تهدف الإمارات العربية المتحدة إلى زيادة استخدام الطاقة النظيفة لتشكل 50% من إجمالي استخدام الطاقة في الدولة حتى عام 2050. ولتحقيق هذا الهدف، وضعت العديد من الاستراتيجيات، وأنشأت مشاريع الطاقة المستدامة والمتجددة التي لا تضر بالبيئة. وهذه أبرز جهود الإمارات في تنمية مشاريع الطاقة المستدامة.
جهود الإمارات في تنمية مشاريع الطاقة المستدامة
تستمد الطاقة المتجددة من الموارد الطبيعية للأرض مثل الشمس والرياح والمياه، وقد استطاعت الإمارات الاستفادة من جميع هذه الموارد لتحقيق أهدافها في تنمية مشاريع الطاقة المستدامة والمتجددة.
اقرأ أيضاً: كيف ساهمت مشاريع هيئة كهرباء ومياه دبي في تسجيل إنجازات عالمية للإمارات؟
الطاقة شمسية
تعد الطاقة الشمسية من أكثر مصادر الطاقة المستدامة موثوقية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد حازت الإمارات المرتبة الثالثة عالمياً في إنتاج الطاقة الشمسية المركزة في عام 2013، بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 140 ميغاواط. وهذه أبرز مشاريع الطاقة الشمسية في الإمارات:
محطة شمس
أطلق مشروع محطة شمس في أبوظبي عام 2013، وكان أكبر مشروع قيد التشغيل للطاقة المتجددة في الشرق الأوسط، وهو من أوائل مشاريع الطاقة المتجددة التي تم إطلاقها في الإمارات. تتمتع المحطة بقدرة إنتاج 100 ميغاواط، وتمثّل 7% من إجمالي احتياجات الطاقة في أبوظبي باستخدام الطاقة الشمسية المتجددة، وتزود 20 ألف منزل بالكهرباء.
تسهم المحطة في خفض انبعاثات نحو 175 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً، وهو ما يعادل زراعة 1.5 مليون شجرة أو إزالة 15 ألف سيارة من الطريق.
مشروع الظفرة
مشروع الظفرة للطاقة الشمسية هو مشروع يقع على بُعد نحو 35 كيلومتراً جنوب أبوظبي لإنتاج الطاقة الكهروضوئية بقدرة 2 غيغاواط، بالتعاون بين شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) وشركة مصدر، بالإضافة إلى شركة إي دي إف رينيوبلز وشركة جينكو باور.
عند دخول المشروع حيز التشغيل من المتوقع أن يقلل من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بأكثر من 2.4 مليون طن سنوياً، أي ما يعادل إزالة 470 ألف سيارة تقريباً من الطرق. وسيتم تركيب ما يقارب 4 ملايين لوح شمسي لتوليد طاقة كهربائية كافية لنحو 160 ألف منزل. وستعتمد هذه الألواح على تقنية الوحدات الكريستالية ثنائية الوجه، والتي تلتقط ضوء الشمس من كلا الجانبين لزيادة الإنتاجية، وبذلك ستكون المحطة أكبر محطة مستقلة في العالم لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ضمن موقع واحد.
نور للطاقة 1
نور للطاقة 1 هي المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي. لها قدرة إنتاجية تصل إلى 950 ميغاواط ناتجة عن 250 ميغاواط من الألواح الشمسية الكهروضوئية و700 ميغاواط من الطاقة الشمسية المركزة، مستخدمة أحدث التقنيات كتقنية البرج الشمسي المركزي وألواح القطع المكافئ التي تعمل بالطاقة الشمسية المركزة لتجميع الطاقة من الشمس، وبذلك يكون المشروع أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في موقع واحد في العالم.
تقود تنفيذ المشروع شركة أكوا باور السعودية بتكلفة إنتاج منافسة لتكلفة توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري، وتتيح توفير الطاقة الشمسية الموثوقة على مدار اليوم. وستدعم المحطة "استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050" لزيادة حصة الطاقة النظيفة في إمارة دبي إلى 25% بحلول عام 2030، وستخفض 1.6 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
طاقة الرياح
تأتي طاقة الرياح في المرتبة الثانية لأكثر مصادر الطاقة المتجددة استخداماً في الإمارات، إذ تنتشر توربينات الرياح بكثرة على السواحل، وتحوّل الطاقة الناتجة عنها إلى طاقة ميكانيكية أو كهربائية.
توربينات الرياح في جزيرة صير بني ياس
بنت شركة مصدر أول توربين يعمل بالرياح لتوليد الكهرباء في جزيرة صير بني ياس، التي تقع على بُعد 250 كيلومتراً جنوب غرب أبوظبي. وتتمتع المحطة بسعة إنتاجية تبلغ 850 كيلوواط من الطاقة في الساعة الواحدة.
اقرأ أيضاً: طاقة الرياح في دول الخليج: الإمكانات والتحديات والنمو
تحويل النفايات إلى طاقة
تحويل النفايات إلى طاقة من أكثر مصادر الطاقة المتجددة اعتماداً في الإمارات أيضاً.
تعمل بلدية دبي على إكمال أكبر مشروع لتحويل النفايات إلى طاقة في العالم في منطقة الورسان، وهو مشروع سيساعد المدينة على تحقيق هدفها المتمثل في تقليل النفايات وتحويلها بالكامل إلى طاقة من مكبات النفايات بحلول عام 2030. وبمجرد اكتماله، سيحوّل 45% من نفايات المدينة إلى طاقة متجددة.
سيعالج المشروع 1.9 مليون طن من النفايات سنوياً ويحولها إلى طاقة متجددة كافية لتوليد طاقة تشغل 135 ألف منزل، بالإضافة إلى توفير 215 ميغاواط في الساعة من الطاقة النظيفة لشبكة الكهرباء المحلية.
أمّا الرماد المتبقي من النفايات المحترقة، ستتم إعادة تدويره واستخدامه في مشاريع البنية التحتية.
الطاقة النووية
للطاقة النووية أيضاً نصيب في الإمارات العربية المتحدة.
محطة براكة للطاقة النووية
تقع محطة براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة في أبوظبي، وتتألف من 4 مفاعلات، وستوفر نحو ربع احتياجات الدولة من الكهرباء عند التشغيل التام. ومن المتوقع أن تحدّ المحطة من الانبعاثات الكربونية في الدولة بواقع 22 مليون طن سنوياً، والتي تعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من الطرقات.
الطاقة الكهرومائية
على الرغم من عدم وجود الأنهار الغزيرة في الإمارات، فإن للطاقة الكهرومائية نصيباً في أهدافها.
محطة حتّا الكهرومائية
تقيم دبي محطة "حتّا" الكهرومائية، وهي الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي. من المتوقع أن تصل القدرة الإنتاجية لها إلى 250 ميغاوات بسعة تخزينية 1500 ميغاواط في الساعة وبعمر افتراضي يصل حتى 80 عاماً.
ستعتمد المحطة في إنتاج الكهرباء على الاستفادة من المياه المخزنة في سد حتّا، وسد آخر علوي يجري إنشاؤه في المنطقة الجبلية، وستصل كفاءة دورة عملية إنتاج وتخزين الكهرباء إلى 78.9%، مع استجابة فورية للطلب على الطاقة خلال 90 ثانية.
اقرأ أيضاً: كيف يرسم الذكاء الاصطناعي والعلوم المتقدمة مستقبل دولة الإمارات؟
الوقود الهيدروجيني
تنتج الإمارات الغاز الطبيعي الذي يمكنها استخدامه لإنتاج الهيدروجين الأزرق، ويصلها ما يكفي من أشعة الشمس لإنتاج الهيدروجين الأخضر، لذلك أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة تحالف أبوظبي للهيدروجين في 2021، الذي يتألف من شركة مبادلة للاستثمار (مبادلة)، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وشركة «القابضة»، والذي سيعزز إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق منخفض الكربون في الأسواق الدولية الناشئة، ويساعد في بناء اقتصاد هيدروجين أخضر كبير في الإمارات العربية المتحدة.