وفقاً لنتائج دراسة نُشرت مطلع نوفمبر في مجلة Science، فمن المحتمل أنه تم اكتشاف ثقب أسود لا تتجاوز كتلته 3.3 ضعفاً من كتلة الشمس.
ما هو بالضبط؟
يقع الثقب الأسود على بعد حوالي 10,000 سنة ضوئية، على الحافة الخارجية من القرص الرئيسي لمجرة درب التبانة. وإذا تم تأكيد هذا الاكتشاف، فسوف يكون أصغر ثقب أسود تم اكتشافه حتى اليوم، ويمثل بداية لصنف جديد من الثقوب السوداء التي لم نكن نعرف حتى كيف يجب أن نبحث عنها.
ويبدو أن عرض هذا الثقب الأسود يبلغ حوالي 19 كيلومتراً، وفقاً لكريستوفر كوتشانيك في جامعة أوهايو الحكومية، وهو جزء من الفريق الذي توصل إلى هذا الاكتشاف. غير أن تأكيد الكتلة بشكل قاطع سيحتاج إلى المزيد من عمليات الرصد.
كيف اكتُشف هذا الثقب الأسود؟
عندما يبحث الفلكيون عن ثقب أسود، فهم يبحثون فعلياً عن الدلالات التي تشير إلى وجوده، مثل القرص الهائل من مواد التراكم الغازية والغبارية التي تدور حول الجسم وتنجذب نحو المركز شديد الكثافة. وعادة ما تقوم الثقوب السوداء الأضخم التي تدور حول نجوم أخرى بانتزاع كميات هائلة من المواد من هذه النجوم، مما يؤدي إلى ظواهر يمكن رصدها، مثل إصدار الأشعة السينية.
وللعثور على هذا الثقب الأسود، قام الفريق بمسح دليل من 100,000 نجم ضمن تجربة مرصد أباتشي بوينت للتطور المجرّي (اختصاراً: أبوجي APOGEE)، وهي عملية مسح بالأشعة تحت الحمراء للنجوم في المنطقة الداخلية من المجرة. واكتشفوا بضع مئات من النجوم المرشحة للدراسة لأنها بَدَت في حالة من التذبذب بسبب التأثيرات الثقالية الناجمة عن أجسام قريبة أخرى. ومن ثم ضيّق الفريق نطاق البحث إلى نظام نجمي ثنائي يسمى J05215658. وأدركوا أن ما كان يبدو أنه نجم ثنائي هو على الأرجح ثقب أسود يدور حول نجم آخر مرة كل 83 يوماً.
أهمية هذا الاكتشاف
عندما تصل النجوم إلى الخاتمة الكبيرة لحياتها وتنفجر، عادة ما تتخذ أحد طريقين، حيث تتحول النجوم الصغيرة إلى نجوم نيوترونية، أما النجوم الكبيرة فتنهدم متحولة إلى ثقوب سوداء، ولكن عتبة الكتلة التي تفصل بين هذين المصيرين ليست واضحة تماماً. ويمكن أن تساعد دراسات أخرى للنظام J05215658 في تحديد العوامل المؤثرة على مصير النجوم بعد موتها بشكل أفضل.