أصبحت المكانس الروبوتية واحدة من أبرز الأجهزة المنزلية الذكية التي تسهّل حياة الناس. ويبدو أن الجيل الجديد من هذه المكانس سيأتي بميزات متقدمة للغاية. أحدث الابتكارات هي المكنسة الروبوتية الصينية روبوروك ساروس زد 70 (Roborock Saros Z70)، التي كُشِف عنها في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية 2025 (CES 2025). هذه المكنسة ليست قادرة على تنظيف الأرضيات فقط، بل يمكنها استخدام ذراعها الروبوتية المتطورة التي تُعرف باسم أومني غريب (OmniGrip) لالتقاط العناصر الصغيرة مثل الجوارب والمناديل.
اقرأ أيضاً: هل ستشترك الآلات الذكية في تربية الأطفال المولودين مستقبلاً؟
ابتكارٌ يعزّز إمكانات المكانس الروبوتية
على الرغم من أن المكانس الروبوتية التقليدية أثبتت كفاءتها في إزالة الأوساخ الصغيرة مثل الغبار والشعر وفتات الطعام، فإن قدرتها تظل محدودة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع العناصر كبيرة الحجم. هنا يأتي دور الذراع الروبوتية كابتكارٍ يعزّز إمكانات المكنسة بشكلٍ كبير من خلال:
1. إزالة العوائق
عندما تُصادف مكنسة تقليدية جورباً أو لعبة صغيرة تركها الأطفال على الأرض، فإنها تُغيّر مسارها لتجنب تلك العناصر، أمّا حين تواجه مكنسة روبوروك ساروس زد 70 هذه العناصر على الأرض، فإنها تستخدم الذراع لالتقاطها ووضعها في مكانٍ مناسب، هذا يزيل الحاجز الذي طالما واجهته المكانس التقليدية، والذي كان يتطلب تدخلاً بشرياً لإزالة العناصر من الأرض.
2. التعامل مع الأوساخ الكبيرة
بالإضافة إلى إزالة العوائق، تستطيع الذراع الروبوتية التعامل مع أنواع معينة من الأوساخ الكبيرة التي يصعب على فوهة المكنسة الروبوتية شفطها، مثل المناديل الورقية المجعدة أو الأكياس البلاستيكية. يُتيح ذلك للمكنسة القيام بعملية تنظيف شاملة بشكلٍ ذاتي دون الحاجة إلى إشراف بشري.
3. تقليل الحاجة إلى التدخل البشري
تُعدّ الذراع الروبوتية إضافة مبتكرة تُحدِث نقلة نوعية في عملية التنظيف الآلي. بفضل قدرتها على التقاط العناصر التي قد تعوق عملية التنظيف ونقلها، فإنها تقلّل بشكلٍ كبير الحاجة إلى التدخل البشري. فبدلاً من الانعطاف أو تجنب هذه العناصر، تُبعدها الذراع لتستمر المكنسة في أداء مهامها. هذا يُضيف المزيد من الاستقلالية للمكنسة، ويجعلها أكثر كفاءة، خصوصاً في المنازل المزدحمة التي يعيش فيها أطفال أو حيوانات أليفة.
اقرأ أيضاً: أجهزة تتبع اللياقة البدنية: دليلك لاختيار الجهاز المناسب
باختصار، إضافة الذراع الروبوتية تعني أن المكنسة لم تعد مجرد أداة لتنظيف الأرضيات فقط، بل أصبحت جهازاً يمكنه التعامل مع الفوضى في المنازل.
دقة الذراع الروبوتية
تتميز الذراع الروبوتية في المكنسة الجديدة بدقة عالية تجعلها قادرة على التعامل مع مختلف العناصر على الأرض بسهولة وكفاءة. تعتمد الذراع على نظام يضم كاميرات عالية الدقة وأجهزة استشعار متطورة، يتعرف هذا النظام على الأشياء ويحدّد أبعادها وملمسها. على سبيل المثال، إذا صادفت الذراع عملة معدنية أو قطعة مجوهرات صغيرة، فإنها تستطيع التقاطها ووضعها في مكان مناسب حتى لا تشفطها. بالإضافة إلى ذلك، تتمتّع الذراع بقدرة على التعامل مع الأشياء الحساسة مثل الأكواب الورقية أو الأشياء القابلة للكسر، وتحدّد مستوى الضغط المناسب عند الإمساك بها.
هذا المستوى من الدقة لا يقتصر على التقاط العناصر فقط، بل يشمل أيضاً وضعها في مكان مناسب، مثل نقل الجوارب أو المناديل الورقية إلى حاوية مخصصة. بفضل هذا النظام، تُقلل الذراع احتمالية حدوث أخطاء، كشفط أشياء مهمة أو باهظة الثمن مثل الأوراق النقدية والمجوهرات، كما تمكّنها من تجاوز مهمة التنظيف إلى تنظيم الفوضى المنزلية.
اقرأ أيضاً: كيف تسهم الساعات الذكية في إنقاذ الأرواح؟
الميزات الرئيسية للمكنسة الروبوتية المزودة بذراع روبوتية
فيما يلي أبرز الميزات التي تتمتّع بها مكنسة روبوروك ساروس زد 70:
الذراع الروبوتية (OmniGrip)
تُعدّ الذراع الروبوتية المدمجة من الابتكارات الأكثر إثارة في هذه المكنسة، وهي تمنحها القدرة على التقاط ونقل العناصر التي تعوق عملية التنظيف. سواء كانت الجوارب التي تُركت على الأرض، أو المناديل الورقية، أو الألعاب الصغيرة، يمكن للذراع التعامل معها بسهولة. هذه الميزة تقلّل الحاجة إلى التدخل البشري وتُتيح للمكنسة استكمال مهامها دون توقف.
التقنيات المدمجة
تعتمد المكنسة على مجموعة من التقنيات المتطورة لضمان دقة الأداء وفاعليته. تتضمن هذه التقنيات كاميرات لتصوير البيئة ونظام ذكاء اصطناعي لتحليل الصور وتحديد العناصر الموجودة على الأرض، بالإضافة إلى مصابيح إل إي دي (LED) للرؤية الواضحة حتى في الأماكن المظلمة. كما تحتوي الذراع على أجهزة استشعار متطورة قادرة على التعرف إلى أبعاد وملمس الأشياء لضمان الإمساك بها ونقلها بعناية ودقة.
نظام الملاحة المتقدم
جُهِزت المكنسة بنظام ستارسايت أوتونوموس 2.0 (StarSight Autonomous System 2.0)، وهو نظام ملاحة متقدم يستخدم خرائط ثلاثية الأبعاد وتقنيات تحديد المواقع لتوجيه المكنسة بدقة داخل المنزل. إضافة إلى ذلك، تعتمد المكنسة على تقنية فيرتي بيم (VertiBeam) التي تمكّنها من التعرف إلى العقبات مثل الأثاث والعوائق المرتفعة وتجنبها. هذه الأنظمة تضمن حركة المكنسة بشكلٍ فعّال حتى في البيئات المعقدة.
قدرات التنظيف
تدعم المكنسة قوة شفط عالية تمكّنها من تنظيف أنواع الأسطح كلّها بكفاءة، مثل الأرضيات الصلبة والسجاد السميك، كما توفّر ميزة مسح متقدمة تستخدم الماء ومواد التنظيف للتعامل مع البقع العنيدة، وتدعم التفريغ الذاتي في حاوية مخصصة بشكلٍ آلي.
اقرأ أيضاً: هل تواكب قيادة السيارات عن بُعد معايير السلامة؟
تحديات استخدام الذراع الروبوتية
رغم تطورها، فإن الذراع الروبوتية تواجه تحديات تتعلق بالسرعة والقدرة على التعامل مع مجموعة واسعة من السيناريوهات. عملية الإمساك بالأشياء ونقلها بطيئة، هذا قد يؤثّر في سرعة التنظيف، خاصةً في المساحات الكبيرة أو المزدحمة. بالإضافة إلى ذلك، تقتصر القدرات الحالية للذراع على التعامل مع العناصر الخفيفة والصغيرة، في حين أن العناصر الثقيلة أو الكبيرة قد تظل عائقاً.
على المدى البعيد، يمكن أن تفتح هذه التحديات باباً للتحسين المستقبلي، مثل تسريع استجابة الذراع، وتعزيز قوتها للتعامل مع مجموعة أوسع من العناصر، وتطوير أجهزة استشعار أكثر ذكاءً لتحسين الكفاءة.
هل تعتبر هذه المكنسة مفيدة؟
استناداً إلى الميزات المتقدمة التي توفّرها المكنسة المزودة بذراع روبوتية، مثل القدرة على التقاط ونقل العناصر الصغيرة، وتقنيات الملاحة المتقدمة، والقدرة على التفريغ الذاتي، يمكن القول إنها مفيدة جداً للأشخاص الذين يبحثون عن حلول تنظيف ذكية وفعّالة. المكنسة توفّر الكثير من الوقت والجهد، وتُعدّ خياراً مثالياً للأشخاص المشغولين أو المنازل التي يعيش فيها أطفال أو حيوانات أليفة. بناءً على ذلك، يمكن القول إنها مفيدة للغاية بالنسبة لأولئك الذين يسعون لتنظيف منازلهم باستخدام التكنولوجيا الحديثة.