تأهيل المعلمين للمستقبل الرقمي

3 دقائق
بيئة عمل هجينة
حقوق الصورة: إتش بي. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

نشرة خاصة

عندما ضربت جائحة "كوفيد-19" اقتصادات العالم ومجتمعاته، تمثلت أصعب التحديات في التكيف مع الواقع الجديد؛ حيث تم إجبار المدارس في جميع أنحاء الشرق الأوسط على الإغلاق. ونتيجة لذلك، اضطرت المدارس لاعتماد أساليب التعليم عن بُعد في تدريس الطلاب. ومن جهة أخرى، كان على المعلمين التكيف مع التغييرات غير المتوقعة في مناهجهم المعتادة.

وحيثما وُجدت التكنولوجيا، كان المعلمون يشعرون بأنهم غير مستعدين لتقديم دروسهم بطريقة رقمية، على الرغم من توافر الأجهزة والوصول المناسب إلى الإنترنت. ويعود السبب في ذلك إلى أن مهارة التدريس عن بُعد لم تكن مطلوبة قبل الجائحة عموماً، وكانت مجرد ميزة تكميلية للمعارف الأساسية وعلم التربية التقليدي. وبالنتيجة، لم تعد المهارات الرقمية مجرد ميزة إضافية، فقد تم اللجوء إليها خلال ذروة الجائحة، وسيتم اللجوء إليها مرة أخرى في المستقبل. وفي ظل المحاولات الجارية لسد الفجوة الرقمية، أصبحت قدرة المعلمين على العمل في الفضاء الرقمي تحظى بأهمية بالغة.

وفي هذا الإطار، تتواصل الجهود الهادفة لتزويد الشباب بإمكانيات التعلم المحسّنة، ومنح المعلمين الثقة التي يحتاجونها للتطور والازدهار في فصولهم الدراسية بالاعتماد على التكنولوجيا الرقمية. وعلى سبيل المثال، قامت اليونسكو في شهر مارس عام 2020 بتشكيل التحالف العالمي للتعليم بهدف التصدي لتأثير جائحة "كوفيد-19"، وهي شراكة متعددة القطاعات تهدف إلى تحقيق التعليم الجيد، وهو الهدف العالمي الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. ويدعو برنامج التحالف العالمي للتعليم إلى المساواة بين الجميع في إمكانية الحصول على تعليم أساسي وثانوي عالي الجودة، فضلاً عن إتاحة المزيد من إمكانيات التدريب التقني والمهني.

أكاديمية إتش بي للابتكار والتعليم الرقمي (IDEA) لدعم الإبداع

بالإضافة إلى التحالف العالمي للتعليم، تشارك العديد من المنظمات والبلدان في هذه المخططات الهادفة، أو تكملها من خلال مبادراتها الخاصة. وعلى سبيل المثال، تعهدت إتش بي (HP) بتسريع حصول 150 مليون شخص على المساواة الرقمية بحلول عام 2030، مع التركيز على تعزيز الوصول إلى الأجهزة والاتصال والمحتوى ومحو الأمية الرقمية، بما يتيح أمام مزيد من الناس فرصة لتحقيق إمكاناتهم الكاملة. وللوصول إلى ذلك، تسعى مبادرة (HP IDEA) التي تم إطلاقها بالتعاون مع "ميراي باتنرز" و"إنتل" في الإمارات العربية المتحدة في سبتمبر 2020، إلى تحسين القدرات الرقمية والابتكار لدى المعلمين بهدف تمكينهم من تقديم الدروس عبر منصّات مرتبطة لخدمة مجتمع تتزايد فيه قدرات الاتصال بصورة مستمرة.

تأهيل المعلمين للمستقبل الرقمي 2
برنامج مدارس إتش بي المتقدمة رقمياً.
مصدر الصورة: إتش بي

وفي إطار أكاديمية إتش بي للابتكار والتعليم الرقمي (IDEA) يشعر المعلمون بالرضا لكونهم جزءاً من البرنامج الذي يتيح لهم التعلم من الرواد في هذا القطاع. وتعد مؤتمرات المهارات وجلسات الابتكار والتوجيه الأسبوعية ومكالمات التحفيز جزءاً من (HP IDEA) التي تهدف إلى تحقيق التعليم الجيد، وتعمل ضمن عشر دول في أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، بهدف تخريج 30 ألف معلم خلال السنوات الثلاث المقبلة. وقد استفاد من المبادرة حتى الآن ما يقرب من 400 ألف طفل بطريقة متعاقبة.

منهجيات أفضل

من الجدير بالذكر أن أكاديمية إتش بي للابتكار والتعليم الرقمي (IDEA) ليست مجرد دورة تدريبية لتعليم المدرسين كيفية استخدام الحواسيب؛ فهي برنامج يمكّنهم من تجربة أساليب جديدة في التعليم، الآن وفي المستقبل، ونطمح من خلاله إلى منحهم إحساساً متجدداً بالهدف السامي والحماس الكبير لمهنتهم، وضمان ألا تقف التقنيات الرقمية عائقاً في طريق منهجياتهم وتقنياتهم. ومن هذا المنطلق، ليست هناك حدود لمدى توسّع البرنامج وانتشاره من حيث الحجم أو المنطقة الجغرافية.

وحتى الآن، تعد الاستجابة للبرنامج جيدة للغاية؛ حيث تم تشجيع المعلمين وتحفيزهم على المشاركة، والأهم من ذلك، إحساسهم بامتلاك الموارد اللازمة لتجربة أنشطة جديدة في فصولهم الدراسية من أجل تعليم طلابهم بطريقة ممتعة، بما يحقق لهم شعوراً بالإنجاز، ويساعد في تنمية إبداعات الصغار والكبار على حدّ سواء.

قال نيلسون مانديلا: "التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم". وبالإضافة إلى ذلك، فالتعليم أيضاً هو أغلى هدية يمكننا منحها للجيل الجديد من القادة والمبتكرين. ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى تحسين أدواتنا وصقلها، بالإضافة إلى تطوير مناهجنا وترقيتها. وفي الوقت الحالي، يشهد الفصل الدراسي تحولاً من صيغته المادية إلى النموذج المختلط بين المادية والرقمية. ونتيجة لذلك، يجب أن يكون الطلاب والمعلمون، على حدّ سواء، مستعدين للتعلم والتدريس في أي مكان بطريقة إبداعية ومبتكرة.