6 طرق لاستخدام بوت الدردشة غروك ستُغيّر تجربتك مع الذكاء الاصطناعي

يمثّل بوت الدردشة غروك (Grok) إضافة قوية لمشهد بوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي المزدحم بشكلٍ متزايد، ويُعدُّ أحد أبرز مشروعات رائد الأعمال والملياردير إيلون ماسك وتتويجاً لرؤيته في تطوير ذكاء اصطناعي يسعى إلى أقصى درجات الحقيقة، ويحاول فهم طبيعة الكون؛ حيث يمثّل بوت الدردشة غروك انحرافاً جريئاً عن منافسيه من خلال إعطائه الأولوية للشخصية والمعرفة الآنية بطرقٍ تخلق تجربة مستخدم مختلفة تماماً.

رحلة تطور سريعة وإصدارات متعددة في فترة زمنية قصيرة

تميز تطوير غروك بسلسلة من الإنجازات المهمة التي تحققت في فترة قصيرة نسبياً، حيث ظهر الإصدار الأول منه في نوفمبر من عام 2023، ثم شهدت الأشهر اللاحقة تقدماً سريعاً من خلال إطلاق الإصدار غروك 1.5 (Grok 1.5) في شهر مايو 2024 الذي تميز بقدرات استدلال محسّنة ونافذة سياق موسعة بشكلٍ كبير مكّنت بوت الدردشة من معالجة المطالبات والمحادثات الطويلة والأكثر تعقيداً.

بحلول شهر أغسطس 2024، أُطلق الإصدار الثاني غروك 2 (Grok-2) بقدراتٍ متعددة الوسائط، ما وسّع نطاق تطبيقاته المحتملة في مجالات مثل التعليم وتحليل المحتوى. وبحلول شهر فبراير من العام الحالي أُطلق الإصدار الثالث والحالي غروك 3 (Grok-3) الذي وصفه إيلون ماسك بأنه أذكى ذكاء اصطناعي على وجه الأرض، ما وضعه في منافسة مباشرة مع النماذج الرائدة مثل تشات جي بي تي وجيميناي.

نتيجة للتوقعات العالية لأدائه وقدراته، شهد موقع الويب الخاص به حركة مرور كثيفة، حيث ارتفعت زيارات المستخدمين بشكلٍ كبير من 1.2 مليون زيارة فقط في سبتمبر 2024 إلى 25.82 مليون زيارة بحلول فبراير 2025، بزيادة تجاوزت 24.6 مليون زيارة في 5 أشهر فقط.

ما الذي يُميّز بوت الدردشة غروك 3 عن منافسيه؟

على عكس العديد من بوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي التي تُعطي الأولوية لتقديم الاستجابات بحيادية ومنطقية، صُمِّم غروك بشكلٍ متعمد للتركيز على الشخصية كميزة أساسية. ويتجلى هذا النهج القائم على الشخصية في ردوده الفكاهية الساخرة التي تجعل التفاعلات أكثر إنسانية وتفاعلية.

علاوة على ذلك، بينما تتجنب معظم بوتات الدردشة المواضيع أو الآراء المثيرة للجدل، يعتمد غروك عليها مع الحفاظ على إشارات تحذير مناسبة تعطي المستخدمين القدرة على التمييز بين المعلومات الواقعية والاستجابات الأكثر إبداعاً أو تخميناً، حيث يمثّل هذا النهج انحرافاً كبيراً عن الأسلوب الأكثر حذراً وحيادية الذي تتبناه العديد من بوتات الدردشة الأخرى، ما منحه طابعاً مميزاً عن منافسيه.

بالإضافة إلى ذلك، يتمتّع بإمكانية الوصول الفوري إلى المعلومات من منصة إكس، إذ يُتيح له التكامل معها وتقديم ردود آنية على الأخبار العاجلة والمواضيع الرائجة والآراء العامة كما تنعكس على المنصة مثل القدرة على عرض منشورات معينة أو سؤاله عن صحة منشور ما، ما يُتيح للمستخدمين إمكانية الاطلاع على المناقشات والأحداث الحالية أو التأكد من موثوقية منشور ما في الوقت الفعلي دون الحاجة إلى البحث خارج المنصة، وهو ما تفتقر إليه بقية بوتات الدردشة الأخرى.

على سبيل المثال، يمكن لبوت الدردشة غروك عرض منشورات منصة إكس المحددة التي يشير إليها، ما يوفّر رابطاً مباشراً لمصدر معلوماته، ويوفّر الاتصال الفوري بمنصة إكس للمستخدمين نافذة فريدة على المناقشات والأحداث الحالية.

ما هي نقاط قوة بوت الدردشة غروك وتطبيقاته العملية؟

يستند بوت الدردشة غروك 3 على العديد من نقاط القوة التي تُميّزه عن بقية منافسيه مثل:

معالجة اللغة المتقدمة

يستخدم بوت الدردشة غروك تقنيات معالجة لغة طبيعية متطورة تُمكّنه من فهم الفروق اللغوية الدقيقة، بما في ذلك المصطلحات العامية والتعبيرات الاصطلاحية، ما يُتيح للمستخدم إجراء محادثات أكثر طبيعية وسلاسة، إذ يستطيع تفسير السياق والإشارات الدقيقة في استفسارات المستخدم، ما يسمح له بتقديم ردود أكثر صلة وملاءمة تتوافق مع نية المستخدم.

أوضاع تفاعل متعددة بحسب الاستخدام

يُتيح غروك للمستخدمين مرونة من خلال العديد من الأوضاع التي تُناسب كل جلسة دردشة. على سبيل المثال، يوفّر الوضع العادي (Regular Mode) استجابات مباشرة وغنية بالمعلومات تُشبه آلية عمل بقية بوتات الدردشة، مع التركيز على تقديم معلومات واضحة ودقيقة، بينما يُطلق الوضع الممتع (Fun Mode) العنان للشخصية التي يتقمصها، حيث يُدمج في إجاباته الفكاهة والاستعارات وأسلوب محادثة أكثر مرحاً.

إلى جانب التفاعل النصي الأساسي، يوفّر غروك العديد من الوظائف الرئيسية التي يمكن الوصول إليها من خلال أزرار التبديل أو أوامر محددة وهي:

البحث العميق: يمكن تفعيل هذه الميزة عن طريق تبديل زر أو عن طريق بدء مطالبة بكتابة: "ابحث عن ..." ليتمكن البوت من القيام بإجراء عمليات بحث مُعمقة على الويب ومنصة إكس، لتوفير تقارير شاملة مع مصادرها.
وضع التفكير/وضع العقل الكبير: تُحسّن هذه الأوضاع التي غالباً ما تُنشط بالضغط على زر التفكير (Think) قدرات غروك على التفكير في الاستعلامات المعقدة في مجالات مثل البرمجة والرياضيات والعلوم.
إنشاء الصور وتحريرها: يمكن للمستخدمين إنشاء الصور من خلال كتابة مطالبات نصية أو تحريرها من خلال تحميل صورة ووصف التغييرات المطلوبة.
وضع الشخصيات: الذي يُتيح للبوت تقمص العديد من الشخصيات مثل شخصية الطبيب للإجابة عن الأسئلة الطبية أو مساعد للمساعدة على الواجبات الدراسية أو كوميدي لإلقاء النكات وغيرها.
تحميل الملفات: من خلال تحميل الملفات مثل المستندات وجداول البيانات والصور لتحليل محتواها أو استخدامها سياقاً للاستعلامات.
أزرار الأوامر: قد تتضمن الواجهة أزرار أوامر مثل بحث (Search) وعصف ذهني (Brainstorming) وكيفية (Modality) وتحليل (Analysis) وإنشاء صور (Create images) وبرمجة (Code) التي يمكن الضغط عليها لتفعيلها.
واجهة الاستديو: توفّر نافذة منفصلة لإنشاء المستندات والأكواد البرمجية وحتى ألعاب المتصفح، حيث تتضمن الواجهة خيارات تنسيق النص وإمكانية معاينة الأكواد البرمجية وتشغيلها بلغات مختلفة.

كيف يمكن الوصول إلى بوت الدردشة غروك؟

يمكن الوصول إلى بوت الدردشة غروك والتفاعل معه عبر العديد من المنصات وهي:

منصة إكس: يمكن للمستخدمين المشتركين في الخطة المدفوعة بريميوم (Premium) وبريميوم بلس (Premium+) الحصول على الميزات المتقدمة، وعادةً ما يوجد الرمز الخاص به في شريط التنقل أو القائمة.
إصدار الويب: يمكن الوصول أيضاً من خلال موقع الويب Grok.com وبدء التفاعل بعد التحقق الأساسي من العمر، يُنصح بتسجيل الدخول باستخدام حساب إكس أو حساب جوجل للحصول على أفضل تجربة.
تطبيقات الجوال: متوفرة عبر متاجر التطبيقات في مناطق جغرافية محددة، ويُنصح بتسجيل الدخول باستخدام حساب منصة إكس.
واجهة برمجة التطبيقات: للمطورين الذين يتطلعون إلى دمج غروك في تطبيقاتهم، أصدرت الشركة المطورة إكس أيه آي واجهة برمجة تطبيقات، حيث يمكنهم الحصول على وظائف متنوعة بما في ذلك إكمال الدردشة والاستدلال وإنشاء الصور.

6 نصائح وأفضل الممارسات لاستخدام بوت الدردشة غروك بفاعلية

لتحقيق أقصى استفادة من قدرات بوت الدردشة غروك إليك النصائح التالية:

1- كُنْ أكثر تحديداً في مطالباتك

يُعدُّ تقديم مطالبات واضحة ومفصلة أمراً بالغ الأهمية للحصول على ردود ذات صلة ودقيقة من بوت الدردشة غروك، لذا بدلاً من المطالبات الغامضة ينبغي لك أن تكون أكثر تحديداً قدر الإمكان بشأن المعلومات التي تحتاج إليها.

على سبيل المثال، بدلاً من سؤاله بصيغة: "أخبرني عن الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية"، من الأفضل أن تكون صيغة السؤال الأكثر فاعلية هي: "اشرح تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية عام 2024". وبالمثل عند طلب محتوى إبداعي، فإن تحديد الأسلوب والجمهور المستهدف يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل.

2- استخدم منهجية التحسين التكراري

إذا لم تُلبِ استجابة غروك الأولية احتياجاتك بالكامل، فيمكنك استخدام مطالبات لاحقة لتحسين المخرجات من خلال طلب المزيد من التفاصيل أو صياغة السؤال بأسلوب مختلف أو توجيهه لشرح جوانب محددة من استجابته، إذ يُتيح النهج التكراري تفاعلاً أكثر تعاوناً ويوجّهه لاستخراج النتيجة المرجوة.

3- استفِد من أنماط الشخصية

يمكن أن تكون شخصيات غروك ميزة إضافية إذا استُخدِمت بشكلٍ مناسب. على سبيل المثال، بالنسبة للمهام التي تتطلب معلومات مباشرة وواقعية يُعدُّ الوضع القياسي (Standard Mode) مناسباً، ولكن بالنسبة لمحتوى منصات التواصل الاجتماعي أو العصف الذهني أو عند البحث عن استجابة أكثر جاذبية وفكاهة، يمكن أن يكون الوضع المرح (Fun Mode) أكثر فاعلية، وعموماً تجربة الأوضاع كلّها قد تساعدك على فهم الأنسب لاحتياجاتك الخاصة.

4- اطلب خيارات متعددة

عند البحث عن أفكار أو استكشاف وجهات نظر مختلفة، قد يكون من المفيد مطالبة غروك بتقديم خيارات متعددة. على سبيل المثال، يمكن أن يوفّر طلب 5 أفكار مختلفة للتغريدات حول موضوع معين نطاقاً أوسع من الخيارات ويحفّز الإبداع.

5- استخدم كل ميزة لمهمة محددة

لإجراء بحثٍ متعمقٍ يُنصح باستخدام وظيفتي البحث العميق (Deep Search) أو البحث الأعمق (Deeper Search)، أمّا لحل المشكلات المعقدة في المجالات التقنية، فيمكن أن يؤدي تفعيل وضع التفكير (Think Mode) أو وضع العقل الكبير (Big Brain Mode) إلى حلول أكثر دقة وتفصيلاً وعند الحاجة إلى محتوى مرئي، يمكن الاستفادة من قدرات إنشاء الصور من خلال توفير مطالبات وصفية واضحة.

6- أدر السياق

بالنسبة للمحادثات أو المهام الأطول التي تعتمد على تفاعلات سابقة من المفيد توفير سياق في المطالبات اللاحقة، إذ يمكن أن يساعد الرجوع إلى الأجزاء السابقة من المحادثات في الحفاظ على الترابط وتقديم ردود أكثر صلة.