منتجات جوجل تدعم الاقتصاد الإماراتي وتخلق فرصاً للمبدعين والشركات الناشئة

4 دقيقة
منتجات جوجل تدعم الاقتصاد الإماراتي وتخلق فرصاً للمبدعين والشركات الناشئة
حقوق الصورة: جوجل

سلط تقرير صادر عن وكالة الأبحاث "بابليك فيرست" الضوء على التأثير المتنامي للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في دفع عجلة الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى دورهما في تحويل الاقتصادات الحديثة وتعزيز الابتكار.

يوضح التقرير الذي حمل عنوان "مستقبل الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة: كيف تقود جوجل النمو والابتكار"، أن التبني المبكر للتكنولوجيا في الإمارات يعكس البنية التحتية الرقمية القوية للدولة وبيئة السياسات الداعمة للابتكار، كما يوضح أن استراتيجية الإمارات الطموحة تساعد في بناء سمعة الدولة "كوجهة للذكاء الاصطناعي".

الذكاء الاصطناعي حجر الزاوية في رؤية الإمارات

يشير التقرير إلى أن 78% من البالغين في دولة الإمارات يقولون إنهم يستخدمون حالياً أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث يستخدمها 30% منهم "بشكل منتظم"، وهو ما يزيد على ضعف النسبة بين البالغين في الولايات المتحدة، كما ذكرت 91% من الشركات في الإمارات أنها تستخدم أداة ذكاء اصطناعي واحدة على الأقل في سير العمل، وترى 87% من الشركات أن هذه التكنولوجيا تمثل فرصة اقتصادية مهمة.

وبحسب الشركة، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يسهم في نمو اقتصاد الإمارات بمقدار 298 مليار درهم، وهو ما يعادل 19% من القيمة المضافة الإجمالية. ويقدر أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعد على زيادة الإنتاجية في أنحاء الإمارات كافة بنسبة 15%، وهو ما يعادل إعادة تخصيص 310 ساعات سنوياً لكل عامل لمهام ذات قيمة أعلى.

ومع ذلك، يقول 52% من البالغين في الإمارات إنهم لا يستخدمون حالياً أدوات الذكاء الاصطناعي بكامل إمكاناتها، ما يدل على رغبة في مزيد من التدريب على المهارات في جميع أنحاء البلاد. لذلك، عبر 95% من هؤلاء الأشخاص عن اهتمامهم بالمشاركة في برنامج "مهارات من جوجل" لتطوير مهاراتهم التقنية.

اقرأ أيضاً: ما هي العوامل المؤثّرة في تبنّي السياحة الإلكترونية في الإمارات؟ دراسة إماراتية تُجيب

التأثير الاقتصادي والتجاري لمنتجات جوجل

أظهر التقرير أن منتجات جوجل المختلفة، بما فيها محرك البحث ومنصة يوتيوب والإعلانات والسحابة الرقمية "جوجل كلاود" ونظام التشغيل أندرويد ومتجر التطبيقات "بلاي"، تضخ مليارات الدراهم في الاقتصاد الإماراتي سنوياً. في عام 2024 وحده، وفرت خدمات جوجل نشاطًا اقتصادياً بقيمة 21.8 مليار درهم إماراتي للشركات والمؤسسات غير الربحية والناشرين والمبدعين والمطورين في الدولة، وهو ما يعادل نحو 1% من إجمالي الناتج المحلي للإمارات.

حقوق الصورة: جوجل

جزء كبير من هذا التأثير يأتي عبر تمكين الأعمال من الوصول إلى العملاء والأسواق بفاعلية أكبر. فعلى سبيل المثال، أسهمت خدمات البحث والإعلانات من جوجل وحدها عام 2024 في توفير نحو 20.2 مليار درهم إماراتي من النشاط الاقتصادي للشركات داخل الإمارات، بما في ذلك دعم صادرات سلعية وخدمية بقيمة 2.2 مليار درهم إلى الأسواق العالمية.

كما كان للشركات الصغيرة والمتوسطة نصيب مهم، إذ قدر التقرير أن محرك البحث والإعلانات وفرا نحو 3.6 مليار درهم من العوائد التجارية للشركات الناشئة والصغيرة عام 2024، منها 394 مليون درهم عبر صادرات إضافية حققتها هذه الشركات بفضل الوصول للعملاء حول العالم.

إلى جانب ذلك، يسهم نظام التشغيل "أندرويد" ومتجر التطبيقات "بلاي" في خلق فرص اقتصادية جديدة. فقد مكّن هذا النظام البيئي للتطبيقات من خلق نحو 30 ألف وظيفة داخل الدولة، فضلاً عن إتاحة الفرصة للمطورين المحليين للوصول إلى الأسواق الخارجية. وقد بلغ حجم عائدات اقتصاد تطبيقات أندرويد للمطورين الإماراتيين أكثر من 455 مليون درهم خلال عام 2024، إلى جانب دعم صادرات رقمية بقيمة 418 مليون درهم.

حقوق الصورة: جوجل

أما منصة يوتيوب، فقد أصبحت ركيزة لاقتصاد المبدعين الرقميين في الإمارات، حيث تشير البيانات إلى نمو كبير في أعداد قنوات المحتوى التي تجاوزت عتبة المليون مشترك، ما يعكس تكوين قطاع مزدهر من رواد الأعمال المبدعين على المنصة الرقمية. ويشير التقرير إلى وجود أكثر من 600 قناة لديها أكثر من مليون مشترك، بزيادة قدرها 15% على أساس سنوي، وأكثر من 3000 قناة لديها أكثر من 100 ألف مشترك، بزيادة أكثر من 20%.

دعم المهارات الرقمية والتعليم

لا يقتصر التأثير في الأرقام الاقتصادية فحسب، بل امتد ليشمل تنمية رأس المال البشري من خلال تطوير المهارات الرقمية ودعم التعليم، إذ يوضح التقرير أنه منذ عام 2018، دربت جوجل، عبر مبادرة "مهارات من جوجل"، أكثر من 430 ألف شخص في الإمارات، ما يساعد شريحة واسعة من المواطنين والمقيمين على اكتساب مهارات رقمية جديدة وتأهيلهم لوظائف المستقبل.

ويشير 72% من المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً إلى أنهم استعانوا ببوت الذكاء الاصطناعي "جيميناي" لأغراض دراسية، سواء للحصول على أفكار لمشروعات تعليمية أو لفهم مواضيع دراسية بشكل أعمق. وبالمثل، أكد 81% من طلاب الجامعات الذين يستخدمون محرك بحث جوجل أن تحصيلهم الدراسي كان سيصبح أكثر صعوبة لولا توفر هذا المحرك الذي يسهل الوصول إلى المعلومات. كما أشار 62% من الشباب في نفس الفئة العمرية إلى أن منصة يوتيوب تعد أداة مفيدة لتعلم أشياء جديدة والاطلاع على شروحات تعليمية في شتى المجالات.

كذلك، تستفيد مختلف أنواع الأعمال في الدولة من أدوات جوجل للوصول إلى شرائح أوسع من العملاء، ما يسهل إطلاق المشروعات الجديدة وتوسعها في عصر الاقتصاد الرقمي. على سبيل المثال، ذكر 94% من البالغين في الإمارات أنهم يستخدمون محرك بحث جوجل مرة واحدة على الأقل شهرياً لمقارنة أسعار المنتجات والخدمات قبل الشراء، كما أن 73% من الشباب يبحثون من خلاله بشكل أسبوعي عن المنتجات ويتسوقون عبر الإنترنت. وقد أفاد 80% من البالغين بأنهم يستخدمون تطبيقات الخرائط شهرياً للعثور على متاجر وشركات محلية، في حين يتحقق 86% من تقييمات جوجل وتعليقاتها حول تلك الوجهات قبل زيارتها بشكل منتظم.

برامج لمساعدة الشركات الناشئة وتحسين الوصول إلى المعلومات

توفر جوجل برامج متخصصة لدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة بالتقنيات والخبرات. ومن أبرز المبادرات مسرعة جوجل للشركات الناشئة التي تقدم للشركات تدريباً وورش عمل مركزة وإرشاداً من خبراء جوجل، بالإضافة إلى أرصدة استخدام خدمات سحابية تصل قيمتها إلى 300 ألف دولار.

وقد أثمرت هذه الجهود عن نتائج ملموسة، إذ يشير التقرير إلى أن الشركات الناشئة المتخرجة من برامج جوجل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نجحت في جمع تمويلات تزيد على 3.43 مليار درهم حتى الآن، منها 337.9 مليون درهم لشركات تتخذ من الإمارات مقراً لها، كما أسهمت تلك الشركات في خلق 1335 وظيفة جديدة في المنطقة.

وقد قدرت "بابليك فيرست" القيمة التي يحصل عليها المستهلكون في الإمارات من منتجات جوجل بنحو 683 درهماً شهرياً للفرد (أي ما يعادل 8,185 درهماً سنوياً)، وهو ما يوازي نحو 20 مليار درهم سنوياً من الفوائد الإضافية التي توفرها خدمات مثل البحث والخرائط والترجمة وغيرها. على سبيل المثال، أكد 50% من البالغين في الإمارات أن محرك بحث جوجل أصبح أداة أساسية لا غنى عنها في حياتهم اليومية، كما يرى 89% من المستخدمين أن نتائج البحث في جوجل تتميز بالموثوقية. وبالمثل، أفاد 89% بأن تطبيق خرائط جوجل (أو ويز) كان مفيداً في إيجاد الطريق الأمثل، بينما قال 91% منهم إن هذه التطبيقات ساعدتهم في العثور على أسرع مسار إلى وجهاتهم.

اقرأ أيضاً: ما هي أبرز استراتيجيات الإمارات والسعودية التي ساعدتهما في رحلة التحول الرقمي الحكومي؟

المساهمة في زيادة كفاءة العمل الحكومي ودعم المحتوى الإخباري

في استطلاع شمل موظفي القطاع العام، أفاد 97% منهم بأن أدوات جوجل المدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعدهم على أن يكونوا أكثر إنتاجية في وظائفهم، بينما أكد 65% أن مهامهم الوظيفية كانت ستصبح أصعب لو لم يكن لديهم وصول إلى أدوات جوجل.

كذلك، يوضح التقرير أن جوجل ساهمت في دعم صناعة المحتوى الإخباري المحلي عبر مبادرات مثل مبادرة أخبار جوجل، التي قدّمت تدريباً لأكثر من 600 ألف صحفي وطالب إعلام حول العالم (منهم ما يزيد على 20 ألف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) منذ عام 2015.

وحتى على صعيد الحياة المالية اليومية، وجد 90% من المستخدمين أن خدمات الدفع عبر الهاتف مثل جوجل باي ومحفظة جوجل تجعل حياتهم أسهل عبر تمكينهم من إجراء معاملات الشراء إلكترونياً بسهولة وأمان.

المحتوى محمي