مقابلة: الرئيس التنفيذي لشركة مودرنا يوضح مدى استعداد الشركات لتصنيع اللقاحات

4 دقائق
مقابلة: الرئيس التنفيذي لشركة مودرنا يوضح مدى استعداد الشركات لتصنيع اللقاحات
حقوق الصورة: أورو نيوز.

من المرجح أن أول لقاح لكوفيد-19 تم تطويره كجزء من عملية وورب سبيد​​ سيحصل على ترخيص للاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة قريباً، وذلك بعد اجتماع استمر طوال اليوم للمستشارين الطبيين الفدراليين في 17 ديسمبر.

تم تطوير اللقاح، الذي يسمى (mRNA-1273)، بواسطة شركة مودرنا للتكنولوجيا الحيوية، وتعتمد عليه الولايات المتحدة بشدة لتحقيق خطة الحكومة الأمريكية بتقديم اللقاح لمعظم السكان بحلول شهر يونيو.

يحتوي اللقاح على جزء من الشفرة الجينية لفيروس كورونا، ويعتمد على نهج جديد ينطوي على حقن الحمض النووي الريبي المرسال المغطى بجزيئات دهنية. وقد تم مؤخراً ترخيص لقاح مماثل تم تطويره بواسطة شركتي فايزر وبيو إن تك، لكن الولايات المتحدة لم تؤمّن سوى 100 مليون جرعة فقط؛ إذ تعدّ الكميات محدودة مع المطالبات العالمية باللقاح.

وفي حين عملت شركة فايزر بشكل مستقل، فإن شركة مودرنا تلقت تمويلًا بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة وتعاونت بشكل وثيق مع المعهد الأميركي الوطني للحساسية والأمراض المُعدية، ما يجعل لقاحها بمنزلة أول نجاح لعملية وورب سبيد​​، وهو برنامج الإدارة الطامح لإنهاء الجائحة.

في تجربة سريرية كبيرة تم إجراؤها في الولايات المتحدة، نجح لقاح شركة مودرنا بشكل استثنائي، وفاق بذلك كل التوقعات؛ إذ وصلت فعاليته ضد فيروس كورونا بعد تلقي جرعتين إلى 94%. وقد أصيب بالفيروس عدد قليل من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح في التجربة، لكن لم يتعرض أي منهم لحالة شديدة من الإصابة.

تحدثت إم آي تي تكنولوجي ريفيو مع الرئيس التنفيذي لشركة مودرنا، ستيفان بانسل، في وقت سابق من هذا الشهر حول آرائه مع اقتراب لقاح شركته من الحصول على ترخيص.

تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على لقاح شركة مودرنا لاستعادة الأنشطة الاقتصادية والحياة اليومية. وفي 14 ديسمبر، قررت إدارة ترامب شراء 100 مليون جرعة إضافية، وبذلك يصل مجموع الكمية التي وعدت بها شركة مودرنا إلى 200 مليون. ومع ذلك، لا يتوافر حتى الآن سوى كمية لقاحات تكفي لبضعة ملايين شخص.

تكنولوجي ريفيو: بماذا كنت تفكر عندما استيقظت هذا الصباح؟

بانسل: استيقظت باكراً كعادتي وذهبت لممارسة بعض التمارين الرياضية. غالباً ما كنت أفكر في التصنيع وكيفية توسيع نطاقه. بصفتي الرئيس التنفيذي، دائماً ما أفكر في التحدي القادم، والتحدي القادم هو التصنيع. هذا أسبوع مهم لنا في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، لكنني لست قلقاً بشأن ترخيص الاستخدام الطارئ؛ لأن البيانات تُظهر ما هي عليه. أنا قلق بشأن صنع المزيد من اللقاحات.

متى اعتقدت لأول مرة أن هذا اللقاح سيكون فعالاً؟

اعتقدت ذلك في شهر مايو، عندما شهدنا وجود مستويات عالية جداً من الأجسام المضادة المعادلة لدى جميع المشاركين الأوائل في التجربة. أدركنا من خلال التجارب التي أجريت على الحيوانات أن الأجسام المضادة هي أفضل مؤشر على الفعالية المستقبلية.

يعدّ اللقاح فعالاً جداً، ولكن ما يخيب الآمال أنه لا يوجد منه ما يكفي لجميع الأشخاص، سواءً في الولايات المتحدة أو في باقي أنحاء العالم. ما السبب في ذلك؟

كان هذا الأمر متوقعاً طوال هذه الفترة. لم يكن من المخطط أبداً أن يتوافر ما يكفي من لقاح واحد لكل سكان كوكب الأرض. الأمر اللافت للنظر أنه بعد أن أصبح تسلسل الحمض النووي للفيروس متاحاً بـ 11 شهراً، سيكون هناك لقاحان موافق عليهما يعتمدان على الحمض النووي الريبي المرسال، وهو ما لم يحدث من قبل مع أي تقنية أخرى. إنه أمر مذهل، لكن هذه التقنية لم تستخدم لأغراض تجارية من قبل أبداً. لا أحد لديه مصنع في وضع الانتظار يمكنه صنع مليار أو ملياري جرعة في السنة.

ما هي العوائق؟ هل هي المواد الخام أم التجهيزات؟

إنها تقنية جديدة في نهاية المطاف. تخيّل كيف كان الناس يصنعون السيارات في عشرينيات القرن الماضي. فإذا جاء أحدهم وقال "أريد مليار سيارة" لأتاه الجواب "هل فقدت عقلك؟!". لم تكن أي شركة مستعدة لأنه لم تتم الموافقة على لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال من قبل، لكننا الآن نقوم ببناء البنية التحتية اللازمة لصنع مليار جرعة.

قال أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المُعدية، في وقت سابق أن هذا اللقاح "تم تطويره" بواسطة المعاهد الوطنية للصحة. إنه من ابتكارهم. ما رأيك في ذلك؟

تم تطوير تقنية اللقاح بواسطة شركة مودرنا. قمنا لفترة من الوقت بإرسال بعض المنتجات لهم لتجربتها مع فيروسات مختلفة. في هذه الحالة، كان لدينا فريقان يعملان بشكل متوازٍ لزيادة الفرص بالنسبة لتصميم الحمض النووي الريبي المرسال. عندما تم نشر تسلسل فيروس كورونا على الإنترنت في شهر يناير، عقدنا اجتماعاً معهم بعد 48 ساعة. وتوصل كلا الفريقين من شركة مودرنا والمعاهد الوطنية للصحة إلى نفس التصميم.

ما المرض أو الإنتان القادم الذي يتعين على هذه التقنية مواجهته بعد كوفيد-19؟

قبل فيروس كورونا، كنا نعمل بالفعل على الفيروس المضخم للخلايا CMV، الذي يعدّ السبب الأول للعيوب الخَلقية في الولايات المتحدة. لدينا بيانات مثيرة من تجارب المرحلة الثانية التي أجريت في شهر سبتمبر، وستجرى تجارب المرحلة الثالثة العام المقبل. نعتقد أن كل امرأة ستحصل على هذا اللقاح قبل الحمل. وبعد ذلك، يأتي دور الأنفلونزا. لا تزال فعالية لقاح الأنفلونزا سيئة جداً، ولا تصل إلا إلى 40 أو 50%.

طوال تاريخ شركتكم، كنتم تبحثون عن وسيلة لتطبيق هذه التقنية. هل تعتقد أن اللقاحات ستبقى هي التطبيق الأبرز والأكثر رواجاً لها؟

كنا نقول دائماً إن الأمر يتعلق بتطوير تقنية التقديم الصحيحة، وهذا الأمر يستغرق سنوات وليس أسبوعين. لدينا بعض البيانات المثيرة للاهتمام التي نشرت في شهر سبتمبر عن سرطان الرأس والعنق. وبالنسبة لأمراض القلب، فإننا نرى إمكانية هذه التقنية على زيادة تدفق الدم لدى الإنسان. نعتقد أنها ستكون مهمة، ونعتقد أنه سيتم تطبيقها مع الوقت على مجموعة واسعة من الأمراض. نرى أن هناك 10 أنواع أو 20 نوعاً من الخلايا المختلفة التي يمكننا تقديم الحمض النووي الريبي المرسال لها. يتعلق الأمر بالجهاز العضوي ونوع الخلية. فمن ناحية، هناك طريقة التقديم، ومن ناحية أخرى فإنها تمكّن من تطوير الكثير من الأدوية المختلفة؛ لأن الحمض النووي الريبي هو عبارة عن معلومات.

المحتوى محمي