في خطوةٍ تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي، أعلنت شركة أنثروبيك (Anthropic) الأميركية إطلاق كلود فور إديوكيشن (Claude for Education)، وهو إصدار مخصص من بوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي كلود (Claude) مصمم خصيصاً للجامعات. بحسب الشركة، يهدف البوت إلى مساعدة الطلاب على التعلم بطريقة تفاعلية، ومساعدة الجامعات على تطوير وتطبيق أنظمة تدريس وإدارة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً: كيف سيغيّر الذكاء الاصطناعي مستقبل التعليم؟
ما هو كلود فور إديوكيشن؟
كلود فور إديوكيشن هو نسخة مخصصة من بوت الذكاء الاصطناعي كلود الذي طوّرته شركة أنثروبيك. هذه النسخة مصممة لتُستخدم في الجامعات والكليات. الفكرة ببساطة أنه يساعد الطلاب والأساتذة والموظفين الإداريين على أداء مهامهم بشكلٍ أسهل وأسرع باستخدام الذكاء الاصطناعي.
فيما يتعلق بالطلاب، يوفّر البوت ما يُعرف باسم وضع التعلم (Learning Mode). ويقدّم هذا الوضع تجربة تفاعلية حيث يوجّه الطلاب في عملية التفكير بدلاً من تقديم الإجابات مباشرة، مستخدماً أسلوب التساؤل السقراطي لتعزيز مهارات التفكير النقدي.
أسلوب التساؤل السقراطي (Socratic Questioning) هو طريقة في الحوار والتعليم تعتمد على طرح أسئلة مفتوحة ومتتالية بهدف تحفيز الشخص على التفكير العميق، بدلاً من إعطائه الإجابة الجاهزة. اسم الأسلوب جاء من الفيلسوف اليوناني سقراط، الذي كان يستخدم هذه الطريقة لتحفيز تلاميذه على الوصول للفكرة أو الحقيقة بأنفسهم من خلال التفكير والنقاش.
اقرأ أيضاً: أهم تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم
أمثلة على استخدامات كلود فور إديوكيشن في الحياة الجامعية
فيما يلي بعض الأمثلة على استخدامات الطلاب والأساتذة والموظفين الإداريين في الجامعات لكلود فور إديوكيشن:
الطلاب
- فهم المواد الدراسية: إذا كان الطالب لا يفهم درساً معقداً في الرياضيات أو الفلسفة، يستطيع أن يطلب شرح الدرس بطريقة مبسطة خطوة بخطوة.
- كتابة الأبحاث: يستطيع الطالب طلب المساعدة في كتابة مقدمة بحث أو ترتيب الأفكار أو حتى اقتراح مصادر موثوقة ومراجع.
- التحضير للامتحانات: يمكنه إنشاء اختبار شامل على شكل أسئلة وأجوبة قبل الامتحان.
الأستاذ
- تصحيح الواجبات: مراجعة أبحاث الطلاب والأوراق الامتحانية وإعطاء تقييمات وملاحظات تساعد الأستاذ على توفير الوقت.
- إعداد محتوى تعليمي: إعداد معايير تقييم أو وضع أسئلة امتحان بمستويات صعوبة متنوعة.
- المساعدة في البحث الأكاديمي: تلخيص مقالات أو اقتراح أفكار لمشاريع جديدة.
الموظف الإداري
- أتمتة الرد على الاستفسارات: إعداد ردود جاهزة لأسئلة الطلاب المتكررة عن التسجيل أو المواعيد.
- تحليل بيانات: تحليل قوائم الطلاب ودرجاتهم وأيام الدوام وإعداد تقارير بذلك.
- تبسيط الوثائق: تحويل الوثائق الرسمية المعقدة إلى وثائق مكتوبة بصيغة أوضح وسهلة الفهم للطلاب الجدد.
اقرأ أيضاً: 9 تطبيقات مهمة لبوتات الدردشة في قطاع التعليم
الفوائد والتحديات
تقدّم خطة كلود فور إديوكيشن فوائد كبيرة قد تُحدِث تحولاً نوعياً في التعليم الجامعي، إذ يعزّز مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب من خلال اعتماده على أسلوب التساؤل السقراطي الذي يشجّعهم على البحث والتحليل بدلاً من الاكتفاء بتلقي الإجابات الجاهزة. كما يسهم في تسهيل العملية التعليمية عبر تمكين أعضاء هيئة التدريس من إنشاء محتوى تعليمي أكثر دقة وكفاءة، وتوفير الوقت في تصحيح الواجبات والأوراق الامتحانية. أمّا على مستوى الإدارة الجامعية، فإنه يساعد على أتمتة العديد من المهام الإدارية، من تحليل البيانات إلى الرد على الاستفسارات الروتينية، هذا يخفف الضغط عن الموظفين ويحسّن الخدمات المقدمة للطلاب.
رغم هذه الفوائد، تبرز بعض التحديات التي يجب التعامل معها بجدية. من أبرزها خطر الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، الذي قد يؤدي إلى تراجع قدرة الطلاب على التفكير المستقل. كما أن مسألة الخصوصية وحماية البيانات الأكاديمية تُثير حساسية بالغة، خاصةً في ظل الحاجة لمعالجة معلومات شخصية ومحتوى أكاديمي حساس وتحليلها. كذلك، قد تواجه بعض الجامعات تحديات تتعلق بالبنية التحتية الرقمية أو نقص الكوادر المؤهلة للاستفادة الكاملة من هذه التقنية. لذا، فإن نجاح كلود فور إديوكيشن لا يعتمد فقط على مدى تطوره التقني، بل أيضاً على حسن توظيفه ضمن نظام تعليمي متكامل يضع مصلحة الطالب والمعلم في المقام الأول.