بعد قرابة عام ونصف العام، والكثير من المعوقات والتحديات، كشفت شركة أمازون أخيراً عن الميزات الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدها الصوتي أليكسا بلس (Alexa+)، الذي وُصِف بأنه أهم ترقية للمساعد الصوتي الافتراضي منذ ظهوره قبل أكثر من عقد من الزمن، حيث أصبح الآن جاهزاً للتنافس بشكلٍ حقيقي مع المساعِدات الصوتية الأخرى المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، فما هي أبرز مميزات المساعد الافتراضي أليكسا بلس؟ وما هي نقاط القوة التي تستند إليها أمازون للعودة من جديد إلى ساحة التنافس؟
أمازون تدخل عالماً مختلفاً تماماً مع مساعدها الافتراضي أليكسا بلس Alexa Plus
يُعدّ أليكسا بلس (Alexa+) المدعوم بالذكاء الاصطناعي التوليدي من أهم الترقيات التي قامت بها الشركة لمساعدها الصوتي، حيث تهدف الشركة مع هذا الإصدار الجديد إلى تعزيز قدراته لجعله أكثر كفاءة في إدارة المهام، ومن ضمن ميزاته الرئيسية:
- تجربة محادثة أكثر طبيعية وتدفقاً، ما يسمح للمستخدمين بالتفاعل بطريقة أكثر بديهية.
- التعلم من تفاعلات المستخدم وتفضيلاته بمرور الوقت، ما يؤدي إلى توفير استجابات وتوصيات مخصصة.
- التعامل مع المهام المعقدة مثل تخطيط المواعيد وتسوق الهدايا وترتيبات السفر والمساعدة في الواجبات الدراسية.
- التعامل مع المستندات من خلال تلخيصها واسترجاعها لاحقاً، بما في ذلك وصفات الطعام ورسائل البريد الإلكتروني.
- تكامل محسّن مع أجهزة المنزل الذكي، ما يسمح بمزيد من التحكم والأتمتة.
- التنقل عبر الإنترنت لإكمال المهام بشكلٍ مستقل مثل حجز المواعيد أو ترتيب الخدمات.
اقرأ أيضاً: كيف تمكنت أليكسا من التكلم باللغة العربية واللهجة الخليجية؟
وبحسب رئيس قسم الأجهزة في شركة أمازون بانوس باناي (Panos Panay)، فإنه بمجرد نطق كلمة التنشيط أليكسا (Alexa)، يمكن للمساعد الصوتي الجديد القيام بالكثير من المهام وفقاً لتفضيلاتك. على سبيل المثال، يمكنه اكتشاف نبرة صوتك وحالتك المزاجية والتحكم في المنزل الذكي وإجراء حجوزات المطاعم والاتصال بالتقويم الخاص بك، لإضافة الأحداث أو إرسال دعوات إلى الأصدقاء.
بالإضافة إلى ذلك، لدى أليكسا بلس القدرة على معرفة روتينك وما يعجبك وما لا يعجبك بمرور الوقت لخدمتك بشكلٍ أفضل أنت وأفراد أسرتك. على سبيل المثال، إذا أخبرته أنك نباتي أو لديك متطلبات غذائية معينة، فسوف يأخذ ذلك في الاعتبار عند التوصية بأماكن لتناول الطعام أو عندما تطلب الطعام من الخارج.
كما أبرزت الشركة في عرضها التوضيحي أن أليكسا بلس يمكنه تلخيص رسائل البريد الإلكتروني وملفات البي دي إف والملاحظات المكتوبة بخط اليد، بالإضافة إلى قدرته على إنشاء قائمة أغانٍ مخصصة في أثناء التنقل، ولكن أهم الميزات هي تكامله مع الأجهزة الأخرى مثل الجرس الذكي والكاميرا الذكية. على سبيل المثال، يمكن سؤال المساعد الصوتي عما حدث حول محيط المنزل في أثناء عدم وجود أفراد العائلة.
ولإتاحة المزيد من خيارات الوصول، أعلنت الشركة أيضاً أنه يمكن استخدام أليكسا بلس عبر الويب من خلال زيارة الموقع Alexa.com دون الحاجة إلى تشغيل التطبيق أو استخدام مكبر صوت ذكي أو شاشة ذكية، ما قد يكون مفيداً للاستخدام في أثناء العمل خاصة للمستخدمين الذين يشعرون بالراحة في صياغة مطالبات باستخدام لوحة مفاتيح تقليدية.
اقرأ أيضاً: هل تشكّل ميزة المهام المضمنة في تشات جي بي تي تهديداً للمساعِدات الافتراضية أليكسا وسيري؟
هل حان الوقت أخيراً لأمازون لاستعادة مكانتها في سوق المساعِدات الافتراضية الصوتية؟
على الرغم من أن أمازون تُعدّ من أبرز الشركات التي لديها باع طويل في تطوير أجهزة المساعِدات الصوتية الافتراضية، وتهيمن على السوق بفارق مريح، فإنها عانت كثيراً للحاق بمنافسيها في العامين السابقين الذين كانوا أكثر سرعة في تضمين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي في المساعِدات الصوتية الافتراضية التابعة لها، ما جعلها تتخلف عن الركب وتكافح بشدة للحاق به.
على سبيل المثال، أعلنت أمازون أول مرة إطلاق الجيل التالي من أليكسا المدعوم بالذكاء الاصطناعي التوليدي في شهر سبتمبر من عام 2023، حيث قدمت الشركة الكثير من الوعود، قائلة إن الإصدار الجديد بإمكانه فهم السياق والقيام بإجراءات نيابة عن المستخدم، ما جعل الكثير من المستخدمين متفائلين للغاية.
ولكن مع حلول شهر يونيو من عام 2024، ظهرت تقارير تفيد بأن أمازون لا تزال تكافح لإطلاق نسخة أكثر قوة، ومن ضمن التحديات الرئيسية التي كانت تعمل على حلها هي مشكلة الهلوسة، كما عانى قسم الأجهزة في الشركة مغادرة العديد من الموظفين الرئيسيين الذي كان لديهم اعتقاد أن الإصدار التالي من أليكسا لن يعمل على الإطلاق.
اقرأ أيضاً: كيف تستفيد من ميزات الذكاء الاصطناعي في حياتك اليومية؟
ولكن الآن بعد أن تمكنت الشركة من إدماج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي في مساعدها الصوتي الافتراضي، فإنها أصبحت أكثر استعداداً للدخول إلى سوق جديدة تماماً ومزدحمة للغاية بمنافسين جُدد وآخرين أقدم، حيث حددت هذه الشركات مسبقاً أنه ليس بالضرورة أن يعمل المساعد الافتراضي على جهاز مكبر صوت مخصص، بل كل ما يتطلبه الأمر هو تطبيق هاتف ذكي وموقع ويب وسيكون الباب مفتوحاً على مصراعيه لجذب مستهلكين جُدد بشكلٍ أسرع، وهذا ما تنبهت له شركة أمازون، حيث أطلقت موقع ويب يُمكن للمشتركين كافة استخدامه، وفي طريقها لترقية تطبيقاتها للهواتف الذكية لتضمين الميزات الجديدة لزيادة فرصها في أخذ مكانها الريادي في سوق المساعِدات الافتراضية الصوتية خصوصاً، والمدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي عموماً.
اقرأ أيضاً: هل يتمكن تشات جي بي تي من إزاحة مساعد جوجل الصوتي عن عرشه على أندرويد؟
إطلاق أليكسا بلس قد يجعل أمازون في موقف أقوى في سوق المساعِدات الافتراضية
بحسب آراء العديد من الذين حضروا العرض التقديمي، فإن مَا أظهره أليكسا بلس يُعدّ تطوراً مهماً للغاية وعملاً بارزاً نجحت فيه الشركة بشكلٍ كبير. ولكن مع ذلك، فإن العروض التقديمية المُعدّة جيداً قد لا تكون كافية للمستخدمين، ومن ثَمَّ من الضروري إجراء معاينات مستقلة للاطلاع على أدائه بشكلٍ أكثر تفصيلاً، حيث من المتوقع أن يُطرح رسمياً في الولايات المتحدة خلال الشهر القادم مع عدم وضوح موعد طرحه في بقية دول العالم حتى الآن.
ولكن ما قد يجعل شركة أمازون مرتاحة نسبياً ولديها بعض اليقين في تحقيقها أرباحاً، هو تكلفة الاشتراك لاستخدام أليكسا بلس الذي يصل إلى 19.99 دولاراً شهرياً، وهو ما يتوافق مع أسعار منافسيها مثل جيميناي أدفانسد من جوجل وتشات جي بي تي بلس من أوبن أيه آي وسيري من آبل، ولكن الأهم هو أن مشتركي خدمة أمازون برايم لن يدفعوا أي تكاليف إضافية للوصول إليه.
اقرأ أيضاً: أهم 5 مجالات تُثير اهتمام شركات الذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن
وبالنظر إلى أن خدمة أمازون برايم لديها حتى الآن ما يصل إلى أكثر من 200 مليون مشترك، فإن هذا من شأنه أن يشكّل نقطة جذب قوية للشركة وجمهوراً مستهدفاً لا يُستهان به، حيث يمكن أن يشكّل جزءٌ كبير من هؤلاء المستخدمين القاعدةَ الصلبة لجلب الأرباح للشركة، الذين قد يكونون أكثر سعادة بإضافة خدمة أخرى إلى قائمة طويلة من الخدمات التي يستخدمونها بقيمة اشتراك واحد.
هذه النقطة بالتحديد هي ما تفتقر إليه الشركات الأخرى، خاصة الشركات الناشئة مثل أوبن أيه آي التي سيكون لديها طريق طويل لبناء قاعدة مستخدمين من الصفر لمساعدها الصوتي الافتراضي، مَا يرفع فرصة لحاقها بمنافسيها وحتى التفوق عليهم، على الرغم من دخولها متأخرة بعض الشيء إلى سوق المساعِدات الافتراضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي.