أسهم سيف الباري في تطوير النموذج اللغوي الكبير "علّام"، وهو نموذج ذكاء اصطناعي متقدم يحافظ على الفروق اللغوية والثقافية للغة العربية، ما يُتيح إنشاء تطبيقات شاملة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والخدمات الحكومية. وابتكرت تغريد حاتم سندي تقنية قائمة على الذكاء الاصطناعي تحلّل مشاعر الأطفال في المستشفيات لاتخاذ قرارات دقيقة، ما يعزّز تجربة الرعاية الخاصة بهم باستخدام التكنولوجيا والتعاطف.
سيف الباري من بنغلاديش: نموذج اللغة العربية الكبير "علّام"
سيف الباري باحث أول في المركز الوطني للذكاء الاصطناعي (NCAI) في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" (SDAIA)، ونال جائزة "مبتكرون دون 35" من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لعام 2024، لمساهمته في ابتكار علّام (ALLaM)، وهو نموذج ذكاء اصطناعي متقدم يُحافظ على الفروق اللغوية والثقافية للغة العربية، ما يُتيح إنشاء تطبيقات شاملة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والخدمات الحكومية.
وُلِد سيف الباري في بنغلاديش، وتعلّم في سنغافورة، وحصل على درجة الدكتوراة من جامعة نانيانغ للتكنولوجيا، وتدرّب في مختبر أمازون في كاليفورنيا، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية، وعمل فيها مع الباحثين في بناء النموذج اللغوي الكبير "علّام"، الذي عالج كيفية نقل المعرفة العالمية إلى اللغة العربية، والمساعدة على تمكين التكنولوجيا التوليدية في العالم العربي، وفتح فرص الابتكار والحفاظ على الثقافة والوصول إلى المعلومات.
اقرأ أيضاً: تعرّف إلى تطبيق الدردشة علّام من سدايا الذي يدعم اللغة العربية
يوفّر علّام قدرات متطورة في فهم النص وتوليده والتفاعل معه، إذ يتعامل مع تعقيدات اللغة العربية، بما في ذلك النص والصرف واللهجات العربية المختلفة، ما يجعله أداة قوية للتطبيقات في التعليم والثقافة والتكنولوجيا والأعمال. ويُستخدم في إنشاء المحتوى والمحادثة وغيرها من الاستخدامات. يتوافق أيضاً مع المبادئ التوجيهية الأخلاقية ومصمم ليعكس قيم المجتمعات الناطقة باللغة العربية، ما يضمن دقة استجاباته ومناسبتها ثقافياً. علاوة على ذلك، يحافظ على طلاقة اللغة الإنجليزية، وبالتالي إتاحة التواصل السلس بين اللغات.
يُستخدم علّام حالياً لتطوير أدوات تعليمية تساعد المعلمين في مهام مثل إنشاء الأسئلة وتقييم الردود، ويشجّع الطلاب على حل المشكلات بدلاً من تزويدهم بالإجابات مباشرة.
بالإضافة إلى توليد النصوص، يمكن للنموذج توليد الصور والصوت والفيديو، كما يمكن تخصيصه في مجالات محددة مثل الرعاية الصحية والقانون والتعليم.
يأمل سيف الباري في توسيع القدرات المتعددة اللغات لعلّام مع اللغات المرتبطة ثقافياً بالعربية مثل الفارسية والأردية والتركية، وهو ما يساعد على توسيع تأثيره الإقليمي بشكلٍ كبير. ومن خلال دمج الصورة والصوت، يهدف إلى زيادة قدرة علاّم على الفهم والتوليد عبر مجالات حسية متعددة.
اقرأ أيضاً: إعلان قائمة الفائزين بجائزة «مبتكرون دون 35» لعام 2024
تغريد حاتم سندي من المملكة العربية السعودية: نظام ذكاء اصطناعي يحلّل مشاعر الأطفال في المستشفيات
نالت تغريد حاتم سندي جائزة "مبتكرون دون 35" من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لعام 2024، وهي المديرة التنفيذية المشارِكة للابتكار في مدينة الملك عبد الله الطبية. ابتكرت تقنية قائمة على الذكاء الاصطناعي تحلّل مشاعر الأطفال في المستشفيات لاتخاذ قرارات دقيقة، ما يعزّز تجربة الرعاية الخاصة بهم باستخدام التكنولوجيا والتعاطف.
تحمل تغريد حاتم سندي درجة الماجستير في الذكاء الاصطناعي، وهي خبيرة معتمدة في الملكية الفكرية من قِبل المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، وتمثّل مراكز الابتكار والتكنولوجيا في الهيئة السعودية للملكية الفكرية (SAIP). بالإضافة إلى ذلك، فهي مخترعة معترف بها من قِبل مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأميركي (USPTO) وSAIP، وتحمل شهادات مهنية من منظمات رائدة، وتعمل مرشدة معتمدة في برنامج تطوير القيادة "قدوة" في جامعة الأميرة نورة، وهي أيضاً مؤسسة العديد من الجمعيات المتخصصة في الابتكار والذكاء الاصطناعي.
وقدمت المشورة والتوجيه لأكثر من 2000 مبتكر في مجال الرعاية الصحية، كما أنها مدرجة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لإنجازاتها في مجال التكنولوجيا.
لاحظت تغريد حاتم سندي التحديات العاطفية والجسدية التي يواجهها الأطفال في المستشفيات، ما دفعها لإيجاد حل لتخفيف آلامهم باستخدام الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد على تحليل مشاعر وسلوكيات الأطفال المقيمين في المستشفيات لحظيّاً.
يحدِّد النظام بدقة الحالات العاطفية مثل القلق أو الضيق أو الراحة بالاستفادة من بيانات أجهزة استشعار الصوت والحركة، بالإضافة إلى الإشارات الفيزيولوجية. تُعالج خوارزميات الذكاء الاصطناعي هذه المعلومات، ما يُتيح لمقدمي الرعاية الصحية فرصة التدخل في الوقت المناسب وذلك بناءً على احتياجات كل طفل على حدة. ويقدّم النظام أيضاً توصيات مخصصة، بما في ذلك الأنشطة العلاجية واستراتيجيات التواصل، وبالتالي تعزيز جودة الرعاية الصحية المتكاملة للأطفال جسدياً ونفسياً، مع ضمان الممارسات الأخلاقية.
يتكامل هذا الابتكار بسلاسة مع أنظمة الرعاية الصحية الحالية؛ فقد طُبِّق بنجاح في غرف مختارة داخل مستشفى للتوليد والأطفال لدعم مقدمي الرعاية الصحية في مراقبة الصحة النفسية للأطفال ومعالجتها. على سبيل المثال، اكتشف النظام مستويات قلق مرتفعة لدى الأطفال الذين يخضعون لفترات علاج طويلة، ما دفع الأطباء لمراجعة خطط الرعاية وتقديم الدعم العاطفي المخصص، وانعكس ذلك إيجابياً على نتائج علاجهم.
اقرأ أيضاً: مبتكرون دون 35: تعرّف إلى إنجازات روان عمر وعبد العزيز الزريهي ومها أحمد الجهني
يمكن تطوير النموذج ليشمل مراقبة الحالات العاطفية لفئات أخرى مثل كبار السن أو المرضى الذين يعانون صعوبات في التواصل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامه في تقديم خدمات الرعاية الصحية والتطبيب عن بُعد من خلال توفير تحليلات عاطفية في أثناء الاستشارات الافتراضية.
تخطط تغريد حاتم سندي لدمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وتوسيع قاعدة بيانات النظام الحالي لتحسين دقة التعرف إلى المشاعر عبر مجموعات سكانية متنوعة، وتعمل على توسيع الشراكات مع المستشفيات ومقدمي الرعاية الصحية لتسهيل التنفيذ وجمع البيانات على نطاق واسع، ما يعّزز فاعليته بشكلٍ أكبر.
سيسهم النظام أيضاً في التحول الرقمي للخدمات الطبية، بما في ذلك الرعاية المنزلية عن بُعد، وإتاحة المراقبة المستمرة والدعم للمرضى الذين يعانون حالات مزمنة. ومن المخطط التعاون في مجال الأبحاث مع المؤسسات الأكاديمية لاستكشاف الميزات المبتكرة وتوسيع تطبيقاتها لمعالجة مجموعة أوسع من احتياجات الرعاية الصحية.