ما هي الإمكانات التي يقدمها عالم الميتافيرس في مجال التعليم؟

3 دقائق
التعليم في عالم الميتافيرس: استخدام الواقع الافتراضي لتعليم طلاب المدارس والجامعات
حقوق الصورة: شترستوك. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

منذ أن تم نشر رواية الخيال العلمي "تحطم الثلج" (Snow Crash) للكاتب نيل ستيفنسون في عام 1992، ونحن نتحدث عن عالم الميتافيرس، يبدو أن هذا العالم يقدم إمكانات غير محدودة في الكثير من المجالات، من بينها مجال التعليم.

فما هي الإمكانات التي يقدمها عالم الميتافيرس في مجال التعليم؟ وكيف يمكن أن يستفيد المعلمون والطلاب منها؟ وما هي التحديات والفرص الممكنة من التي يخبرنا بها تقييم بعض التجارب؟

ما هو الميتافيرس؟

لا توجد ترجمة دقيقة لكلمة ميتافيرس، لكن هذا المصطلح يستخدم للإشارة إلى عالم افتراضي يمكن فيه التواصل مع الآخرين واللعب والتسوق والعمل والتعلم والقيام بالعديد من النشاطات المتنوعة. يستطيع الأشخاص أيضاً في هذا العالم تأسيس أعمالهم الخاصة وإدارتها أو شراء ممتلكات افتراضية، تماماً كما يفعل البشر في العالم الحقيقي.

يتوقع الخبراء أن يشكل الميتافيرس ثورة في حياة البشر، وأن يعزز الإبداع ويفتح آفاقاً جديدة ويوفر إمكانات غير محدودة بشتى المجالات.

اقرأ أيضاً: دليلك لفهم الميتافيرس: عالم تدخله بدلاً من الاكتفاء بمشاهدته

الميتافيرس في التعليم

عانى قطاع التعليم أثناء الوباء من خسائر كبيرة تم توثيقها على مستوى العالم، حيث اضطر نحو 1.6 مليار طالب من 192 دولة، أي ما يعادل 91٪ من عدد الطلاب في العالم، إلى التوقف عن الذهاب للمدارس والجامعات. في ظل هذا الوضع، حاول قطاع التعليم التكيف وإيجاد حلولٍ مناسبة، أفضل هذه الحلول التي تم اللجوء إليها على نطاقٍ واسع هو التعليم عن بعد عن طريق شبكة الإنترنت، لكن لم يتمكن جميع الطلاب من الاستفادة من هذا الحل. إذ تشير التقديرات إلى أن نحو  29٪ من الطلاب في العالم، أي نحو 364 مليون طالب، لا يملكون شبكة إنترنت، ما أثر سلباً على مسار تعليمهم.

التحدي الذي شكله وباء كوفيد 19 للتعليم قد يتحول إلى فرصة تساعد بتحسين التعليم في المستقبل، فهناك مساعٍ لتطوير نظام تعليم أكثر شمولاً وإبداعاً، يقوم على إنشاء مدارس وأماكن تعلّم افتراضية في عالم الميتافيرس.

اقرأ أيضاً: ما فوائد استخدام الواقع الافتراضي في تدريب طلاب الطب؟

تجربة كوريا الجنوبية

خلال فترة الوباء، شارك طلاب جامعات كوريا الجنوبية في تجربة تعليمية جديدة هي "التعليم المختلط عن بعد". بدأ تطبيق هذه التجربة منذ مارس/آذار 2021، حيث كانت ​​60٪ من الدروس في الجامعات الكورية الجنوبية تتم في الوقت الفعلي عن طريق برنامج زووم (Zoom)، وكان على الطلاب الحضور في نفس الوقت، وكانت تسجل 40٪ من الدروس، أي يستطيع الطلاب حضورها في الوقت الذي يحلو لهم.

كان الطلاب راضين عن نظام التعليم المختلط هذا، ومع مرور الوقت، أصبحوا قادرين على التفاعل بشكلٍ جيد وفعال مع بعضهم ومع المدرسين، كما أصبحوا قادرين على تنسيق وقتهم وتنظيمه من خلال الحضور في الوقت الفعلي أو مشاهدة المحتوى المسجل.

تقدم التجربة الكورية رؤية متفائلة حول ما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا الحديثة للتعليم، وكما لاحظنا، يبدو أن الوباء الذي أثر بشكلٍ سلبي على التعليم، قدم دفعة قوية للتقنيات الحديثة التي ستساهم في رسم مستقبل التعليم خلال العقود القادمة.

اقرأ أيضاً: تعرفوا على ميزة غرف الدردشة في فصول "زووم" الدراسية

الحرم الجامعي الافتراضي في جامعة كايست

يروج المعهد الكوري الجنوبي المتقدم للعلوم والتكنولوجيا (KAIST) لفكرته القائمة على إنشاء حرم جامعي افتراضي في جامعة كايست بدولة كينيا، سيتم افتتاح هذا الحرم الجامعي في شهر سبتمبر/أيلول عام 2023، ليكون بديلاً عن الجامعة التي تقع على بعد 60 كم من العاصمة الكينية نيروبي.

الهدف من هذا المشروع هو تجاوز الفكرة التقليدية للتعليم عن بعد التي تشمل حضور الدروس عن طريق اتصال الفيديو أو مشاهدة فيديوهات مسجلة، وذلك من خلال إنشاء جامعة تتضمن قاعات ومختبرات افتراضية يمكن للطلاب والمدرسين الدخول إليها عن طريق أدوات الواقع الافتراضي، وإنشاء مزيد من الطرق للتفاعل وجعل عملية التعليم في هذه الجامعة أقرب إلى طريقة التعليم التي تتم من خلال الحضور الفعلي لحرم الجامعة.

يهدف المشروع أيضاً إلى مساعدة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على الحضور بشكلٍ افتراضي دون الاضطرار إلى القيام برحلة طويلة من العاصمة إلى الحرم الجامعي.

سيتم تدريب الطلاب والمدرسين والموظفين الذين سيشاركون في التجربة التعليمية الكينية الكورية على استخدام الأدوات اللازمة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذا المشروع. ومن المتوقع أن تصبح هذه الجامعة في المستقبل متاحة من أي مكان في العالم، حيث يستطيع الطلاب من أي بلد حضور الدروس افتراضياً.

رؤية شركة ميتا للتعليم في عالم الميتافيرس

يعد قطاع التعليم في صميم رؤية شركة ميتا لمستقبل الإنترنت القائم على الواقع الافتراضي، تقوم الشركة الآن باستثمار مبلغ 150 مليون دولار في برنامج تعليمي للمساعدة في تطوير التكنولوجيا وتدريب الأشخاص على استخدام أدوات الواقع المعزز والافتراضي. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت ميتا أنها تتعاون مع منصات عديدة مثل "كورسيرا" (Coursera) و"إيدكس" (edX)، وهي منصات رائدة على مستوى العالم في مجال التعليم عن بعد، من أجل المساعدة في إنشاء منهج تعليم يشمل تجارب مدعومة بتكنولوجيا الواقع المعزز والافتراضي.

تم عرض رؤية شركة ميتا للتعليم في عالم الميتافيرس من خلال فيديو مدته دقيقة و15 ثانية، يوضح هذا الفيديو كيف ستساعد التكنولوجيا والأدوات في تعليم الطلاب وتوفير تجربة فريدة وغير مسبوقة.

في بداية الفيديو، تظهر طالبة تحصل على المساعدة من مدرّستها في مادة الفيزياء الفلكية، وذلك من خلال التحكم بصورة افتراضية عملاقة للمجموعة الشمسية، والتكبير لرؤية تفاصيل الكواكب مثل حلقات كوكب زحل.

يظهر في الفيديو أيضاً طالب وهو يتجول في مدينة روما القديمة، حيث يستطيع رؤية نسخة افتراضية من هذه المدينة كما كانت قبل ألفي سنة، ليتعرف على المباني وطبيعة الحياة ويزور المتاجر ويسمع الأصوات كما كانت في ذلك الوقت.

المحتوى محمي