هذه أول خريطة شاملة لتيتان، أحد أقمار زحل

1 دقيقة
مصدر الصورة: ناسا/ مختبر الدفع النفاث – معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا/ جامعة أريزونا الحكومية

تمكّنّا أخيراً، وبفضل البيانات القديمة التي جمعتها بعثة كاسيني التابعة لناسا، من الحصول على أفضل صورة حتى الآن للقمر الغامض. نُشرت الخريطة الجديدة في مجلة Nature Astronomy، وهي تقدم معلومات جديدة حول تأثير دورة الميثان على تشكيل سطح هذا القمر.

كيف رُسمت هذه الخريطة؟
خلال دوران كاسيني حول زحل من 2004 إلى 2017، نفذت أكثر من 100 عملية عبور قريب من تيتان. ولطالما أعاق الغلاف الجوي الكثيف معظم محاولات الباحثين لرصد سطح هذا القمر بشكل مباشر، ولكن هذه الخريطة تعتمد بدلاً من ذلك إلى حد بعيد على بيانات أداة كاسيني الرادارية، التي تخترق غشاوته البرتقالية نحو السطح في الأسفل.

ماذا تُبيّن الخريطة؟
أدرك العلماء منذ فترة أن سطح تيتان يحتوي على بحيرات من الميثان السائل. وتبين الخريطة الجديدة أن معظم هذه البحيرات، التي تشكل حوالي 1.5% فقط من سطح تيتان، تقع عند القطبين، وأغلبها في القطب الشمالي، ويعتقد الفريق البحثي أن هذا قد يكون نتيجة للمدار الإهليلجي لزحل حول الشمس، الذي يطيل فترة الصيف في النصف الشمالي ويطيل موسم المطر، مما يؤدي إلى المزيد من البحيرات.

وتقدم الخريطة الجديدة أيضاً مزيداً من المعلومات حول شكل سطح تيتان؛ حيث تغطي السهول المنبسطة الأغلبيةَ العظمى من المساحة عند خطوط العرض المتوسطة، وتغطي حقول الكثبان الرملية الجافة منطقة خط الاستواء، كما أن التلال والجبال القديمة للغاية تغطي حوالي 14% من السطح، في حين أن الوديان التي ظهرت بسبب المطر والنحت والتعرية لدورة الميثان تغطي 1.5% من السطح.

ما فحوى هذه المعلومات؟
إن وجود الميثان يثير اهتمام العلماء إلى حد كبير؛ حيث يعتقد بعضهم أن تيتان قد يكون موطن شكل ما من أشكال الحياة البيولوجية، التي تعتمد على عمليات استقلابية ترتكز على الميثان بدلاً من الأكسجين. وتستعد ناسا لإطلاق بعثة جديدة إلى تيتان باسم دراجونفلاي، حيث ستطلق طائرة مسيرة إلى سطح تيتان في 2034 لدراسة عدة مواقع. وستبدأ البعثة باستكشاف المنطقة التي تقع شمال خط الاستواء تماماً، ولكن هذه الخريطة الجديدة قد تدفع بناسا إلى استكشاف إحدى البحيرات عن كثب أولاً.

المحتوى محمي