كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد الموظفين المناسبين لكل مهمة ومشروع؟

3 دقيقة
كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد الموظفين المناسبين لكل مهمة ومشروع؟
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية. تصميم: عبدالله بليد.

في الماضي، كان توزيع المهام واختيار الموظفين المناسبين للمهام والمشاريع يعتمد على مزيج من الحدس والذاكرة التنظيمية وجداول البيانات. لكن اليوم، تغير المشهد؛ إذ دخل الذكاء الاصطناعي على الخط ليقدم مفهوم المطابقة الذكية.

  • المطابقة الذكية هي تقنية حديثة تستخدم الذكاء الاصطنا…

في الماضي، كان توزيع المهام واختيار الموظفين المناسبين للمهام والمشاريع يعتمد على مزيج من الحدس والذاكرة التنظيمية وجداول البيانات. يسأل المدير: "من المتاح؟ من لديه خبرة؟ من نفذ شيئاً مشابهاً من قبل؟" لكن هذه الأسئلة كثيراً ما تجاب بإجابات غير دقيقة، يؤدي ذلك إلى تعثر المشاريع وسوء استغلال الطاقات البشرية وضياع فرص ثمينة.

اليوم، تغير المشهد. ودخل الذكاء الاصطناعي على الخط ليقدم مفهوم المطابقة الذكية Smart Matching، وهو نهج جديد يعتمد على تحليل البيانات والمهارات الفعلية والتاريخ المهني لتحديد الشخص الأنسب لكل مهمة. لم يعد السؤال "من يستطيع تنفيذ العمل؟"، بل أصبح "من الأفضل لكي ينفذه؟".

تمثل المطابقة الذكية نقلة نوعية في إدارة الفرق والمشاريع، وتفتح الباب أمام كفاءة أعلى وتحقيق نتائج أكثر دقة واستثماراً أمثل للموارد البشرية.

اقرأ أيضاً: كيف يستفيد القادة من الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات أفضل؟

المطابقة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي

المطابقة الذكية هي تقنية حديثة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد الموظف الأنسب لكل مهمة أو مشروع بناءً على تحليل شامل لعوامل متعددة مثل المهارات والخبرة والتوفر والتطلعات المهنية.

في المطابقة التقليدية، يجري اختيار الموظفين بناءً على معلومات سطحية مثل "هل يعرف كيف يستخدم الكمبيوتر؟" أو "هل عمل سابقاً في التسويق؟". أما المطابقة الذكية، فهي تغوص أعمق بكثير في هذه التفاصيل:

  • تحليل المهارات: الذكاء الاصطناعي يفهم العلاقات بين المهارات. مثلاً، من يعرف استخدام جوجل دوكس يمكنه بسهولة العمل على كتابة مراسلات البريد الإلكتروني ويستطيع النشر على مواقع التواصل الاجتماعي. هذا الفهم السياقي يساعد على ترشيح موظفين لمهام حتى لو لم يذكروا خبرتهم فيها بشكل مباشر.
  • تقييم تاريخ الأداء والمشاريع السابقة: من خلال مراجعة سجل الموظف والمشاريع التي شارك فيها وتقييمات الأداء وردود الفعل من الفرق السابقة. يمكن الحصول على صورة واقعية عن قدراته الفعلية وليس فقط مؤهلاته النظرية.
  • التعلم المستمر: يتعلم الذكاء الاصطناعي من كل عملية مطابقة، من تم اختياره ونجح؟ من لم ينجح؟ ولماذا؟ هذا التعلم يجعل النظام أكثر دقة مع مرور الوقت ويقلل الأخطاء.
  • اكتشاف المواهب غير المرئية: كثير من الموظفين الموهوبين لا يظهرون في الصفوف الأولى أو لا يسوقون لأنفسهم جيداً. المطابقة الذكية تكشف هؤلاء بناءً على البيانات وليس الانطباعات أو العلاقات الشخصية.
  • دمج التطلعات المهنية: لا يكتفي الذكاء الاصطناعي بما يستطيع الموظف فعله، بل يأخذ بعين الاعتبار ما يريد أن يفعله. هل يسعى لتطوير مهارات معينة؟ هل يفضل نوعاً معيناً من المشاريع؟ هذا يعزز الرضا الوظيفي ويدفع الموظفين نحو التطور الوظيفي.
  • مراعاة التوفر والجداول الزمنية: الذكاء الاصطناعي يراعي من هو متاح فعلياً ويمنع تداخل المهام أو إرهاق الموظفين. حيث توزع المهام بناءً على الجداول الزمنية والقدرة على الالتزام.
  • تمكين قرارات عادلة وفعالة: المطابقة الذكية لا تستبدل البشر، بل تدعمهم ببيانات دقيقة تساعدهم على اتخاذ قرارات أكثر عدالة وكفاءة بعيداً عن التحيزات أو الافتراضات.

اقرأ أيضاً: لا تقلق! تأثير الذكاء الاصطناعي في الوظائف لا يزال محدوداً

أفضل أدوات المطابقة الذكية

فيما يلي قائمة تضم 4 أدوات ذكاء اصطناعي يمكن استخدامها للمطابقة الذكية واختيار أفضل الموظفين لتنفيذ كل مهمة أو مشروع:

  1. أيت فولد أيه آي Eightfold.ai: تستخدم الذكاء الاصطناعي لمطابقة ملفات المرشحين مع متطلبات الوظيفة أو المهمة والتنبؤ بإمكانية النجاح، وتعد مفيدة لاتخاذ قرارات توظيف ناجحة، ومناسبة للشركات التي ترغب في تحديد الموظفين الأكثر ملاءمة وتقليل التحيز.
  2. سيج بيبول Sage People: منصة تحليلات موارد بشرية سحابية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم رؤى استراتيجية وتحسين إدارة القوى العاملة. تعد مثالية للشركات المتوسطة والكبيرة التي تسعى لاتخاذ قرارات تعتمد على البيانات.
  3. بايمتريكس Pymetrics: أداة تحلل البيانات المتاحة لتقييم السمات المعرفية والعاطفية والسلوكية لكل فرد. يوفر هذا النهج المبتكر رؤى موضوعية لمهارات كل موظف وقدراته، ويعتبر مثالياً للشركات التي تسعى إلى توظيف أشخاص جدد أو  توزيع المهام بشكل قائم على البيانات.
  4. لاتيس Lattice: منصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإدارة الأداء وتتبع الأهداف وتقديم الملاحظات الفورية. تساعد الشركات على مواءمة أداء الأفراد مع الأهداف الاستراتيجية، وتعتبر مثالية للشركات التي تسعى إلى تتبع الأداء وتقييم مدى النجاح في المهام والمشاريع.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في جودة اتخاذ القرارات؟

استفد منها ولا تعتمد عليها كلياً

على الرغم من أن أدوات المطابقة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقدم نقلة نوعية في توزيع المهام واختيار الموظفين، فإنها ليست معصومة من الخطأ. قد تقع ضحية التحيزات الخفية الناتجة عن البيانات التي تدربت عليها، أو تخطئ في تفسير السياق البشري المعقد. لذلك، يجب أن تبقى القرارات النهائية بيد البشر، وأن يكون الذكاء الاصطناعي أداة داعمة لا بديلاً عن الحكم البشري. ومن الضروري أيضاً فتح المجال أمام الموظفين لتقديم اعتراضاتهم أو ملاحظاتهم على الترشيحات الآلية لضمان العدالة وتعزيز الثقة وتحقيق أفضل نتائج ممكنة للمشاريع.

المحتوى محمي