طوّرت أسرار دمدم جهازاً مدعوماً بتكنولوجيا إنترنت الأشياء والأشعة فوق البنفسجية لزيادة فترة صلاحية المنتجات الغذائية الطازجة في غضون 30 ثانية فقط دون استخدام مواد كيميائية، ووضع رومان أكسيلرود أسس الجيل القادم من الحوسبة عن طريق العدسات اللاصقة الذكية.
أسرار دمدم من المملكة العربية السعودية: جهاز لزيادة فترة صلاحية المنتجات الغذائية الطازجة خلال 30 ثانية
نالت أسرار دمدم جائزة "مبتكرون دون 35" من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لعام 2024، وهي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "يوفيرا" (Uvera). ابتكرت جهازاً مدعوماً بتكنولوجيا إنترنت الأشياء والأشعة الفوق البنفسجية لزيادة فترة صلاحية المنتجات الغذائية الطازجة في غضون 30 ثانية فقط دون استخدام مواد كيميائية. يعمل هذا الابتكار على تمكين صناعة المنتجات الطازجة من التحول إلى الرقمية، والحد من إهدار الطعام وتعظيم الربحية.
اقرأ أيضاً: إعلان قائمة الفائزين بجائزة «مبتكرون دون 35» لعام 2024
بدأت أسرار دمدم دراسة الدكتوراة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية عام 2019، واستلهمت ابتكارها من الأبحاث التي تناولت تأثير الأشعة فوق البنفسجية في إطالة العمر الافتراضي للفراولة الطازجة والحد من إهدار الطعام. قُبِلَت في برنامج ريادة الأعمال في وادي السيليكون، وفي ختامه حصلت على تمويل لإطلاق شركة يوفيرا.
طوّرت بمساعدة فريق البحث والتطوير في يوفيرا تقنية خاصة، تحققت من صحتها علمياً في أثناء دراسة الدكتوراة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. تتضمن التقنية استخدام مقادير محددة من الأشعة فوق البنفسجية لتعقيم فئات مختلفة من الأطعمة، جنباً إلى جنب مع طرق مختلفة للتغليف في الجو المعدل، مع الحفاظ على الصفات الحسية للطعام -الملمس والرائحة والمظهر والطعم- طوال فترة الصلاحية.
نشرت نتائج أبحاثها المتعلقة بالفراولة والطماطم واللحوم في دورية "فود ساينس" (Food Science Journal) ودورية "إم دي بي آي فوودز" (MDPI Foods Journal). بالإضافة إلى ذلك، تحققت في يوفيرا من صحة تمديد فترة الصلاحية لأكثر من 70 منتجاً غذائياً طازجاً وأحرزت تقدماً كبيراً في تصميم المنتجات والتصنيع وأبحاث السوق والتحقق من صحة العملاء والمبيعات.
علاوة على ذلك، تتكامل التقنية مع تكنولوجيا إنترنت الأشياء، للتقليل من إهدار الطعام وإدارة مخزون الأطعمة الطازجة، مع ضمان التتبع السلس، والتنبؤ بمدة صلاحية المنتج.
في بداية عام 2024، أُطلِق المنتج في المملكة العربية السعودية بعد تنفيذه بنجاح في مزرعة عضوية، واعتماده من قِبل إحدى شركات التوصيل الرائدة في المنطقة.
تُركّز أسرار دمدم حالياً على مرافق تعبئة المنتجات الطازجة، بما في ذلك مراكز التوزيع وتجار التجزئة وشركات التوصيل والمزارع المتقدمة. وتخطط أيضاً لتكثيف أبحاثها في مجال اللحوم والمخبوزات بهدف الحد من الإهدار في صناعاتها.
اقرأ أيضاً: تعرّف إلى المبتكرين باسم الشايب ولمياء المحمادي وسمية البحيصي وابتكاراتهم في مجال التكنولوجيا الحيوية والطب
رومان أكسيلرود من روسيا: عمله في الحوسبة عن طريق العدسات اللاصقة
نال رومان أكسيلرود جائزة مبتكرون دون 35 من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لعام 2024، وهو مؤسس وشريك إداري في "إكس بانسيو" (XPANCEO)، ومقيم في الإمارات العربية المتحدة. أسهم في وضع أسس الجيل القادم من الحوسبة عن طريق العدسات اللاصقة الذكية.
شكّل جدّ رومان أكسيلرود، المهندس السوفييتي روبرت أكسيلرود (Robert Axelrod) الذي بنى أول أجهزة الحواسيب في الخمسينيات مصدرَ إلهامٍ له، وأصبح حلمه إنشاء الجيل التالي من الحواسيب، والتي تتميز بأنها فائقة الصغر، وتساهم في تحسين حياة الناس. وبحث عن طريقة تسمح بالتحكم في الأجهزة عبر الدماغ فقط، بالإضافة إلى تبادل المعلومات بسلاسة.
تبتكر "إكس بانسيو" موادَّ ثنائية الأبعاد على المقاييس الذرية، تساعد على تطوير إلكترونيات وعناصر بصرية فائقة الصغر، إلى جانب الإلكترونيات المرنة والشفافة القائمة على أفلام معدنية شبه ثنائية الأبعاد عالية التوصيل بسمك بضعة نانومتر فقط، ما مهد الطريق لتصميم عدسات لاصقة ذكية متقدمة تجمع بين هذه التكنولوجيا، وعلم البصريات والفوتونيات المتقدمة، والواجهات العصبية والذكاء الاصطناعي.
لم تكن المواد والتقنيات البصرية الإلكترونية المستخدمة اليوم كافية لتطوير الجيل التالي من الحواسيب فائقة الصغر، وذلك لأن المكونات الناتجة ضخمة جداً، ولا يمكن دمجها بفاعلية في عدسات لاصقة عملية وسهلة الاستخدام.
ابتكر رومان أكسيلرود وفريقه مجموعة من العدسات منها عدسة رؤية الواقع المعزز، وعدسة مزودة بإلكترونيات شفافة، ونمط بصري فريد، وعدسة للتصوير ثلاثي الأبعاد، وقراءة البيانات وغيرها. بالإضافة إلى عدسات تساعد على مراقبة الصحة، إذ تعمل مختبراً حيوياً يتتبع مستويات الغلوكوز في الدم لإدارة مرض السكري، وقياس مؤشرات الإجهاد مثل الكورتيزول، ومراقبة الترطيب لمنع متلازمة جفاف العين. تسمح الواجهة العصبية أيضاً للأفراد المصابين بالشلل بالتحكم في العدسة بشكلٍ غير جراحي، ما يحسّن إمكانية الوصول والتواصل لأولئك الذين يعانون إعاقات الحركة.
تتميز هذه العدسات اللاصقة بجمع تطبيقات الأدوات جميعها التي نستخدمها اليوم في واجهة واحدة، وتكنولوجيا الشحن اللاسلكي، وبالتالي تزويدها بالطاقة طيلة فترة ارتدائها، ونظام تحكم واجهة مبتكر يتعرف على الأوامر الفريدة مثل حركات اللسان. توفّر أيضاً تكبيراً محسناً، ورؤية ليلية في ظروف الإضاءة المنخفضة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والألعاب، بالإضافة إلى ميزة تصحيح الألوان لتعزيز إدراك الألوان للأفراد المصابين بعمى الألوان.
أمّا رواد الفضاء وأصحاب الأعمال الخطرة وأولئك الذين يعملون في البيئات القاسية، فتوفّر لهم إمكانية الوصول الفعّال إلى المعلومات المهمة. وفي مجال التكنولوجيا المالية والخدمات المصرفية، تُتيح العدسات الدفع السلس والآمن من خلال المصادقة البيومترية بنظرة واحدة فقط. وفي قطاعي السيارات والملاحة، توفّر هذه العدسات بيانات ورؤى في الوقت الفعلي للسائقين والطيارين باستخدام تقنية الواقع المعزز، ما يعزّز السلامة والكفاءة. وفي المصانع، تساعد على الوصول إلى كلٍّ من العمليات اليدوية والبيانات الآلية دون استخدام اليدين.
اقرأ أيضاً: تعرّف إلى المبتكرتين وفاء رمضان وميرنا غمراوي وابتكاراتهما في مجال التكنولوجيا الحيوية والطب
يهدف أكسيلرود إلى تطوير نموذج أولي واحد يجمع بين ميزات العدسات اللاصقة الذكية كلّها، ومن المقرر اختباره بحلول نهاية عام 2026، مع الاستمرار في تحسين الميزات المتقدمة المختلفة واختبارها. بمجرد إتقان العدسات اللاصقة الذكية، سينتقل إلى الحدود التالية للحوسبة، من الحواسيب الكمومية إلى أنظمة الحوسبة البيولوجية والواجهات العصبية المتقدمة.