أدنوك تعزز استخدام تكنولوجيا التقاط الكربون

3 دقائق

نشرة خاصة من أدنوك

تؤثر غازات الدفيئة على البيئة إلى درجة كبيرة للغاية؛ فهي تزيد من احتباس الحرارة الذي يؤدي إلى التغير المناخي وتزيد من الأمراض التنفسية الشديدة أيضاً. وليس تقويض الأمن الغذائي وازدياد الحرائق البرية والظروف الطقسية الشديدة سوى بعض من الآثار المخيفة لغازات الدفيئة. ويمكن أن يصل تأثيرها إلى مرحلة اضمحلال الغلاف الجوي، والقضاء على النوع البشري في نهاية المطاف. 

ويُعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون من أخطر غازات الدفيئة، ويمكن أن يمثل تهديداً كبيراً للبيئة، وهذا ما يجعلنا في حاجة ماسة إلى وجود مبادرات موثوقة لتخفيض انبعاثات الكربون عالمياً.

ما هي تكنولوجيا التقاط الكربون؟ وكيف يمكن أن تساعدنا؟
تُعتبر تكنولوجيا التقاط الكربون طريقة فعالة وموثوقة لالتقاط الانبعاثات الكربونية واستخدامها في مجالات مفيدة، مثل توليد الكهرباء. تساعد هذه التكنولوجيا على منع إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتفادي تأثيره على المناخ. ويمكن الاعتماد على هذه التكنولوجيا بطريقة مثالية عن طريق تطبيقها في صناعة النفط والغاز للتقليل من الانبعاثات الكربونية، وتمهيد الطريق نحو بيئة أكثر نظافة.

أدنوك تحمل لواء مشروع التقاط الكربون لتعزيز استخراج النفط
قررت أدنوك (شركة بترول أبوظبي الوطنية) أن تطلق مشاريع لالتقاط الكربون بهدف حد الانبعاثات الكربونية وتعزيز استخراج النفط. خططت الشركة لتوسيع مشروع التقاط الكربون في 2019 في منشأة أو اثنتين من المنشآت الغازية. ويتضمن المشروع تجميع ثاني أكسيد الكربون من منشآت الغاز وحقنه في الخزانات النفطية لتعزيز استخراج النفط. ويمثل استخدام وتخزين الكربون الملتقط CCUS جزءاً حيوياً من عدة حلول هامة أخرى لتخفيف الانبعاثات الصناعية وتخفيف الأثر الكربوني للشركة. تخطط الشركة لالتقاط 5 مليون طن سنوياً من الكربون وتخزينه تحت الأرض للاستفادة منه بحلول العام 2030.

لا تركز المبادرة على التعامل مع المخاوف البيئية المتعلقة بالانبعاثات الكربونية وحسب، ولكنها أيضاً تدعم زيادة الإنتاجية بفعالية، فقد بدأت أدنوك برنامج التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون عام 2009 عن طريق إطلاق مشروع تجريبي لحقن ثاني أكسيد الكربون لتعزيز استخراج النفط. ولاحقاً في 2016، تعاونت مصدر، شركة أبوظبي للطاقة النظيفة، مع أدنوك لإطلاق "الريادة"، وهي منشأة تجارية لاستخدام وتخزين الكربون الملتقط من أجل التقاط 800,000 طن من الكربون كطاقة استيعابية من شركة الإمارات للفولاذ وحقنه لاحقاً في خزانات النفط في حقول الرميثة وباب. 

تخطط الشركة أيضاً لزيادة حجم المشروع 6 أضعاف خلال السنوات العشر المقبلة. ووفقاً للتقارير، فإن أدنوك ستزيد من استخدام الكربون بحلول العام 2030 بحيث تصل إلى 250 مليون قدم مكعب يومياً. إضافة إلى هذا، فإن أدنوك تخطط أيضاً لزيادة معدلات استنزاف النفط من خزاناتها إلى 70%، وهو ضعف المتوسط العالمي لاستنزاف النفط. وستؤدي تقنيات استخدام وتخزين الكربون الملتقط إلى تخفيف الأثر الكربوني وزيادة استخراج النفط. ويمثل الاعتماد على هذه التقنيات الإجراء المثالي لإعادة صناعة النفط والغاز إلى الطريق الصحيح، وتمهيد الطرق أمام استخدام هذه الغازات بشكل أفضل لأهداف قيمة بحيث يتم تحويل استخدام الغاز إلى إنتاج طاقة نظيفة، تماشياً مع إستراتيجية أدنوك لتحقيق الاكتفاء الذاتي للغاز بحلول عام 2030. ويتعامل المشروع في نفس الوقت مع المخاوف البيئية العالمية المتفاقمة المتعلقة بالتغير المناخي، والطلب المتزايد على النفط.

التقاط وتخزين الكربون هو الطريق نحو مستقبل بيئي أكثر اخضراراً ونظافة
لا يمكن أن نبالغ في تأثير انبعاثات غازات الدفيئة. وقد أصبح من الجلي مدى مساهمة ثاني أكسيد الكربون في احتباس الحرارة في الغلاف الجوي، ومفاقمة التغير المناخي في جميع أنحاء العالم.

قدمت مصافي النفط والغاز مساهمتها الواضحة في زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ما مهد الطريق نحو التغير المناخي وغيره من الأخطار البيئية الكبيرة. وتستطيع التكنولوجيا الثورية لالتقاط وتخزين الكربون أن تلتقط ما يصل إلى 90% من ثاني أكسيد الكربون الصادر عن الوقود الأحفوري، وتخزن هذه الطاقة لتوليد الكهرباء والعمليات الصناعية وأي شيء يمنع ثاني أكسيد الكربون من العودة إلى الغلاف الجوي.

تبنت شركة بترول أبوظبي الوطنية هذه التكنولوجيا لتخفيض أثرها الكربوني وتشجيع المصافي الأخرى للنفط والغاز على اتخاذ مبادرات بيئية مستدامة مشابهة. لقد استخدمت أدنوك تكنولوجيا التقاط الكربون لتعزيز استخراج النفط، واستخدام الانبعاثات الكربونية بشكل فعال لأهداف أخرى. وتعتبر أدنوك (شركة بترول أبوظبي الوطنية) من ضمن أقل الشركات المنتجة لغاز ثاني أكسيد الكربون.

يجب أن نأخذ الانبعاثات الكربونية على محمل الجد حتى نمهد الطريق نحو بيئة أكثر نظافة. ولا شك في أن أدنوك وضعت الأسس التي يمكن أن تعتمد عليها مصافٍ أخرى للنفط والغاز من أجل إدماج تكنولوجيا التقاط الكربون في عملها أيضاً. ويمكن أن نحقق مستقبلاً مشرقاً عندما تقدم صناعات النفط والغاز مساهماتها لتحقيق بيئة خالية من الكربون.

المحتوى محمي