شارك
الرئيسية
4 دقيقة
شهدت صناعة الذكاء الاصطناعي خلال العامين الماضيين حراكاً كثيفاً وتطوراً هائلاً، وكان بوت الدردشة تشات جي بي تي أحد الابتكارات الرئيسية التي لفتت أنظار الجميع إلى الإمكانات التي يمكن أن تقدمها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي في الحياة اليومية، ومن ضمنها المساعدة على حل الواجبات الدراسية للملايين من طلاب المرحلة الثانوية حول العالم.
ومع ذلك، انقسمت الآراء حول استخدام تشات جي بي تي في العملية التعليمية، حيث يظهر البعض تخوفاً من إمكانية استخدامه في الغش، بينما بدا البعض الآخر أكثر ترحيباً بإمكاناته الهائلة التي يمكن أن تساعد على تعزيز عملية التعلم للطلاب. فكيف يمكن استخدام تشات جي بي تي في مساعدة الطلاب على التعلم بكفاءة بدلاً من استخدامه في عمليات الغش؟
ما هو تأثير تشات جي بي تي في طلاب الثانوية بالمنطقة العربية؟
وفقاً للعديد من الدراسات، فإن طلاب المدارس الثانوية في المنطقة العربية أصبحوا يستخدمون تشات جي بي تي بشكلٍ متزايد كأداة تعليمية وخاصة في دول منطقة الخليج، حيث وجدت الدراسات أن تأثيره في العملية التعليمية كان واضحاً، على سبيل المثال:
- خلصت دراسة أُجريت على طلاب فصول الفيزياء في المدارس الثانوية في دولة الإمارات ونُشِرت في مجلة أوراسيا لتعليم الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا (EJMSTE)، إلى أن تشات جي بي تي عزّز الأداء الأكاديمي بشكلٍ كبير وخاصة في فهم الموضوعات المعقدة مثل قوانين نيوتن للحركة.
- أشارت دراسة نُشِرت في مجلة آي آر آر أو دي إل (IRRODL)، إلى أن تشات جي بي تي قد أثّر بشكلٍ إيجابي في استقلالية طلاب المرحلة الابتدائية في الفصول الدراسية عبر الإنترنت في السعودية، حيث عزّز تجاربهم التعليمية من خلال توفير الدعم والموارد.
- كشفت دراسة نُشِرت في منصة شبكة أبحاث العلوم الاجتماعية (SSRN)، أن طلاب اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية (EFL) في المملكة العربية السعودية نمت لديهم تصورات إيجابية تجاه استخدام تشات جي بي تي في تحسين مهارات التحدث باللغة الإنجليزية.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن الاستفادة من التكنولوجيا لنجاح التعليم عن بُعد في المناطق النائية؟
على مستوى العالم تختلف ردود الفعل على استخدام تشات جي بي تي في البيئات التعليمية؛ ففي حين يرى بعض المعلمين أنها أداة يمكنها تعزيز تجارب تعلم الطلاب، فقد أعرب آخرون عن تشكيكهم في آثارها على أساليب التدريس التقليدية والنزاهة الأكاديمية، لذا فإن الحوار المستمر بين المعلمين وصُنّاع السياسات ومطوري التكنولوجيا سيكون أمراً بالغَ الأهمية في صياغة استراتيجيات فعّالة لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في البيئات التعليمية بشكلٍ مسؤول.
3 طرق لاستخدام تشات جي بي تي في مساعدة الطلاب على التعلم وليس الغش
مع تطور الأدوات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي وتحسينه في مناحي الحياة كافة، فإن استخدامه في البيئات التعليمية أمرٌ لا بُدّ منه، حيث يمكن أن يعزّز تعلم الطلاب بشكلٍ فعّال مع تقليل حالات استخدامه في الغش. وفيما يلي ثلاثة استراتيجيات فعّالة لتحقيق ذلك:
1- التعامل مع تشات جي بي تي شريكاً تعليمياً
يمكن للطلاب التعامل مع تشات جي بي تي كأداة تعاونية مساعدة بدلاً من التركيز على استخدامه لإكمال المهام نيابةً عنهم. على سبيل المثال، يمكن للمعلمين تصميم مشاريع تتطلب من الطلاب استخدام تشات جي بي تي لاستكشاف مواضيع معقدة مثل أفكار لتصميم مشاريع غير تقليدية، ما يشجّعهم على التركيز على إتقان المحتوى من خلال الحوار والعصف الذهني وتعزيز الفهم العميق بدلاً من مجرد التنافس على الدرجات.
2- تقديم ملاحظات داعمة للطلاب
يمكن للمعلمين توجيه تشات جي بي تي لتقديم ملاحظات بنّاءة بطريقة إيجابية ومشجّعة. على سبيل المثال، بدلاً من مجرد الإشارة إلى خطأ في حل مسألة رياضية يمكن للطالب استخدام تشات جي بي تي لإجراء محادثة حول عملية تفكيره وتقديم إرشادات حول كيفية التحسين، وبهذه الطريقة من الممكن إنشاء بيئة تعليمية داعمة تشجّع على المثابرة وتقلّل الميل إلى الغش.
3- تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم
يمكن أن يساعد تشات جي بي تي على بناء ثقة الطلاب بأنفسهم من خلال تقسيم المهام المعقدة إلى خطوات يمكن إدارتها عندما يواجه الطلاب مهامَّ صعبة، ما يجعل واجباتهم الدراسية أقل صعوبة. على سبيل المثال، إذا كُلِف فريق من الطلاب بتصميم مركبة فضائية صديقة للبيئة، فيمكنهم الطلب من تشات جي بي تي توجيههم لتحديد المفاهيم الأولية والأفكار الأولية حول عملية التصميم.
اقرأ أيضاً: 8 نصائح لتحسين دقة إجابات تشات جي بي تي وتقليل ظاهرة الهلوسة
كيفية تشجيع الطلاب على استخدام تشات جي بي تي دون تقويض مهاراتهم الفكرية
يتطلب تشجيع الطلاب على استخدام تشات جي بي تي مع الحفاظ على مهاراتهم الفكرية توازناً دقيقاً بين التوجيه والتكامل في عملية التعلم، وفيما يلي عدة طرق تمكّن المعلمين من الاستفادة من تشات جي بي تي مع حماية تطوير المهارات الفكرية الأساسية لدى طلابهم:
تعزيز الاستخدام المسؤول
- تعليم الطلاب أهمية استخدام تشات جي بي تي أداةً للمساعدة على التعلم وليس لإكمال المهام، ويشمل ذلك فهم آثار النزاهة الأكاديمية وضرورة التحقق من المصادر عند استخدام المحتوى الذي أنشأه تشات جي بي تي.
- وضع قواعد لكيفية استخدام تشات جي بي تي للمساعدة على الواجبات الدراسية، مع تأكيد مسألة أن تشات جي بي تي ليس سوى أداة واحدة ضمن نهج تعليمي شامل.
دمج تمارين التفكير النقدي
- تشجيع الطلاب على المشاركة في جلسات حل المشكلات من خلال استخدام تشات جي بي تي لإنشاء الحلول ثم تقييمها لاحقاً بشكلٍ نقدي.
- الطلب من الطلاب استخدام تشات جي بي تي لجمع الحجج المؤيدة والمعارضة لموضوع ما ثم تقييمها وتلخيصها قبل عرضها وتقديمها.
تعزيز الإبداع والاستكشاف
- استخدام تشات جي بي تي من أجل العصف الذهني لإيجاد أفكار حول مواضيع معقدة أو مشاريع بحثية من خلال تشجيع الطلاب على طرح أسئلة أساسية وتحسينها تدريجياً بناءً على استجابات تشات جي بي تي.
- السماح للطلاب باستخدام تشات جي بي تي لاستكشاف المفاهيم الأساسية قبل الخوض في أبحاث أكثر تعقيداً، ما يضمن بناء أساس متين من المعرفة يمكنهم تحليله بشكلٍ نقدي لاحقاً.
اقرأ أيضاً: كيف تستخدم تشات جي بي تي لكتابة بحث علمي؟
المراقبة وحالات الاستخدام
- تنفيذ مناقشات منتظمة حول كيفية استخدام الطلاب تشات جي بي تي من خلال تشجيعهم على التفكير في عمليات التعلم والمهارات التي يطوّرونها أو يهملونها في أثناء استخدام تشات جي بي تي.
- إنشاء ملاحظات حول مدى فاعلية دمج الطلاب بوت الدردشة تشات جي بي تي في بيئتهم التعليمية.
تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والتعلم التقليدي
- التأكيد على أهمية تحقيق التوازن بين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي وطرق التعلم التقليدية، ما يضمن استمرار الطلاب في تطوير المهارات الأساسية مثل التحليل والتفكير المستقل.
- تحدي الطلاب للتعبير عن أفكارهم بوضوح قبل استشارة تشات جي بي تي، ما يعزّز قدرتهم على التفكير بشكلٍ مستقل قبل البحث عن مساعدة خارجية.
