لقاح مودرنا المضاد لفيروس كورونا يحقق فعالية عالية بنسبة 95% تقريباً

2 دقائق
لقاح مودرنا
حقوق الصورة: صور جيتي.

كشفت شركة مودرنا أن لقاح فيروس كورونا الذي طورته قد حقق نسبة فعالية تبلغ 95% تقريباً وفقاً لبيانات مبكرة. وقالت الشركة إنها تخطط للتقدم بطلب ترخيص الاستخدام الطارئ للقاحها المسمى (mRNA-1273) إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية في الأسابيع القليلة القادمة.

كيف توصلت مودرنا إلى تحديد فعالية اللقاح؟

شارك 30,000 شخص في تجربة لقاح مودرنا في الولايات المتحدة؛ حيث تلقى نصف هؤلاء المشاركين جرعتين من اللقاح يفصل بينهما 28 يوماً، بينما تلقى النصف الآخر جرعتين من لقاح وهمي يحتوي على الماء المالح.

وقد تم بناء التقييم الأولي على بيانات أول 95 شخص ظهرت عليهم أعراض الإصابة بكوفيد-19. حيث كان 5 منهم فقط ينتمون إلى المجموعة التي حصلت على اللقاح، بينما كان التسعون شخصاً الآخرون ينتمون إلى المجموعة التي حصلت على اللقاح الوهمي، وهو ما مكَّن مودرنا من القول إن لقاحها يحمي بنسبة 94,5% ضد فيروس كورونا.

كما أظهرت الدراسة إصابة 11 شخصاً بأعراض شديدة للوباء، لكن لم يكن أي منهم من المجموعة التي جرى تحصينها باللقاح.

ما آلية عمل لقاح مودرنا؟

يعمل لقاح شركة مودرنا عن طريق إدخال حمض نووي مرسال فيروسي إلى الجسم لتستقبله الخلايا البشرية، التي تستخدم الحمض النووي الريبي المرسال لإنشاء جزء من فيروس كورونا، الذي لا يفترض أن يتسبب في الإصابة بالعدوى، ولكنه يعدّ كافياً لأن يتعرف عليه جهاز المناعة على أنه مستضد غريب. يدرك الجهاز المناعي كيفية التعرف على الجزء الفيروسي والاستجابة له، حتى إذا دخل الفيروس الحقيقي إلى الجسم، فإن الجهاز المناعي يمكنه الاستجابة له قبل حدوث العدوى بشكل كامل.

ما الفرق بين لقاح مودرنا ولقاح فايزر؟

كانت شركة فايزر قد أعلنت منذ أيام عن أن اللقاح الذي طورته -والذي يعتمد على نفس آلية لقاح مودرنا- قد حقَّق فعالية بنسبة 90% في تجارب المرحلة الثالثة التي شارك فيها 40 ألف شخص. وتعد نسب الفعالية للقاحين الجديدين واعدة حقاً، خصوصاً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن لقاحات الأنفلونزا السنوية تقي من الإصابة بالأمراض الشبيهة بالأنفلونزا بنسبة 50% فقط، وذلك وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

لكن يجدر الانتباه إلى أن تجارب كلا الشركتين ما زالت قائمة، ويمكن لهذه النتائج الأولية أن تتغير. وإذا ما أثبتت النتائج رساختها في الأيام والأسابيع القادمة، فإن لقاح مودرنا سيتمتع بميزة تنافسية تتمثل في قدرته على الحفاظ على استقراره لمدة 6 أشهر عند درجة حرارة 20 تحت الصفر، ويمكن الاحتفاظ به لمدة تصل إلى الشهر في الثلاجة. في المقابل، يحتاج لقاح فايزر إلى حاويات تخزين فائقة البرودة وتحتفظ باللقاح عند حرارة 75 تحت الصفر، ويمكن الاحتفاظ به في الثلاجة لمدة 5 أيام فقط.

وقد قالت شركة مودرنا إنها تتوقع أن تتمكن من إنتاج 20 مليون جرعة من اللقاح الجديد بحلول نهاية العام الحالي. وأكدت أنها ستكون قادرة على تصنيع ما يتراوح بين 500 مليون جرعة سنوياً، وقد يصل هذا العدد إلى مليار جرعة سنوياً بدءاً من عام 2021. أما شركة فايزر فقد قالت إن لقاحها سيتوافر بكميات تكفي لحوالي 20 مليون شخص بحلول نهاية عام 2020. وتوقعت أن يتوافر 1,3 مليار جرعة بحلول نهاية عام 2021.

تفاؤل حذِر

لا شك أن إعلان مودرنا عن اللقاح الجديد -بالإضافة إلى فايزر واللقاح الروسي- يعزز الآمال بقرب القضاء على وباء كوفيد-19 والعودة إلى ما يشبه الحياة الطبيعية. لكن ما زال هناك الكثير من العقبات والصعوبات قبل الإفراط في التفاؤل؛ إذ ينبغي أولاً انتظار بعض الوقت للحصول على بيانات أوفى والتأكد من فعالية هذه اللقاحات على عدد أكبر من المشاركين في التجارب. وعلاوة على ذلك، هناك مسألة التكلفة، والتحدي اللوجيستي المتعلق بإنتاج كميات كبيرة من اللقاح وتوزيعه وضمان الحفاظ على سلامته قبل توصيله إلى مختلف مناطق العالم.</p>