يعمل أبو ديب في مجال ناشئ يُدعى تصميم المدن، وهو مجال يجمع بين التصميم الحضري، والتطوير العقاري، والتقنيات الحضرية. وعقب تخرجه من جامعة "إم آي تي" بدرجتي ماجستير في العمارة والعقارات، بدأ يمارس شغفه مع شريكه في دمج الفن بالعمران، وذلك عبر وضع اللوحات الفنية ضمن ديكورات شقق منصة "إير بي إن بي Airbnb" لإضفاء لمسة جمالية فخمة عليها، أما الآن فهما يضعان المخططات الرئيسية لمدن ذكية كاملة لصالح الحكومات، إحداها كانت تصميم المخطط الرئيسي لمدينة صينية تتسع لـ 7 ملايين نسمة. ثم انطلقا لإنشاء "تيكوما Tekuma" وهي شركة لصناعة المدن، ومتخصصة في إدماج الأعمال الفنية الضخمة داخل البيئة الحضرية العامة، وقد كانت الهجرة العالمية من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية هي دافعهما ومصدر إلهامهما لتأسيس شركتهما، فحقيقة أن 70% من سكان العالم سيعيشون في المدن في المستقبل المنظور -كما يقول أبو ديب- تفرض ضرورة تصميم مدن قادرة على استيعاب هذا النمو الهائل.
كما كان لأبو ديب أيضاً دور أساسي في إطلاق شركة أخرى، وهي "تيكوما فرنشمان أوربان ديزاين" المتخصصة في إنشاء وتشييد المدن والمناطق الحضرية في كل من الصين وكوريا والمملكة العربية السعودية، وتعمل هذه الشركة على تطبيق التقنيات الرقمية الحديثة في البيئات المدنية والحضرية من أجل الخروج بحلول ذكية ومنتجات مبتكرة صالحة للتطبيق في المدن، وذلك في نفس الوقت الذي تعمل فيه على تصميم المخطط الرئيسي للمدن التي سيتم وضع هذه المنتجات فيها. وهي تهدف إلى إنشاء مدن صحية أكثر ذكاء واستدامة وملاءمة للقرن الواحد والعشرين؛ ففي المملكة العربية السعودية -مثلاً- تولَّت الشركة مشروع تطوير أحياء مركزية جديدة في سبع مدن، بحيث تُوفِّر بيئات ثقافية واجتماعية مبتكرة، وفرصاً ترفيهية متنوعة، وكذلك تولَّت مشروع إنشاء سلسلة من الحدائق الحضرية في مدينة مكة، وهي عبارة عن ساحات عامة مختلفة التصاميم تهدف إلى استذكار التجارب المرتبطة بالحج؛ إذ يستطيع الحجاج الحاليون -وهم في حديقة "الذكرى" مثلاً- أن يقرؤوا رسائل رقمية تركها لهم الذين حجوا قبلهم، ويمكنهم بدورهم أن يتركوا رسائل لأولادهم وأحفادهم ممن سيؤدون هذه الفريضة في المستقبل، مما يجعل من هذه الحديقة شيئاً أشبه بآلة زمن حضرية تمتد لأجيال وأجيال، بل على مدى قرون عدة.