كيف يمكن أن تكون السيارات ذاتية القيادة أكثر أماناً على الطريق؟

3 دقائق
كيف يمكن أن تكون السيارات ذاتية القيادة أكثر أماناً في الطريق؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Chesky

تستخدم الكثير من الشركات السيارات ذاتية القيادة لأغراض مختلفة، ولكن في الوقت نفسه تعتبر هذه السيارات أكثر الموضوعات إثارة للجدل عندما يتعلق الأمر بالسلامة المرورية، حيث لا يعتقد الكثيرون أنها قد أصبحت آمنة تماماً. ونتيجة لذلك، تعمل الشركات بكل جهدها لتوفير تكنولوجيات متطورة تجعل السيارات ذاتية القيادة أكثر أماناً على الطريق.

الشركات تعمل على تحسين أمان السيارات ذاتية القيادة

تعتبر الولايات المتحدة الأميركية من أكبر دول العالم التي تحتوي على سيارات ذاتية القيادة تعمل في شوارع مدنها المختلفة، حيث تعد مدينة فينكس مركز الاختبار الرئيسي لأسطول سيارات "وايمو" (Waymo) ذاتية القيادة منذ عام 2017. كما قام أسطول المركبات الذاتية القيادة "كروز" (Cruise) التابعة لشركة جنرال موتورز العملاقة، بتوصيل مليوني وجبة إلى السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في مدينة سان فرانسيسكو.

كما دخلت شركتا "فيا" (Via) و"موشنال" (Motional) التكنولوجيتان في شراكة لإطلاق خدمة سيارات الأجرة ذاتية القيادة في مدينة لاس فيغاس هذا العام. بالإضافة إلى ذلك، تختبر كل من شركتي البريد السريع "يو بي إس" (UPS) و"فيدكس" (FedEx) شاحنات التوصيل ذاتية القيادة، ومع ذلك فإن الثقة المتعلقة بالسلامة مع هذه الأنظمة ما تزال بعيدة، حيث نشرت مجلة "أيه آي أند إيثكس" (AI and Ethics) نتيجة استطلاع في العام الماضي أفاد 74% من المشاركين فيه بأنهم لا يثقون في السيارات ذاتية القيادة ولا يعتقدون أنها يمكن أن تؤدي أداءً أفضل من السائق العادي.

حوادث مثيرة للجدل هل يمكن حلها؟

قرعت العديد من الحوادث البارزة التي قامت بها سيارات تعمل في شكل من أشكال وضع القيادة الذاتية أجراس الإنذار بين المشرعين والمراقبين، لا سيما في أعقاب الحادثة الشهيرة في عام 2018 في مدينة تيمبي بولاية أريزونا الأميركية، عندما اصطدمت سيارة أوبر ذاتية القيادة بأحد المشاة وتسبب في وفاته في حادثة اعتُبرت أول حالة وفاة بين المشاة مرتبطة بتكنولوجيا القيادة الذاتية.

كما فتحت الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة الأميركية تحقيقاً العام الماضي في ميزة مساعد السائق الآلي في سيارة تسلا بعد حدوث سلسلة من الحوادث وصلت إلى 11 حادثاً شملت مركبات الشركة. ونتيجة لذلك، أصدرت الوكالة الفيدرالية قانوناً عاماً دائماً يلزم 108 من مصنعي ومشغلي السيارات المزودة بأنظمة مساعدة السائق المتقدمة أو أنظمة القيادة الآلية بالإبلاغ عن الحوادث التي تنطوي على هذه المركبات.

اقرأ أيضاً: ما هي مستويات الاستقلالية في السيارات ذاتية القيادة؟ وما هو المستوى الذي وصلنا إليه الآن؟

أصبحت مثل هذه الحوادث وغيرها بمثابة تذكير بأن تكنولوجيا القيادة الذاتية لا تزال في المرحلة التجريبية، ولا تزال الحكومات تحاول معرفة كيفية تنظيمها. وفي الوقت نفسه تعمل الشركات على تكثيف جهودها في تطوير أنظمة للمساعدة على جعل هذه السيارات أكثر أماناً. من خلال تطوير تكنولوجيات متقدمة لتعزيز السلامة في السيارات ذاتية القيادة في المناطق الحضرية. حيث ظهرت في الفترة الأخيرة ثلاث تكنولوجيات واعدة من ثلاث شركات مختلفة، لجعل السيارات ذاتية القيادة أكثر أماناً على الطريق، وهي:

  • توفير البيانات في الوقت الفعلي

تعمل شركة "أرغو أيه آي" (Argo AI) على توفير تكنولوجيا الخرائط في الوقت الفعلي للمساعدة في الحفاظ على سلامة السيارات ذاتية القيادة على الطرق، حيث تتعاون الشركة مع مسؤولي المدن لتوفير بيانات محدثة باستمرار تتعلق بإغلاق الطرق وغيرها من المعلومات ذات الصلة. علاوة على ذلك، تستخدم تكنولوجياتها الذكاء الاصطناعي باستمرار لمواكبة أنماط حركة المرور وبيانات الخرائط.

بالإضافة إلى ذلك، تقوم الشركة بإصدار جميع مجموعات البيانات الخاصة بها كمصدر مفتوح لتستخدمه شركات السيارات ذاتية القيادة، وتعمل التكنولوجيا التي تقدمها الشركة في بعض المدن الأميركية الكبرى مثل تكساس وأوستن وواشنطن العاصمة، وبعض المدن الألمانية مثل ميونيخ وهامبورغ.

اقرأ أيضاً: هل يتعين علينا تقبّل انتشار السيارات ذاتية القيادة على الطرقات دون أن نميزها؟

  • اتخاذ قرارات أفضل

لطالما كان اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب هو أكثر ما يشغل مطوري تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة، على سبيل المثال إذا كنت قد تساءلت يوماً كيف يمكن للسيارة ذاتية القيادة أن تتفاعل مع شخص يقف على الرصيف وما إذا كان سيعبر الشارع أم لا؟ فإن شركة "آي ميريت" (iMerit) تحاول الإجابة عن هذا السؤال وغيره من الأسئلة المشابهة من خلال تطوير نماذج أنظمة ذكاء اصطناعي وتدريبها للتصرف في المواقف المعقدة مثل هذه.

حيث قام موظفو الشركة بوضع تعليقات توضيحية على أكثر من 250 مليون نقطة بيانات على الكائنات التي تلتقطها أجهزة الاستشعار، للمساعدة على تدريب نماذج التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، لمعرفة الاختلافات بين أشياء مثل التماثيل مقابل الكائنات الحقيقية. لذا إذا قفز هذا الشخص فجأة إلى الطريق، فقد يكون لنموذج الذكاء الاصطناعي المدرب جيداً فرصة أفضل في تجنب الشخص مقارنة بالسائق البشري، وذلك بفضل وقت الاستجابة الأسرع.

  • التدخل البشري في أوقات الحاجة

على الرغم من أن التدخل البشري في السيارات ذاتية القيادة قد يبدو غريباً، إلا أنه في بعض الأحيان ضروري للغاية حتى وإن كان عن بُعد، لضمان عملها بسلاسة إذا خرجت الأمور عن اختصاص نموذج الذكاء الاصطناعي. وهذا ما تعمل عليه شركة "جايدنت" (Guident) التي تريد إلغاء ضرورة وجود سائق بشري في السيارة من خلال مراكز التحكم عن بُعد. حيث تقوم الشركة بالتعاون مع شركات توصيل الركاب والمنتجات في بناء مراكز تحكم ومراقبة للتدخل البشري للسيطرة على السيارة ذاتية القيادة عن بُعد عن حدوث طارئ، والاتصال بالمستجيبين الأوائل والتواصل مع الركاب إذا لزم الأمر.

أخيراً، لا تزال السيارات ذاتية القيادة تكنولوجيا جديدة تماماً. وعلى الرغم من أنها أثبتت بالفعل أنها أكثر أماناً مما قد يعتقد الكثيرون، إلا أنه لا يزال من المهم أن تقوم الشركات بتحسينها لتكون آمنة قدر الإمكان. 

المحتوى محمي