5 طرق تساعد فيها أجهزة إنترنت الأشياء على تحسين الرعاية الصحية

3 دقائق
5 طرق تساعد فيها أجهزة إنترنت الأشياء على تحسين الرعاية الصحية
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Chinnapong

يزداد عدد السكان في معظم دول العالم، ويزداد أيضاً متوسط عمر البشر، ما أدى إلى ضغط كبير على قطاع الرعاية الصحية في كل مكان، فكلما تقدم الناس في العمر، أصبحوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض وازدادت حاجتهم إلى الوصول لخدمات الرعاية الصحية.

لا يمكن أن تمنع التكنولوجيا الحديثة شيخوخة الناس، ولا تستطيع أن تقضي على الأمراض المزمنة أو تجد علاجاً سحرياً لها، لكنها يمكن أن تجعل الرعاية الصحية أسهل وفي متناول الجميع. ولأن التشخيص الطبي يستهلك الكثير من موارد ووقت مؤسسات الرعاية الصحية، يمكن أن توفر أجهزة إنترنت الأشياء التي تُجري الفحوصات الطبية وتشخص حالة المرضى في المنزل بعيداً عن هذه المؤسسات الكثير من الوقت والجهد والموارد، ما سينعكس بشكل إيجابي على الخدمات المقدمة.

لقد وجدت أجهزة إنترنت الأشياء الكثير من التطبيقات والاستخدامات في مجال الرعاية الصحية، فهي تساعد مقدمي الخدمات الصحية على مراقبة المرضى والحصول على معلوماتهم الحيوية عن بُعد، وتشخيص حالتهم بشكلٍ أفضل.

اقرأ أيضاً: كيف تساهم شركات التكنولوجيا في تشكيل مستقبل الرعاية الصحية؟

آلية عمل أجهزة إنترنت الأشياء الصحية

فيما يلي توضيح لمبدأ عمل أجهزة إنترنت الأشياء الصحية:

  • تقوم المستشعرات الموجودة في هذه الأجهزة بجمع بيانات صحية حيوية مثل ضغط الدم أو معدل نبضات القلب أو نسبة الأوكسجين أو السكر في الدم.
  • يتم نقل هذه البيانات إلى منصة سحابية توفرها الشركة المصنّعة للجهاز أو شركة التأمين أو الطبيب.
  • تعمل خوارزميات مدعومة بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي على تحليل تلك البيانات ومقارنتها ببيانات مرضى آخرين.
  • يستطيع الأطباء ومزودو الرعاية الصحية الوصول إلى تلك البيانات وقراءة تحليل الخوارزميات لها ثم اتخاذ قرارات قابلة للتنفيذ في صالح المريض.
  • لا ترسل بعض أجهزة إنترنت الأشياء الصحية البيانات إلى السحابة، بل تعمل على تحليل البيانات بنفسها ثم إرسال النتائج إلى الطبيب.

اقرأ أيضاً: كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية؟

فوائد إنترنت الأشياء في الرعاية الصحية

يوفر استخدام إنترنت الأشياء في الرعاية الصحية مجموعة من المزايا لكل من المرضى ومقدمي الرعاية:

1. المراقبة والتشخيص عن بُعد

يمكن لأجهزة إنترنت الأشياء الطبية التي يتم ارتداؤها من قبل المرضى أو استخدامها في المنزل أن تجمع بيانات ومعلومات طبية مهمة، وترسلها عبر الإنترنت إلى منصة سحابية تقوم بتحليل هذه البيانات والمعلومات، من أجل تشخيص الحالة واتخاذ القرار المناسب للعلاج.

يتم تخزين هذه البيانات عادة في منصة سحابية يمكن أن يصل إليها الطبيب أو شركة التأمين أو المستشفى أو العيادة الطبية، ويستطيع الأطباء العاملون في هذه المؤسسات استخدامها لفهم الحالة الصحية للمريض وتغيراتها.

اقرأ أيضاً: إليك أهم ميزات اعتماد الحوسبة السحابية في الرعاية الصحية ومعوقات تطبيقها

2. الحصول على تنبيهات في حالات الطوارئ

تساعد أجهزة إنترنت الأشياء التي يتم ارتداؤها في إنقاذ الأرواح بحالات الطوارئ، فإذا تعرّض المريض لحالة طارئة مثل نوبة قلبية أو انخفاض في سكر الدم، يرسل الجهاز الذي يرتديه المريض على الفور تنبيهاً بذلك لأفراد عائلة المريض والطبيب من أجل التدخل في الوقت المناسب.

مثال آخر على أجهزة الأشياء المستخدمة في حالات الطوارئ هي الساعات الذكية التي يرتديها كبار السن، والتي ترسل تنبيهاً لأفراد الأسرة في حال تعرضهم للسقوط.

اقرأ أيضاً: شركات ناشئة تطور تقنيات تساعد كبار السن على العيش بسعادة وصحة

3. خفض تكاليف الرعاية الصحية

من خلال جمع البيانات الصحية عن بُعد، لن يكون المريض بحاجة إلى زيارة عيادة الطبيب أو المستشفى بين الحين والآخر، هذا يعني أنه لا يتوجب على المريض تحمل نفقات التنقل والإقامة وإجراء الفحوصات الطبية، ما يقلل كثيراً من تكاليف الرعاية الصحية.

4. تحسين خوارزميات التشخيص الطبي

تساعد البيانات الضخمة التي يتم جمعها من عدد كبير من المرضى باستخدام أجهزة إنترنت الأشياء وتحليلها في المنصة السحابية على تطوير خوارزميات ذكاء اصطناعي قابلة للتعلم وتشخيص الأمراض بشكل أكثر دقة. يوفر ذلك قدرة على تحديد أفضل خيارات العلاج بأسرع وقت ممكن.

5. تحسين الوصول إلى البيانات الصحية

تخزين البيانات الصحية للمرضى في نسخ ورقية والاحتفاظ بها في العيادات أو المستشفيات هو أمر مكلف مادياً، ويتطلب مساحة في الغرف للتخزين وإجراءات أمان لتجنب التلف، كما أن البحث في هذه الملفات يتطلب الكثير من الوقت.

لكن تخزين البيانات في منصة سحابية يعد بديلاً أفضل بكثير، فهو يضمن إمكانية الوصول إلى هذه البيانات في أي وقت ومن أي مكان والبحث بسرعة فيها، كما يوفر مساحة غير محدودة للتخزين السحابي والقدرة على الاحتفاظ بنسخ احتياطية لتجنب فقدانها.

تحديات استخدام إنترنت الأشياء في قطاع الرعاية الصحية

على الرغم من الفوائد التي تحدثنا عنها أعلاه، هناك بعض التحديات التي تواجه استخدام إنترنت الأشياء في مجال الرعاية الصحية. من هذه التحديات نذكر:

الأمن السيبراني والخصوصية

هذه من أهم التحديات، وتتعلق بتأمين البيانات ومنع الوصول غير المصرح إليها وحمايتها من الهجمات السيبرانية، وضمان عملية نقل آمنة ومشفرة للبيانات بين الأجهزة والسحابة.

للأسف الشديد، تفتقر الكثير من أجهزة إنترنت الأشياء الطبية إلى معايير وبروتوكولات أمان فعّالة وكافية، ما يجعل بيانات المرضى عرضة للاختراق وانتهاكات الخصوصية.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن للمؤسسات الصحية أن تحمي خصوصية بيانات المرضى؟

التكامل والتوافق بين الأجهزة

لا تصنع أجهزة إنترنت الأشياء الصحية من قبل شركة واحدة، لذلك، برزت مشكلة جديدة تتعلق بعدم توافق هذه الأجهزة مع بعضها بعضاً. يعود سبب ذلك إلى أن الشركات المصنّعة للأجهزة لم تتوصل بعد إلى اتفاق حول بروتوكولات ومعايير اتصالات وأمان موحدة.

التكلفة

ذكرنا أن استخدام أجهزة إنترنت الأشياء الصحية سيؤدي إلى خفض تكاليف الرعاية الصحية، لكن هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا تم استخدام هذه الأجهزة على نطاق واسع.

حالياً، تعتبر هذه الأجهزة مكلفة للمريض العادي، خاصة في البلدان غير المتقدمة والتي لا تغطي فيها شركات التأمين الصحية تلك الأجهزة.

المحتوى محمي