لا تكتفِ بهجر فيسبوك وأطلِق موقعك الخاص للتواصل الاجتماعي

2 دقائق
مصدر الصورة: جاك بيلشر

هل طفح بك الكيل من بوتات الدعايات السياسية والإعلانات الانتقائية على الإنترنت؟ قد تظن أن من الأفضل -ببساطة- هو قطع الاتصال عن طريق حذف حساباتك على فيسبوك وتويتر، ولكن من المحتمل وجود وسيلة أفضل، وهي: بناء شبكاتك الخاصة بك.

يقول إيثان زوكرمان (وهو مدير مركز إم آي تي للميديا المدنية) في عرض تقديمي في مؤتمر إيمتيك الذي تنظمه إم آي تي تكنولوجي ريفيو: "تؤثر هذه الأنظمة على مليارات البشر حول العالم، وهذا ما يحمِّلنا مسؤولية إيجاد وسائل لتحسينها بشكل كبير".

وعبرت كاري كاراهاليوس (وهي من جامعة إيلينويس في أوربانا شامباين) عن فكرة مشابهة في عرضها التقديمي الخاص في إيمتيك، قائلة: "يجب أن نساعد في السيطرة على ما نراه في مواقع التواصل الاجتماعي، ويجب أن نفعل هذا بشكل جماعي".

وإن من أهم المشاكل التي لا يفهمها الكثيرون هي طريقة تأثير الخوارزميات على ما نراه على الإنترنت؛ فقد كان ناشرو الجرائد -في حقبة ما قبل الإنترنت- ينتجون ويوزعون مقالاتهم الإخبارية بأنفسهم، كما كانت الإستديوهات التلفزيونية تُنتج العروض التي توزِّعها شبكات البث، أما اليوم فالكثيرون منا يعتمدون في رؤية القصص الإخبارية والفيديوهات على فيسبوك وجوجل؛ مما يسمح لأي شخص بتضخيم تأثير المحتوى عن طريق مشاركته أو الإعجاب به، فتؤدي حلقة التضخيم هذه إلى عدد من المشاكل؛ مثل إنتاج المحتوى المتطرف، وانتشار نظريات المؤامرة، وإهانة الأشخاص على الإنترنت من قِبل عصابات مجهولة، إضافة إلى مسائل تحيُّز الخوارزميات ومراقبة المحتوى وتعديله، وذلك كما يقول زوكرمان.

ولا يدرك الكثيرون -على الرغم من كل هذا- مدى التلاعب الذي يتعرضون إليه على الإنترنت؛ حيث تقول كاراهاليوس إن نسبة 62% من الأشخاص الذين شاركوا في الدراسات التي أجرتها لم يعرفوا أن تحديد ما يظهر على صفحتهم الرئيسية على فيسبوك يعود إلى خوارزمية مخصَّصة لهذا العمل، وشعروا بالغضب لمعرفة هذه الحقيقة، كما وجدت أن الناس يميلون إلى اعتبار أول نتيجة يعرضها محرك البحث هي الأفضل أو الأكثر دقة.

ومن أكثر الاقتراحات جرأة هي أن يقوم الناس -ببساطة- بإنشاء مواقع خاصة بهم للتواصل الاجتماعي، على الرغم من أن الكلام هنا أسهل من الفعل. كما أن هناك حلاً آخر، وهو زيادة شفافية خيارات المستخدم على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث؛ حيث يعمل كل من كاراهاليوس وزوكرمان (بشكل مستقل) على بناء واجهات للمستخدمين على تويتر كمشاريع بحثية، ويعتقد كلاهما أن لوحة التحكم ينبغي وضعها على الصفحة الرئيسية للموقع، وربما في شريط جانبي ظاهر بشكل دائم.

يقترح زوكرمان أيضاً إنشاء أدوات تسهِّل من تصدير محتوى التواصل الاجتماعي إلى منصة أخرى، واستعراض عدة شبكات للتواصل الاجتماعي ضمن نفس نافذة المتصفح، ولكنه يعترف بالواقع قائلاً: "لن يكون تحقيق هذا سهلاً من الناحية التجارية، ولكن من المهم أن نحاول -على الأقل- أن نتخيل الحلول، بدلاً من أن نعترف بوجود المشاكل دون محاولة التصدي لها".