"ماذا لو لم تكن الشيخوخة أمراً سيئاً لا بدَّ منه؟"
هذا هو شعار إحدى الشركات الجديدة التابعة لجامعة هارفارد، والتي تخطط لاستثمار الملايين في اكتشاف مثير للجدل حول إعادة تجديد الشباب.
وتقول شركة إيليفيان (Elevian) الناشئة -والتي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها- إنها تنوي استكشاف مدى قدرة الحقن اليومي للبروتين المسمَّى GDF11 على تعزيز "قدرة الجسم على تجديد نفسه"، وعلاج الحالات المرضية الحادثة في نهاية المطاف، والتي تشمل مرض الشريان التاجي ومرض ألزهايمر ومرض فقدان العضلات المعروف باسم ضمور اللحم.
وتستند الشركة إلى نتائج بحثٍ أُجرِيَ قبل عدة سنوات، وخلص إلى أنه إذا تمَّ ربط دماء الفئران الفتيَّة والمسنَّة ببعضها البعض، فإن ذلك يجدِّد شباب الفئران المسنَّة.
وفي وقت لاحق، استنتجت إيمي ويجرز (أحد مؤسسي شركة إيليفيان، وعالمة الأحياء في جامعة هارفارد) أن البروتين GDF11 كان هو العامل الرئيسي في استعادة الشباب في دم الحيوانات الفتيَّة الذي أنتج هذا التأثير.
والأكثر من ذلك أنها قالت -هي وغيرها من الباحثين في جامعة هارفارد- إن مستويات البروتين انخفضت عند كبار السن؛ مما يشير إلى أن زيادتها قد تُعاكس بعض آثار الشيخوخة.
وقد جذبت اكتشافات ويجرز اهتماماً واسعاً، ولكن عندما حاولت شركات الأدوية الكبيرة تكرار البحث، فإنها لم تستطع ذلك؛ حيث وجد العلماء في شركة نوفارتس مثلاً -في دراسة أُجرِيت عام 2015- أن مستويات البروتين GDF11 لا تنخفض مع تقدم العمر، وأن البروتين يثبِّط تجديد العضلات فعلياً بدلاً من تحفيزه.
ويقول ناثان ليبيراسور (الأستاذ المساعد ومدير أحد البرامج المتعلقة بالتقدم الصحي للعمر والعيش المستقل في مؤسسة مايو كلينيك بولاية مينيسوتا): "هناك اتفاق عام في هذه المرحلة على أن من غير المقنع -استناداً إلى الأدبيات المنشورة- أن يكون البروتين GDF11 عاملاً مُجدِّداً للعضلات الهيكلية المصابة أو المسنَّة".
وتقول الشركة إنها ستقدم قريباً بيانات جديدة تدعم فكرة الدواء وستضع حداً للمتشككين، كما أن المؤسسين العلميين لشركة إيليفيان -بالإضافة إلى ويجرز- هم عالما الأحياء في جامعة هارفارد: لي روبن، وريتش لي.
ويقول مارك ألين (وهو رجل أعمال متخصص في برمجيات الرعاية الصحية والرئيس التنفيذي لشركة إيليفيان): "لقد تغلَّبنا على هذا الأمر المُقلق بما يرضينا ويرضي مستثمرينا، ونأمل في أن نستطيع إقناع المجتمع العلمي الكبير".
كما قالت شركة إيليفيان مؤخراً إنها جمعت مبلغ 5.5 مليون دولار كتمويل أولي، وقد قادت الحملة شركة بولد كابيتال (Bold Capital) وهي شركة الاستثمار التابعة لبيتر ديامانديس؛ وهو عالم متخصص في الأمور المستقبلية، وتتضمن سيرته الذاتية تأسيسَ مؤسسة جائزة إكس وجامعة سينجولاريتي.