شركة فايزر تنوي طلب ترخيص للبدء بتوزيع لقاحها قبل نهاية العام

3 دقائق
شركة فايزر تنوي طلب ترخيص للبدء بتوزيع لقاحها قبل نهاية العام
حقوق الصورة: شركة فايزر.

قالت شركة فايزر مؤخراً إنها ستقدم طلباً للحصول على ترخيص طارئ لتوزيع لقاحها لفيروس كورونا في الولايات المتحدة وهي جاهزة لبدء شحن الجرعات في غضون “ساعات” من حصولها على الضوء الأخضر من الحكومة. ويعدّ هذا الطلب هو الأول من نوعه الذي يأتي من أي شركة من الشركات المصنّعة للقاحات فيروس كورونا، التي يتم تطويرها حالياً.

إذا تمت الموافقة على اللقاح، فمن المرجح أن يكون أول من يحصل عليه هم الأطباء والكادر التمريضي وغيرهم من العاملين في الاستجابة للوباء، وقد يحدث ذلك قبل رأس السنة الميلادية، وفقاً للشركة العملاقة في مجال صناعة الأدوية. وتقوم شركة فايزر أيضاً بمشاركة المعلومات مع الهيئات التنظيمية في كندا والاتحاد الأوروبي واليابان.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، ألبرت بورلا، في بيان له إن تطوير اللقاح استغرق “248 يوماً وليلة”، بمشاركة 43661 متطوعاً في 150 منطقة في الولايات المتحدة وتركيا وجنوب أفريقيا. وتقول شركة فايزر بأن لقاحها أثبت فعاليته بنسبة 95% في تجاربها النهائية.

وتعتقد شركة فايزر وشركة بيو إن تك الألمانية الشريكة لها أن بإمكانهما إنتاج حوالي 50 مليون جرعة بحلول شهر يناير، وما يصل إلى 1.3 مليار جرعة بحلول نهاية عام 2021. ويحتاج كل شخص يتلقى اللقاح إلى جرعتين يفصل بينهما أسابيع. وقالت شركة فايزر: “ستكون الشركتان جاهزتين لتوزيع اللقاح في غضون ساعات بعد الحصول على الترخيص”.

وفي حين أن لقاح شركة فايزر قد يكون أول لقاح لفيروس كورونا يحصل على ترخيص في الولايات المتحدة، إلا أن هيئات اللقاحات تقول إنه لا تزال هناك حاجة إلى لقاحات من العديد من الشركات الأخرى؛ وذلك لأنه لا يمكن لشركة أو تقنية واحدة تلبية الطلب العالمي على اللقاحات.

تشمل اللقاحات الأخرى لقاحاً يتم تطويره بواسطة شركة مودرنا للصناعات الدوائية، التي تتخذ من ماساتشوستس مقراً لها، ولقاحاً آخر من شركة أسترازينيكا وجامعة أكسفورد، وهو في المرحلة الأخيرة من التجارب، فضلاً عن لقاحات تم ترخيصها بالفعل في الصين وروسيا.

وقد أدى تطوير لقاح لمرض جديد خلال أقل من عام إلى تحطيم جميع الأرقام القياسية، ومع ذلك فلن يتوافر في وقت قريب بما يكفي لإيقاف الموجة الحالية في فصل الشتاء من حالات كوفيد-19 في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث وصلت العدوى إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. تسجل الولايات المتحدة وحدها أكثر من 170 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا يومياً، وإذا تم حساب الإصابات التي لا يتم الكشف عنها، فقد يعني ذلك أن نصف مليون شخص أميركي يصابون بفيروس كورونا كل 24 ساعة.

ونظراً لأن كمية اللقاحات ستكون محدودة في البداية، فسيتعين على معظم الأشخاص الانتظار حتى منتصف عام 2021 أو بعد ذلك للحصول على لقاح شركة فايزر أو غيرها من الشركات الأخرى. وهذا يعني في الوقت الحالي أن تجنب الفيروس لا يزال ينطوي على تجنب الاختلاط مع الأشخاص الآخرين. وقد بدأت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض هذا الأسبوع في حث الأميركيين على عدم السفر لقضاء عطلة عيد الشكر قريباً.

إن طلب شركة فايزر تسويق لقاحاتها الآن يعني أن الأمر متروك لإدارة الغذاء والدواء الأميركية فيما إذا كانت ستُصدر نوعاً من الموافقة السريعة يسمى “ترخيص الاستخدام الطارئ”. وستجتمع لجنة استشارية في شهر ديسمبر لتقييم بيانات شركة فايزر، التي توثّق مدى نجاح اللقاح.

ولا يزال بعض الخبراء يتساءلون عما إذا كان ينبغي التعجيل بترخيص اللقاح، قائلين إن عملية الموافقة التقليدية الأطول نوعاً ما ستخلق ثقة أكبر في اللقاح بين عامة الناس.

وقد استخدمت إدارة الغذاء والدواء منذ شهر مارس صلاحيتها في الترخيص الطارئ للسماح ببيع أربعة علاجات دوائية لكوفيد-19 (دواء هيدروكسي كلوروكوين، وبلازما دم المتعافين، ودواء ريمديسفير المضاد للفيروسات، وأحد الأجسام المضادة)، وكان يتم ذلك في كل مرة استناداً على أدلة محدودة. ففي كل الحالات، لا يزال هناك خلاف حول ما إذا كان أي من هذه الأدوية يقي المرضى من الموت فعلاً.

يعتمد لقاح شركة فايزر على تقنية جديدة يتم فيها وضع جزء من جينوم الفيروس داخل جسيمات نانوية دهنية. بعد ذلك، تستخدم خلايا الشخص نفسه تلك المعلومات لتصنيع أحد البروتينات الفيروسية ويسمى “البروتين الناتئ”، الذي يقوم بإرشاد جهاز المناعة ليتعرف على العامل الممرض.

وقالت شركة فايزر إنه بإمكانها تصنيع لقاحها وتوزيعه من عدة مناطق في الولايات المتحدة وأوروبا، وستستخدم صناديق شحن خاصة شديدة البرودة يتم تتبع مواقعها من خلال أجهزة تعقب، حيث يجب تخزين اللقاح بدرجة حرارة -70 درجة مئوية.