لماذا يعتبر التحول الرقمي في التعليم مهماً في وقتنا الحالي؟

4 دقائق
لماذا يعتبر التحول الرقمي في التعليم مهماً في وقتنا الحالي؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Song_about_summer

ساهمت جائحة كوفيد-19 بتسريع التحول الرقمي في التعليم، وبحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" (UNESCO)، أدى الإغلاق الناجم عن انتشار الوباء إلى إجبار 1.5 مليار طالب في العالم على البقاء في المنزل وترك مقاعد الدراسة.

لم يكن التعليم عن بعد الطريقة الوحيدة التي لعبت فيها التكنولوجيا الحديثة دوراً في تغيير تجربة التعلم خلال فترة الوباء، فقد ظهرت العديد من الاتجاهات التي ميزت التحول الرقمي في التعليم، سنستعرض في هذا المقال بعض أهم هذه الاتجاهات.

ماذا الذي يعنيه التحول الرقمي في التعليم؟

يعني التحول الرقمي في التعليم رقمنة العمليات والمنتجات لتحسين تجربة التدريس والتعلم بالنسبة للطلاب والمدرسين. يركز التحول الرقمي في التعليم على الجوانب التالية:

إمكانية الوصول

المقصود بإمكانية الوصول تمكن جميع الطلاب والمدرسين والموظفين العاملين في المؤسسات التعليمية من الوصول إلى موارد التعليم بسهولة أكبر وتكلفة أقل من التعليم التقليدي. بهذه الطريقة، يستطيع أي طالب من أي مكان في العالم، وبغض النظر عن حالته الاقتصادية أو الاجتماعية أو عمره أو جنسه، الوصول إلى الموارد التعليمية المتوفرة على الإنترنت وغيرها من الموارد التي يمكن أن تساعد في تحسين التعلم.

التعليم المخصص

تتيح التكنولوجيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي تخصيص التعليم حسب اهتمامات كل طالب، وبذلك يمكن تقديم تجربة تعليم مخصصة تناسب كل طالب واحتياجاته وإمكانياته العقلية والذهنية.

زيادة المشاركة

يساعد التحول الرقمي في التعليم على تطبيق بعض طرق التعلم التفاعلي التي تشمل دروساً مبسطة ومقاطع فيديو واختبارات عملية وألعاب تزيد من حماس الطلاب ورغبتهم في التعليم، خاصة في مراحل التعليم الابتدائي وما قبلها.

اقرأ أيضاً: أهم تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم

أهمية التحول الرقمي في التعليم

برزت أهمية التحول الرقمي في التعليم خلال جائحة كوفيد-19، التي أظهرت الحاجة إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال التعليم. قبل الوباء، كانت صناعة التعليم تتغير بشكل بطيء، لكن مع انتشاره لاحظنا توجه مئات ملايين الطلاب والمدرسين إلى التعلم عن بعد، ما ساعدهم على الاستمرار.

اقرأ أيضاً: ما هي الإمكانات التي يقدمها عالم الميتافيرس في مجال التعليم؟

التكنولوجيا التي تدعم التحول الرقمي في التعليم

الذكاء الاصطناعي

بفضل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يمكننا تنفيذ المهام البسيطة التي عادةً ما تتطلب عمل المعلمين أو الموظفين لوقتٍ طويل. يمكن أيضاً أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تقديم تجربة تعليم مخصصة ومحسنة لكل طالب، هذا يمكن أن يحسن أداء الطلاب.

تحويل الصوت إلى نص

من خلال تكنولوجيا تحويل الصوت إلى نص، التي تستطيع التعرف على اللغة الطبيعية للبشر وتحويلها إلى نص مكتوب، يستطيع الطلاب توفير الكثير من الوقت والجهد، فبدلاً من كتابة ما يشرح المعلم، يمكن تسجيل الدروس والمحاضرات وتحويلها إلى نص بسرعة فيما بعد.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد تكنولوجيا تحويل الصوت إلى نص الطلاب الذين يعانون من ضعف السمع، حيث يستطيع هؤلاء الطلاب قراءة ما يقوله المدرس في الوقت الفعلي.

اقرأ أيضاً: أفضل خدمات تحويل الكلام إلى نص التي تدعم اللغة العربية

تحويل النص إلى صوت

تساعد تكنولوجيا تحويل النص إلى صوت الطلاب الذين يعانون من مشكلات وصعوبات في القراءة حتى يتمكنوا من قراءة النص والتعلم بشكلٍ فعال.

بوتات الدردشة

بوتات الدردشة الذكية التي تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكنها الإجابة عن الأسئلة الشائعة التي يطرحها الطالب في الصف أو المنزل، يمكننا اعتبار هذه البوتات بمثابة مدرس افتراضي للطالب، وإجاباته ستوفر الكثير من الوقت والجهد على المدرسين.

تطبيقات الرياضيات

على متاجر تطبيقات الهواتف الذكية مثل جوجل بلاي وآب ستور، سنجد مجموعة متنوعة من التطبيقات التي يمكن أن تساعد في حل المعادلات الرياضية المعقدة والبسيطة. هذه التطبيقات توفر على الطلاب الكثير من الوقت والجهد وتعلمهم خطوات حل المعادلات والمسائل الرياضية خطوة بخطوة.

تحليل ومراقبة أداء الطلاب

من خلال جمع وتحليل البيانات الخاصة بالطلاب، يمكن مراقبة أدائهم وتحسينه بشكلٍ فعال. بهذه الطريقة تستطيع المؤسسات التعليمية أن تحسن من تجربة التعليم وأن تقدم طرقاً جديدة محفزة لطلابها.

منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة

بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الفورية، يستطيع الطلاب التواصل مع بعضهم أو مع المدرسين في أي وقت، وهكذا يستطيعون الحصول على أسئلة وشروحات للمفاهيم التي يواجهون صعوبة في فهمها.

الواقع الافتراضي والواقع المعزز

تمكن تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز المؤسسات التعليمية من إنشاء بيئات افتراضية للطلاب تساعدهم على التفاعل فيما بينهم ومع الأشياء المفيدة، ما يوفر لهم فهماً أفضل بكثير. على سبيل المثال، يمكن إجراء رحلات افتراضية إلى بعض الأماكن الجغرافية مثل القطب الجنوبي أو قمة إفرست، كما يمكن العودة بالزمن لرؤية بعض الأماكن في الماضي، ويمكن رؤية نماذج افتراضية توضح الأعضاء التي يتكون منها جسم الإنسان أو الحيوانات. هذه التكنولوجيات ضرورية لدعم التعلم العلمي العملي والتطبيقي.

اقرأ أيضاً: ما فوائد استخدام الواقع الافتراضي في تدريب طلاب الطب ومتخصصي الرعاية الصحية؟

تكنولوجيا التعقب

تفيد القدرة على نقل وتحليل البيانات في الوقت الفعلي بين المؤسسة التعليمية والطالب في تتبع الطالب، وهذا مهم للغاية من أجل معرفة الطلاب الحاضرين والغائبين.

بالنسبة للطلاب الصغار، ستكون معلومات التعقب في الوقت الفعلي مفيدة للغاية من أجل الاطمئنان عليها، من خلال تتبع مسارهم وحركتهم في الطريق إلى المدرسة وأثناء العودة، والتأكد من عدم تعرضهم لأي مخاطر.

اجتماعات الفيديو

استخدمت الكثير من المؤسسات التعليمية تطبيقات اجتماعات الفيديو مثل زوم أو سكايب لإعطاء الدروس للطلاب دون الحاجة إلى الحضور الفعلي، هذه التطبيقات متوفرة مجاناً ويمكن استخدامها في أي وقت ولا تتطلب سوى اتصالاً سريعاً بالإنترنت.

الفصول الذكية

في كثير من المدارس والجامعات، تم إدخال العديد من الأجهزة المتقدمة إلى الفصول الدراسية، مثل الحواسيب وأجهزة العرض والتلفاز الذكية والشاشات. يساعد ذلك في تنويع خيارات الشرح وإيصال المعلومات للطلاب، بدلاً من الاعتماد فقط على السبورة.

اقرأ أيضاً: كيف تحول تقنية الهولوجرام التعليم إلى عملية ممتعة وفعالة؟

كيف يمكن للمؤسسة التعليمية أن تتحول رقمياً؟

يشبه التحول الرقمي في التعليم التحول الرقمي في أي صناعة أخرى، إنه يحتاج إلى توفير التكنولوجيا الضرورية، هذه التكنولوجيا متوفرة وتقدمها شركات عديدة، والكثير منها مجاني ويمكن استخدامها بشكل غير محدود دون دفع أي رسوم، لكنها في معظم الحالات تتطلب توفير اتصال سريع ومستقر بشبكة الإنترنت.

اقرأ أيضاً: تأهيل المعلمين للمستقبل الرقمي

يتطلب التحول الرقمي في التعليم أيضاً تدريب الطلاب والمعلمين على طريقة استخدام الأدوات بشكلٍ صحيح والاستفادة منها إلى أقصى حد. لهذا السبب، ومن أجل نجاح التحول الرقمي، يجب على المؤسسات التعليمية بناء استراتيجية خاصة بذلك، والعمل مع الشركات التي تقدم التكنولوجيا المختلفة من أجل توفيرها وتدريب الكوادر التعليمية على استخدامها.

المحتوى محمي