في عالم لا يعرف فيه الخيال حدوداً ظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي كأدوات مهمة لإضفاء الحيوية على الرؤية الإبداعية وإلهام الفنانين وحتى الهواة لإنتاج صور كانت تأخذ وقتاً طويلاً في رسمها، أو استخدام أحد برامج تصميم الصور لإنشائها. ومع ازدياد شعبيتها، فقد استُخدِمت لإنشاء أكثر من 15 مليار صورة منذ عام 2022.
ومع ذلك يبرز تحدٍ قد يواجهه الكثير من المستخدمين، وهو كيفية إنشاء المطالبة المناسبة التي تُلبي احتياجاتهم لإنشاء الصورة التي يريدها المستخدم بالضبط. لهذا السبب، إليك دليلاً شاملاً لكيفية اختيار النموذج المناسب لك ونصائح مفيدة لكيفية كتابة مطالبات احترافية لإنشاء صورتك.
كيفية اختيار نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي المناسب لإنشاء الصور
يتطلب اختيار نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي المناسب لإنشاء صور عملية الكثير من الدقة، بالنظر إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي كافة ستكون لديها مخرجات مختلفة بناءً على بيانات التدريب التي خضع لها النموذج، لهذا السبب إليك خطوات منظمة ومنهجية لاختيار نموذج الذكاء الاصطناعي المناسب لك لإنشاء الصور:
أولاً: تحديد متطلباتك
من خلال البحث العميق وقراءة المراجعات ومشاهدة الفيديوهات عن النماذج المتوفرة حالياً وما تقدمه والسلبيات التي لديها والإيجابيات، والقيود التي تعوقها واحتياجها إلى موارد إضافية لاستخدامها أم لا.
اقرأ أيضاً: إليك أبرز أدوات تحويل النص إلى صورة بالذكاء الاصطناعي
ثانياً: تقييم مقاييس الأداء
إنشاء معايير لتقييم النماذج، مثل الدقة والسرعة وتنوع المخرجات، من خلال قراءة المقالات ومشاهدة مقاطع الفيديو حول أداء النماذج لإجراء مقارنات لتحديد النموذج الأفضل لاحتياجاتك.
ثالثاً: النظر إلى التبعات الأخلاقية
تقييم التحيزات المحتملة في الصور المنشأة والتأكد من التزام النموذج بالمعايير الأخلاقية وعدم تحيزه أو هلوسته في مخرجات الصور.
رابعاً: التكلفة والميزات
تقدّم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء الصور خطة مجانية بعدد محدد من المخرجات تختلف باختلاف النموذج نفسه، سواء كان نموذجاً مخصصاً مثل كانفا (Canva) أو أدوبي فاير فلاي (Adobe Firefly)، أو النماذج المضمنة في بوتات الدردشة مثل دال إي-3 (DALL-E 3) في تشات جي بي تي.
ومن ثَمَّ في حين أن معظم النماذج تُتيح بالفعل إنشاء الصور بمجرد التسجيل في الخدمة مجاناً، لكن في الوقت نفسه، يتطلب الوصول إلى الميزات الأكثر تقدماً مثل توفر أدوات التحرير أو استخدام عدد لا نهائي للمطالبات في إنشاء صورة واحدة، الاشتراك في الخطة المدفوعة.
اقرأ أيضاً: تحويل النص إلى صورة: دليلك لأفضل مولدات الصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي
4 نصائح لكيفية إنشاء الصور باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي
يُعدّ استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء الصور تجربة ممتعة بناءً على ما تريده. على سبيل المثال، إذا كنت محترفاً فإن تكرار المطالبات قد يسهم بشكلٍ كبير في تجربة استخدام النموذج بمرور الوقت، أمّا إذا كنت هاوياً فإن رؤية ما تفكر فيه كصورة يمكن أن يلهمك لتجربة أفكار قد تجدها صعبة للغاية عند استخدام برامج تصميم الصور.
فيما يلي بعض الاستراتيجيات الفعّالة لتحسين عملية إنشاء الصور باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي:
1- صياغة مطالبات واضحة
- استخدم لغة واضحة ومفصلة في مطالباتك، فكلما كنت أكثر تحديداً بشأن الألوان والأشياء والأنماط، كان النموذج قادراً على فهم رؤيتك بشكلٍ أفضل.
- على الرغم من أن المطالبات القصيرة يمكن أن تنجح، فإن العديد من النماذج توصي بكتابة مطالبات طويلة وأكثر تفصيلاً للصورة التي تريد إنشاءها.
- ابدأ بالموضوع الرئيسي للصورة متبوعاً بالشكل الفني والأسلوب ثم ضمّن تفاصيل إضافية مثل الإضاءة والألوان لتوجيه النموذج بشكلٍ فعّال.
2- تحديد أنواع المطالبات
- ضمّن الكلمات الرئيسية ذات الصلة التي من المرجّح أن يتعرف عليها النموذج. على سبيل المثال، إذا كنت تريد صورة واقعية فضمّن كلمات رئيسية مثل "واقعية" أو "دقة عالية".
- استخدم الرسومات أو الصور الموجودة مرجعاً، ويمكن أن يؤدي الجمع بينها وبين النص إلى نتائج فريدة.
- حدّد ما لا تريد رؤيته في الصورة للمساعدة على تحسين النتائج وتجنب إدراج العناصر غير المرغوب فيها.
3- التجربة والتكرار
- لا تتردد في تجربة أنماط وتقنيات مختلفة. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تعديل المطالبات مثل تحديد اللون إلى نتائج غير متوقعة وإبداعية
- استخدم المخرجات من مطالباتك الأولية كأساسٍ لمزيد من التحسين.
4- البحث والتعلم
- يمكن أن يؤدي التعرف إلى المصطلحات المتعلقة بالفن والتصميم إلى تحسين مطالباتك، حيث إن معرفة ما تعنيه مصطلحات مثل النطاق اللوني (Tonal Range) قد يساعدك على تحديد ما تريده بشكلٍ أكثر وضوحاً.
- ابحث عبر الويب عن أمثلة مطالبات احترافية وعدّلها حسب احتياجاتك تجنباً لقضاء وقتٍ طويلٍ في إنشاء صورة واحدة.
اقرأ أيضاً: الإمارات تُطلق دليل استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي
نقاط مهمة ينبغي معرفتها عند استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء الصور
- لدى نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي قيود حول ما يمكن إنشاؤه، وذلك لمنع المستخدمين من إنشاء محتوى غير قانوني أو محتوى يحتمل أن يكون خطيراً أو مسيئاً.
- عملية كتابة المطالبة الصحيحة للحصول على النتائج المرجوة هي عملية تراكمية تتحسن مع مرور الوقت وكثرة الممارسة.
- حتى مع استخدام أفضل نموذج لإنشاء الصور من المحتمل أن تحتاج إلى تحرير صورك بعد إنشائها. لذا، بناءً على خطة الاشتراك قد يكون لديك حق الوصول إلى أدوات التحرير أو القدرة على طلب التغييرات فلا تتردد في استخدامها.
- من المهم للغاية تصنيف صورك على أنها محتوى أُنشئ بواسطة الذكاء الاصطناعي لتمييزها عن الصور الفنية المنشأة بواسطة البشر.
- اختر نموذجاً يوفّر واجهة سهلة الاستخدام خاصة إذا كنت مبتدئاً.
الاعتبارات الأخلاقية والقانونية عند استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء الصور
بينما قد يكون من السهل عليك استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء الصور، إلّا أن الأمر يُثير العديد من الاعتبارات الأخلاقية والقانونية التي ينبغي لك معرفتها، من ضمنها:
- تُدرّب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي على مجموعات بيانات ضخمة من الصور التي قد تعكس التحيزات المجتمعية القائمة، والتي بدورها قد تعزز الصور النمطية الضارة أو تسيء تمثيل مجموعات معينة.
- يمكن للصور التي أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي أن تطمس الخطوط الفاصلة بين الإبداع البشري والإبداع الآلي.
- قد تؤدي قدرة نماذج الذكاء الاصطناعي على إنشاء صور واقعية إلى نشر معلومات مضللة، ما قد يكون له عواقب وخيمة مثل التلاعب بالرأي العام أو الإضرار بسمعة الأفراد.
- تُدرّب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي غالباً على صور محمية بحقوق الطبع والنشر دون إذن صريح من مالكيها، ما يُثير تساؤلات حول ما إذا كانت الصور المنشأة تنتهك حقوق الطبع والنشر أم لا.
- قد تشكّل مصادر البيانات المستخدمة في تدريب النماذج مصدرَ قلقٍ من الناحية الأخلاقية، حيث تتضمن العديد من مجموعات البيانات صوراً شخصية أو خاصة جُمِعت دون موافقة، ما قد يؤدي إلى انتهاكات محتملة للخصوصية الشخصية.