أكبر 11 بعثة فضائية في العام 2021: ترى، أيها سينجح؟‎‎

8 دقائق
أكبر 11 بعثة فضائية في العام 2021: ترى، أيها سينجح؟‎‎
شكل توضيحي للعربة الجوالة بيرسيفيرينس من ناسا وهي تدخل الغلاف الجوي للمريخ. مصدر الصورة: ناسا

عانى التحليق الفضائي في 2020 من تقلبات كبيرة في الخطط والتنفيذ. وعلى غرار كل شيء في العالم، فقد تعرض النشاط الفضائي إلى هزة عنيفة بسبب الوباء. في العام الماضي كتبنا عن سبع بعثات فضائية كنا نشعر بالحماس إزاء رؤيتها وهي تنطلق خلال العام 2020. وقد نُفذت بعض هذه البعثات بنجاح باهر: حيث تمكنت سبيس إكس من إرسال رواد إلى الفضاء! كما جلبت الصين بعض الصخور من القمر إلى الأرض! ولكن، ولسوء الحظ، فإن الكثير من البعثات الأخرى لم تحدث: فقد تأجل إطلاق العربة الجوالة روزاليند فرانكلين التابعة للروس والأوروبيين إلى العام 2022. كما أن مركبة ستارشيب التابعة لسبيس إكس لم تصل إلى الفضاء، على الرغم من أنها تمكنت من التحليق إلى ارتفاع كبير. إضافة إلى ذلك، فإن أرتميس 1 لم تُنفذ، وهي أول بعثة من برنامج الاستكشاف القمري الجديد في ناسا، الذي يُفترض بأن يعيد البشر إلى القمر في وقت لاحق من هذا العقد.

على الرغم من كل هذا، يبدو أن 2021 سيكون عاماً مليئاً بالإثارة على صعيد الفضاء. ويمكن القول إنه يخبئ المزيد لنا، خصوصاً مع تزايد طموحات ناسا للعودة إلى القمر، وتواصل نمو صناعة الفضاء الخاصة بوتيرة أسرع من ذي قبل. نستعرض في هذا المقال 11 بعثة فضائية نشعر بحماس خاص إزاء رؤيتها وهي تنطلق أو تصل إلى مراحل مفصلية جديدة في هذا العام. ولكن علينا ألا ننسى أن العمل في الفضاء يتضمن الكثير من العوامل غير المتوقعة، ما يعني وجود احتمال كبير بأن الكثير من هذه البعثات قد تؤجل لأشهر أو حتى لسنوات.

ثلاثية من البعثات المريخية، فبراير

سيرحب مارس بإطلاق ثلاث بعثات، لا واحدة أو اثنتين فقط، وكل منها ستُطلق وتُدار من قبل دولة مختلفة. هناك مسبار الأمل لدولة الإمارات العربية المتحدة، والعربة الجوالة بيرسيفيرينس التي ستطلقها ناسا، وبعثة تيانوين-1 (مع مسبار مداري، ومسبار سطحي، وعربة جوالة) التي ستطلقها الصين. ستصل البعثات الثلاث إلى المدار المريخي في فبراير، وستصل بيرسيفيرينس إلى سطح المريخ في وقت لاحق من نفس الشهر، متبوعة بتيانوين 1 في أبريل.

سيساعد مسبار الأمل العلماء على الإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بالغلاف الجوي المريخي، مثل سبب تسرب الهيدروجين والأكسجين من الكوكب. أما تيانوين-1 وبيرسيفيرينس فسوف تبحثان عن دلالات على وجود الحياة حالياً أو سابقاً، إضافة إلى دراسة الجيولوجيا المريخية. وعلى حين أن بعثات ناسا إلى المريخ أصبحت اعتيادية ومتكررة، فإن هذه أول مرة تقترب فيها الصين والإمارات من الكوكب الأحمر إلى هذا الحد.

احتمال النجاح: 9/10. لقد انطلقت البعثات من قبل، وكل ما تحتاجه هو أن تجتاز الرحلة بنجاح، كما أنه يتعين على بعثتين منها أن تنجحا في الهبوط على السطح.

اختبار ستارلاينر الثاني لشركة بوينغ، 29 مارس

على الرغم من أن كرو دراجون من سبيس إكس أعادت إطلاق البعثات المأهولة إلى الأراضي الأميركية، غير أنها ليست المركبة الوحيدة التي تأمل ناسا في استخدامها لنقل رواد الفضاء إلى ومن محطة الفضاء الدولية. تمتلك بوينغ مركبة خاصة بها باسم ستارلاينر، وقد تعرضت إلى الفشل في بعثتها غير المأهولة إلى محطة الفضاء الدولية في ديسمبر من العام 2019. فقد كان البرنامج الحاسوبي للمركبة الفضائية مليئاً بالأخطاء، بما فيها بعض الأخطاء التي كان يمكن أن تؤدي إلى تدمير الكبسولة بالكامل. لم تكن هذه البعثة محط فخر بالنسبة لبوينغ.

ولكن الشركة قررت أن تعيد إجراء بعثتها الاختبارية في مارس، بعد أن تفحصت كامل برنامج ستارلاينر بدقة، وأجرت عدة اختبارات جديدة وصارمة على الأنظمة. وإذا جرى كل شيء على ما يرام، فقد تقوم ستارلاينر بنقل البشر إلى محطة الفضاء الدولية في وقت لاحق من هذه السنة.

احتمال النجاح: 8/10. بعد كل ما حدث، لم يعد هناك أي شيء مؤكد مع بوينغ.

أولى بعثات كليبس إلى القمر، يونيو وأكتوبر

لا يقتصر برنامج أرتميس في ناسا، وهو سلف برنامج أبولو، على رحلتين سريعتين ذهاباً وإياباً إلى القمر وحسب. بل يهدف أرتميس إلى إعادة البشر إلى القمر بشكل دائم، وإشراك الشركات الخاصة في هذا العمل. ويمثل برنامج خدمات الحمولات القمرية التجاري (اختصاراً: كليبس CLPS) الفرصة المتاحة للشركات الصغيرة المهتمة بالعمل في أي مجال يتعلق بالقمر، سواء نقل الحمولات الصغيرة إلى هناك بمركبات فضائية جديدة، أو اختبار تكنولوجيات جديدة للتحليق الفضائي على القمر، أو إجراء بعض التجارب العلمية القمرية الرائعة.

وعلى سبيل المثال، فإن المسبار السطحي بيريجرين لشركة أستروبوتيك تكنولوجي (الذي سيحلق على متن صاروخ فولكان سينتور الجديد من يونايتد لونش ألايانس في رحلته الأولى) سيحمل معه أول دفعة من 28 حمولة من كليبس إلى القمر في يونيو، بما فيها 14 حمولة من ناسا. وإذا جرى كل شيء على ما يرام، فسوف تكون هذه أول مركبة فضائية خاصة تهبط بنجاح على القمر. أما شركة إنتويتيف ماشينز فسوف تطلق المسبار السطحي نوفا-سي إلى القمر في أكتوبر، وذلك على متن صاروخ فالكون 9 من سبيس إكس. وسيأخذ معه على الأقل خمس حمولات من ناسا إلى القمر، إضافة إلى بضع حمولات من مجموعات أخرى.

احتمال النجاح: 6/10. ما زال الهبوط على القمر صعباً للغاية بالنسبة للمستجدين.

القطب الجنوبي للمشتري كما ترصده مركبة جونو.
مصدر الصورة: ناسا

نهاية جونو، 30 يوليو

كانت مركبة جونو الفضائية تدور حول المشتري منذ يوليو 2016، وقدمت لنا أفضل بيانات حتى الآن حول الغلاف الجوي للمشتري، وحقله الثقالي، وحقله المغناطيسي، وتركيبه الجيولوجي. لقد كشفت جونو بعض المعلومات المفاجئة حول أضخم كواكب نظامنا الشمسي، إضافة إلى تقديم بعض الصور الأخاذة من الأعلى لسحب المشتري زاهية الألوان. ولكن البعثة ستنتهي في 30 يوليو، عندما تندفع جونو نحو الغلاف الجوي للمشتري، وهي تجمع كل ما يمكن جمعه من البيانات قبل أن تؤدي الضغوط الشديدة إلى تمزيق المركبة الفضائية.

لقد ظهرت بعض الأقاويل خلال الأشهر الأخيرة حول محاولة البعض في ناسا تمديد هذه البعثة إلى سبتمبر 2025، وذلك حتى تتمكن جونو من التحليق قرب بعض من أقمار المشتري ودراستها عن كثب. ومن يدري؟ فقد تؤجل هذه النهاية العنيفة لبضعة سنوات.

احتمال النجاح: 10/10. إذا تم إنهاء بعثة جونو في الوقت المحدد، فليس هناك عملياً ما يمكن أن يفسد محاولتك لتدمير مركبتك الفضائية بنفسك!

لونا 25، أكتوبر

كانت لونا 24 آخر بعثة أطلقها الروس إلى القمر، وذلك في 1976. غير أن روسيا أعادت تنشيط برنامج لونا بالبعثة الخامسة والعشرين التي تخطط لإطلاقها في أكتوبر، وقد يكون هذا بمنزلة رد على التطور السريع لبرنامج أرتميس في ناسا وبرنامج الاستكشاف القمري الصيني. سيكون لونا 25 مسباراً سطحياً سيتجه نحو القطب الجنوبي القمري. وسيقوم باختبار نوع جديد من تكنولوجيا الهبوط، الذي تخطط روسيا لاستخدامه للبعثات الروبوتية اللاحقة، ولكن المسبار سيحمل أيضاً مجموعة من الأدوات العلمية لدراسة تربة القمر.

احتمال النجاح: 8/10. روسيا تعرف كيف تهبط بمركبة فضائية على القمر. ولا تحتاج وكالتها الفضائية «الفوضوية» إلا إلى إطلاقها.

أكسيوم سبيس 1 من سبيس إكس، أكتوبر

تقوم هذه البعثة على استخدام مركبة كرو دراجون من سبيس إكس لإرسال طاقم خاص إلى محطة الفضاء الدولية للبقاء لفترة 8 أيام على الأقل. ستكون هذه البعثة الخاصة الأولى إلى المدار، والبعثة الخاصة الأولى إلى محطة الفضاء الدولية، وأول مرة تقوم فيها سبيس إكس بإرسال مواطنين عاديين إلى الفضاء. وقد يضم هذا الطاقم بين صفوفه النجم السينمائي توم كروز.

احتمال النجاح: 9/10. لن يتم إطلاق هذه البعثة ما لم يضمن جميع المشرفين عليها سلامتها، ولكن حتى المشاكل الصغيرة أو الأخطاء اللوجستية ستؤدي إلى تأجيلها.

التلسكوب الفضائي جيمس ويب، 31 أكتوبر

هذا مشروع آخر من مشاريع ناسا التي تعرضت إلى تأجيلات متكررة، كما أنه أحد أكثر البعثات الفضائية طموحاً في هذه الفترة. يُعتبر هذا التلسكوب، بالكثير من الطرق، خَلَفاً للتلسكوب الفضائي هابل، ولكن تركيزه على إجراء عمليات رصد من مدار الأرض بالأشعة تحت الحمراء، وباستخدام أحدث التكنولوجيات، يعني أنه يتمتع بإمكانيات مذهلة لدراسة الغلاف الجوي للكواكب والأقمار الخارجية البعيدة، ودراسة احتوائها على مؤشرات كيميائية حيوية ناتجة عن حياة فضائية. ستكون هذه البعثة طريقة رائعة للاحتفال بعيد الهالوين، أليس كذلك؟

احتمال النجاح: 3/10. لقد تعرضت هذه البعثة إلى تأجيلات عديدة، لدرجة أن الإعلان عن تأجيل آخر لن يفاجئ أحداً على الإطلاق.

شكل توضيحي لأرتميس 1 أثناء الدوران حول القمر
شكل توضيحي لأرتميس 1 أثناء الدوران حول القمر.
مصدر الصورة: ناسا

أرتميس 1/ نظام الإطلاق الفضائي 1، نوفمبر

أخيراً، وبعد طول انتظار، فإن كبسولة أوريون المخصصة لأعماق الفضاء -التي تعمل ناسا على بنائها لإعادة البشر إلى القمر يوماً ما (وإن كنا ننصحك بألا تعقد الكثير من الآمال على حدوث هذا في 2024)- ستنطلق إلى الفضاء للمرة الأولى منذ 2014، وستتجاوز مدار الأرض للمرة الأولى أيضاً.

بالنسبة لأرتميس 1، ستذهب أوريون دون طاقم على متنها في بعثة لفترة 25 يوماً ونصف لتدور نحو القمر بضعة أيام وتعود بأمان إلى الأرض (كما نأمل). تهدف البعثة إلى اختبار العتاد الصلب والبرمجيات وأنظمة دعم الحياة في مركبة أوريون. بل ستتضمن حتى دميتين مثبتتين على مقعدين، ومزودتين بحساسات تقيس شدة الإشعاع الذي قد يتعرض إليه أفراد الطاقم داخل القمرة خلال رحلة كهذه.

ستمثل بعثة أرتميس 1 أيضاً الإطلاق الأول لنظام الإطلاق الفضائي، وهو أقوى صاروخ بُني حتى الآن. لقد تعرض تطوير نظام الإطلاق الفضائي إلى تأجيلات لا حصر لها، ولا توجد أي ضمانة على جاهزية أوريون أو نظام الإطلاق الفضائي بحلول نوفمبر. ولكن، إذا كانا جاهزين، فكن مستعداً لمشاهدة إطلاق لم تر مثيلاً له من قبل.

احتمال النجاح: 1/10. يمثل نظام الإطلاق الفضائي مشروع ناسا الوحيد الذي يتفوق على التلسكوب الفضائي جيمس ويب من حيث عدد التأجيلات. ومن شبه المؤكد أن هذه البعثة لن تتم في وقتها المحدد.

محطة الفضاء الصينية، بدايات 2021

المرحلة المقبلة من برنامج تيانجونج الصيني هي محطة فضاء مدارية مؤلفة من وحدات جزئية تركيبية تبلغ حوالي خُمس حجم محطة الفضاء الدولية. تخطط الصين لإطلاق الجزء الأول في 2021، وهو عبارة عن وحدة خدمة أساسية تحمل اسم تيناهي. وستكون هذه البعثة الأولى من 11 بعثة سيتم إطلاقها على مدى سنتين لإكمال بناء المحطة وتجهيزها حتى تقوم أطقم الفضاء الصينية المؤلفة من ثلاثة رواد باستخدامها لفترة عقد على الأقل.

احتمال النجاح: 5/10. ليست الصين بارعة في الالتزام بالمهل النهائية أيضاً، ولكن وكالتها الفضائية ليست مضطرة للتعامل مع حالة الارتياب الناجمة عن البيروقراطية كما تفعل ناسا.

لونشر ون، بدايات 2021

على الرغم من أن شركة فيرجن أوربت لم تنجح في أي طيران تجريبي بمركبة الإطلاق الرئيسية لديها، لونشر ون، فقد تمكنت من اجتذاب الكثير من الزبائن لعدد من البعثات لنقل الحمولات الصغيرة على مدى العام 2021. تحاول فيرجن أوربت، على غرار شقيقتها شركة فيرجن جالاكتيك، أن تنفذ بعثاتها باستخدام تكنولوجيا الإطلاق الجوي، حيث تحمل الطائرة صاروخاً إلى أعالي الجو وتطلقه من هناك حتى يحلق بنفسه بقية المسافة. حاولت الشركة تنفيذ أول محاولة لإطلاقٍ من هذا النوع في مايو المنصرم، ولكنها أوقفتها بسبب عطل في خط نقل الوقود الدافع.

كان يفترض بفيرجن أوربت أن تحاول مرة ثانية في ديسمبر، ولكنها فشلت بسبب قيود الحجر الصحي مع انتشار وباء كوفيد. أما الآن، يُتوقع أن تقوم الشركة بإطلاق مركبتها في أول فرصة ممكنة. وإذا فشلت البعثة مرة أخرى، فهذا سيعرض باقي جدول الشركة إلى مشاكل كبيرة للغاية.

احتمال النجاح: 8/10. إذا كانت فيرجن جالاكتيك قادرة على إرسال البشر إلى الفضاء، فمن المؤكد أن فيرجن أوربت تستطيع إرسال قمر اصطناعي إلى الفضاء، أليس كذلك؟

شكل توضيحي لصاروخ نيو جلين أثناء التحليق
شكل توضيحي لصاروخ نيو جلين أثناء التحليق.
مصدر الصورة: بلو أوريجين

قد تكون هذه سنة حافلة لبلو أوريجين، ولكن هذا ليس مؤكداً

خططت شركة جيف بيزوس الفضائية لبعثتين كبيرتين في 2021؛ حيث ترغب في إرسال البشر إلى الفضاء في رحلة تحت مدارية على متن مركبة الإطلاق الخاصة بها نيو شيبرد. تم إطلاق نيو شيبرد 13 مرة حتى الآن، وقد أثبت المعزز الصاروخي صلاحيته للاستخدام المتكرر عبر عمليات هبوط عمودي بعد التحليق (بشكل مماثل لهبوط فالكون 9 من سبيس إكس) تأمل الشركة باستخدام نيو شيبرد لإرسال البشر في رحلات تحت مدرية تدوم لبضعة دقائق كخدمة سياحة فضائية.

في هذه الأثناء، هناك مشروع آخر أكثر ضخامة قد ينطلق أخيراً في 2021. يحمل المشروع اسم نيو جلين، وهو مركبة إطلاق ثقيلة يُفترض بأنها أقوى حتى من فالكون هيفي لسبيس إكس. على الرغم من أننا لم نرَ الكثير من العتاد الصلب لهذا الصاروخ حتى الآن، فإن بلو أوريجين تقول إنها تأمل في أن تطلقه قبل نهاية 2021.

احتمال النجاح: 2/10. ترغب الشركة في تنفيذ عدة بعثات إضافية لنيو شيبرد قبل أن ترسل البشر على متنه، وبالتالي فقد لا يكون جاهزاً في 2021. كما أن تطوير نيو جلين يسير بوتيرة أبطأ من ذلك أيضاً.

المحتوى محمي