يمكن لهذا التطبيق الجديد أن يساعد المصابين بكوفيد-19 طويل الأمد على التكيّف مع هذا المرض بتقديم نصائح حول ما يمكن أن يعزز صحتهم، أو يشكل خطراً عليها.
ووفقاً لتعريف منظمة الصحة العالمية، فإن كوفيد-19 طويل الأمد هو مرض يلي الإصابة بمرض كوفيد-19، ويدوم شهرين على الأقل، ويعاني المصابون به من أعراض تتضمن الصداع والتعب والضعف والحمى. ويلجأ بعض المصابين إلى طريقة تسمى الإيقاع (pacing)، حيث يقومون بإحداث توازن بين فترات النشاط، وفترات الراحة الضرورية لاستعادة النشاط، وذلك في محاولة منهم للتكيّف مع الوضع. وإذا أجهد المصاب نفسه بدرجة كبيرة، يمكن أن تتدهور الأمور نحو الأسوأ.
اقرأ أيضاً: جسيمات نانوية قد تكون المفتاح لتطوير لقاح شامل لوباء كوفيد-19
تطبيق فيزيبل الجديد لإدارة أعراض كوفيد-19
يحمل التطبيق الجديد اسم فيزيبل (Visible)، ويهدف إلى مساعدة الناس في إدارة هذه العملية عن طريق جمع البيانات يومياً في محاولة لفهم كيفية تذبذب الأعراض. ويقوم المستخدمون بقياس تقلّب معدل ضربات القلب (أي التغيرات في الفترة الزمنية الفاصلة بين النبضات) صباحاً، وذلك بوضع إصبعهم على كاميرا الهاتف مدة 60 ثانية. وتقوم عملية القياس هذه على تسجيل التغيرات الصغيرة في لون بشرة المستخدم.
ويقوم المستخدم بعد ذلك بتقييم شدة أعراض كوفيد-19 طويل الأمد في المساء على مقياس من 0 إلى 3، حيث يمثل 0 عدم وجود أي أعراض، ويمثل 3 أعراضاً شديدة. وقد توصلت الأبحاث التي أجرتها الجمعية الأميركية لأمراض القلب إلى أن تراجع تقلّب معدل ضربات القلب، وهو ما يتوافق مع اشتداد توتر النظام العصبي، ظاهرة شائعة الانتشار بين المصابين بكوفيد-19 طويل الأمد.
إن تتبع تقلّب معدل ضربات القلب يسهّل التنبؤ باحتمال إصابة الشخص بالتعب. ويقوم فيزيبل باستخدام هذه البيانات لوضع "نتيجة إيقاع" من 1 إلى 10 نقاط، حيث تشير النتيجة من 8 إلى 10 نقاط إلى أن الإيقاع جيد، وتشير النتيجة من 4 إلى 6 نقاط إلى أنه قد يكون من الأفضل الاستراحة لبضعة أيام، أما النتيجة من 1 - 3 نقاط فتعني أن راحة المستخدم تمثل أولوية حاسمة، ما يتيح للمستخدم تحديد ضرورة الاستراحة.
اقرأ أيضاً: إليك أهم ميزات اعتماد الحوسبة السحابية في الرعاية الصحية ومعوقات تطبيقها
أصيب هاري ليمينغ، وهو أحد مبتكري فيزيبل، بكوفيد-19 طويل الأمد منذ سبتمبر/ كانون الأول لعام 2020، ويأمل لهذا التطبيق أن يساعد المستخدمين، والمجتمع عموماً، على فهم هذا المرض بصورة أفضل، والذي ما زال – وبشكل مفاجئ - غامضاً إلى حد كبير بالنسبة لخبراء الطب. وتقول الشركة إن المستخدمين سيتمكنون قريباً من مشاركة بياناتهم مع باحثين في كلية لندن الإمبراطورية.
تطبيقات منوعة لمساعدة المصابين
لكن فيزيبل ليس سوى واحد فقط من مجموعة من المشاريع المصممة لمساعدة المصابين بكوفيد-19 طويل الأمد. فقد قام باحثون من كلية لندن الجامعية مؤخراً بتصميم تطبيق باسم لنغي (Lungy)، وهو مصمم لمساعدة المستخدمين المصابين بكوفيد-19 طويل الأمد، والربو والانسداد الرئوي المزمن (COPD) على القيام بتمارين التنفس. كما قامت مؤسسة نورثرن كير ألايانس (Northern Care Alliance)، وهي مجموعة تابعة للخدمات الصحية العامة في المملكة المتحدة، بتطوير تطبيق لمساعدة المرضى على تسجيل تقدمهم، حتى يستطيع الأطباء تعديل العلاج وفقاً لهذا.
يقول مايك كلارك، وهو كاتب مختص بالشؤون الطبية بعمر 44 عاماً، ومصاب بكوفيد-19 طويل الأمد منذ أكتوبر/ تشرين الأول في عام 2020، إن هذه الأرقام تخفي خلفها درجات كبيرة من الآلام الفردية والشقاء والإحباط الناجم عن الجهل الطبي بهذا المرض. فقد كان يمضي ساعات طويلة في وضعية الاستلقاء كل يوم، لأن مجرد الجلوس كان يؤدي إلى إصابة قلبه بالإجهاد.
اقرأ أيضاً: التطبيقات القادمة للحمض النووي الريبي المرسال قد تكون أكبر من لقاحات كورونا
ويقول: "لقد شهدت بضعة أيام من تردي وضعي الصحي إلى درجة كبيرة، وقد كانت نتيجتي على التطبيق في اليوم التالي منخفضة، كما هو متوقع. وقد لا يبدو هذا للبعض بالأمر المهم، ولكن بعد سنتين كاملتين من كلام الأطباء الذين يقولون إن جميع الاختبارات الطبية تشير إلى كل شيء في جسمي على ما يرام، شعرت أن بيانات فيزيبل تعبّر عن وضعي بصورة صحيحة بعد نحو 10 أيام من الاستخدام فقط".
"وبعد سنتين من الجمود، فإن معظم المصابين بكوفيد-19 طويل الأمد على شاكلتي في حاجة ماسة لشخص ما، أو شيء ما، يمكن أن يمنحهم بعض الأمل. وبالنسبة لي، فإن فيزيبل يمنحني بارقة من هذا الأمل".