ما هي معالجة اللغات الطبيعية؟
معالجة اللغة الطبيعية (Natural language processing): هي حقل فرعي من الذكاء الاصطناعي وعلم اللغات وعلوم الحاسوب، يهتم بدراسة تعلم الآلة للغات البشرية وتفاعلها معها، وتتناول معالجة اللغات الطبيعية فهم اللغة وتوليدها والتعرف على النصوص والكلام.
ولعل آخر الاختراقات في هذا المجال هو النموذج اللغوي الشهير جي بي تي-3 الذي طوره مختبر أوبن إيه آي، الذي يستطيع توليد مختلف أنواع النصوص، بدءاً بالتغريدات الصغيرة وتعليمات الاستخدام، وصولاً إلى القصائد والقصص الصغيرة، وانتهاء بأغاني الراب بأسلوب المغني جاي زي، وحتى الحوارات روحانية الطابع.
تقنيات معالجة اللغات الطبيعية
هناك حالياً عدة أساليب متبعة في معالجة اللغات الطبيعية، مثل الأسلوب المبني على الدلالات التوزيعية والذي يعتمد على التعلم الآلي لمعالجة النص والعثور على الأنماط، وذلك بشكل أساسي عن طريق حساب وتيرة استخدام الكلمات وقربها بالنسبة لبعضها البعض. ويمكن للنموذج الناتج أن يستخدم هذه الأنماط لبناء جمل أو مقاطع كاملة، ويفيد في تنفيذ أشياء مثل الإكمال التلقائي للكلمات والجمل.
وهناك أيضاً خوارزميات الدلالات المؤطرة التي تعتمد على مجموعة من القواعد أو الكثير من بيانات التدريب الموسومة حتى تتعلم كيفية تفكيك الجمل إلى أسماء وأفعال ومواضيع، وهذا ما يمكنها من فهم الأوامر البسيطة، مما يجعلها مفيدة في بوتات الدردشة والمساعدات الصوتية.
على سبيل المثال، إذا طلبت من أليكسا أن "تعثر على مطعم بأربعة نجوم ليوم غد"، فإن خوارزمية الدلالات المؤطرة ستتمكن من تنفيذ الجملة عن طريق تقسيمها إلى الفعل "تعثر" و(ماذا) ("مطعم بأربعة نجوم") و(متى) ("يوم غد").
تطبيقات معالجة اللغات الطبيعية
يتم استخدام هذه الخوارزميات وغيرها من تقنيات معالجة اللغات الطبيعية في نطاقٍ واسع من التطبيقات؛ حيث يستخدمها الباحثون في تحليل المقالات العلمية لتسريع الاكتشافات العلمية، وفي تطوير بوتات دردشة أكثر فطنة، وفي تصميم نظامٍ مُجادل قادر على صياغة حججٍ منطقية. بالإضافة إلى استخداماتها في البحث الدلالي وتحليل المشاعر والتعرف على الكلام وكتابة المسرحيات والتعرف على اللهجات وغيرها.
المعالجة الآلية للغة العربية
يواجه دعم الذكاء الاصطناعي للغة العربية جملة من الصعوبات، إليكم أهمها:
الشحّ في موارد اللغة العربية.
تعدد اللهجات العربية.
الإبهام الإملائي والثراء الصرفي.
محدودية البحث العلمي في مجال معالجة اللغة العربية.
لكن هناك الكثير من الباحثين العرب الذين يعملون على ابتكار حلول لهذه التحديات، يمكنك الاطلاع على جهودهم في مقالتنا: