هذه الصورة الأولى لكويكب يقذف بالحطام إلى الفضاء

1 دقيقة
مصدر الصورة: لوريتا وآخرون، مجلة Science، 2019

تمكنت بعثة أوزيريس ريكس مؤخراً من التقاط صورة لحطام يُقذف عن سطح الكويكب بينو. إنها المرة الأولى التي نتمكن فيها من تصوير حدث كهذا بشكل مباشر، ولكن العلماء أكثر اهتماماً بمحاولة تفسيره.

ماذا حدث بالضبط؟
نُشر الاكتشاف الجديد في مجلة Science، وهو يبين رصد ثلاثة أحداث قذف مختلفة في أوائل 2019. وقد أدى كل منها إلى إطلاق مئات الجسيمات الصغيرة بحجم سنتيمتر واحد تقريباً من سطح الكويكب. ابتعد بعضها إلى الفضاء، في حين بقي البعض الآخر في مدار بينو، وعاد هابطاً على سطحه في نهاية المطاف.

يمكن أن يُصنف بينو الآن على أنه كويكب "نشط"، مما يعني أنه يفقد من كتلته تدريجياً. وقد حصر العلماء أسباب هذا الحدث بثلاث آليات محتملة: تشققات عائدة إلى تغيرات كبيرة في درجة الحرارة، التي تتذبذب ما بين 126.58 درجة مئوية و23.15 درجة مئوية تحت الصفر، أو جفاف المواد الصلصالية، أو أثر ضربات النيازك الميكروية على سطح الكويكب.

مفاجأة كبيرة
لم يتوقع العلماء أن بينو قادر على قذف الحطام؛ حيث إن مستوى النشاط المطلوب لإطلاق هذه الجسيمات "يكافئ الطاقة المطلوبة لكسر قطعة من البسكويت"، وفقاً للمؤلف المشارك في الدراسة هومبيرتو كامبينز من جامعة سنترال فلوريدا، وأحد أفراد فريق أوزيريس ريكس. هذا الحدث خافت للغاية بحيث لا تستطيع الأدوات الأرضية أو الفضائية كشفه، ولم تتمكن بعثة أوزيريس ريكس من كشفه إلا بسبب القرب من بينو.

ما الذي يعنيه هذا بالنسبة للبعثات اللاحقة؟
تُعتبر الأجسام مثل بينو هدفاً مغرياً للاستكشاف، بما أنها غنية بالجزيئات العضوية  والمياه التي يمكن استخراجها. ولهذا، من المنطقي أن الكويكبات الأخرى التي نريد استكشافها -والتي تتصف بتركيب مماثل لتركيب بينو- ستكون ناشطة مثله، مما يؤدي إلى مشكلة إضافية تتعلق بسلامة هذا النوع من البعثات.

ولا يمثل النشاط الذي تم رصده على بينو أي خطر على بعثة أوزيريس ريكس، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت هناك فترات نشاط أكثر حدة لم نرصدها بعد. ومن المحتمل أن بينو، والكويكبات المشابهة له، قد يمر بفترات يطلق فيها جسيمات بأحجام وكميات قد تهدد سلامة معظم المركبات الفضائية.

ما التالي؟
ستواصل بعثة أوزيريس ريكس رصدَ بينو، وستحاول في نهاية المطاف جمع عينات من السطح، ومن ثم ستعود إلى الأرض مع هذه العينات في سبتمبر 2023.

المحتوى محمي