
اقرأ أيضاً: 10 أمثلة ناجحة لاستخدام الشركات الذكاء الاصطناعي لتحسين أعمالها وتطويرها
إذا كنت تملك شركة صغيرة ولا تستخدم الأدوات والخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لأنك تظن أنها مكلفة للغاية أو تحتاج إلى خبرة تقنية، يجب عليك إعادة التفكير، فهذه الخدمات متوفرة بتكاليف منخفضة مقارنة بالإيرادات المتوقعة، ولا تحتاج لأي خبرة. لذلك، من الضروري دمج الذكاء الاصطناعي بشركتك ليصبح عملك أكثر نجاحاً.