أعلن جيف بيزوس، الرئيس التنفيذي والمُؤسِّس لشركة بلو أوريجين، هذا الأسبوع أن شركته تتعاون مع ثلاث شركات كُبرى أخرى عاملة في مجال الطيران الفضائي لتشكيل فريقٍ من أجل تصميم وتطوير مركبة الهبوط القمري التي ستساعد ناسا في إعادة إرسال رواد الفضاء إلى القمر بحلول عام 2024.
خصوم الأمس شركاء اليوم
بموجب الاتفاقية الجديدة، فإن شركة بلو أوريجين ستعمل مع الشركات لوكهيد مارتن ونورثروب جرومان ودرابر؛ من أجل تطوير كافة العناصر الأساسية اللازمة لنظام مركبة الهبوط القمرية المأهولة. ويجمع هذا التحالف مجموعة من ألدّ الخصوم الكبار ليُقدِّموا معاً عرضاً بارزاً للفوز بعقد تصميم مركبة الهبوط القمري التابعة لناسا ضمن برنامج الوكالة المُسمَّى أرتميس.
لقد أحرزت كل من لوكهيد مارتن وبلو أوريجين على وجه الخصوص تقدماً كبيراً في تصميم مركبات الهبوط الخاصة بهما؛ حيث كشفت لوكهيد مارتن عن تصميماتها في أبريل الماضي بينما أزاحت بلو أوريجين الستار عن مركبتها بلومون بعد ذلك بشهر واحد.
توزيع المهام
ستقوم شركة بلو أوريجين -وهي المُقاوِل الرئيسي في المجموعة- ببناء مركبة الهبوط المُسمَّاة بلومون؛ حيث ستستخدم مُحرك الشركة الجديد بي 7 في عملية الدفع، الذي يستطيع توليد 4536 كيلوجراماً من قوة الدفع. إلا أنه ما زال يتوجب على الشركة القيام بتعديلاتٍ كبيرة قبل أن تصبح المركبة جاهزةً لتنفيذ بعثةٍ مأهولة.
أما شركة لوكهيد مارتن فستتولَّى مهمة بناء وحدة الصعود التي ستحمل رواد الفضاء من سطح القمر عائدةً بهم إلى الفضاء؛ حيث إن مركبة الهبوط ستكون قابلةً لإعادة الاستخدام حسب قول المجموعة. كما ستضطلع هذه الشركة بمهمة تدريب وتوجيه فريق قيادة المركبة.
أما شركة نورثروب جرومان فستوفِّر مركبة النقل التي ستعبر برواد الفضاء وجميع الهياكل الأساسية من منصة العبور التابعة لناسا، والتي ستتموضع في مدار القمر، إلى مدار أكثر قرباً من سطح القمر بشكلٍ يسمح لمركبة بلومون بالهبوط السَّلِس على سطحه. ويُرجَّح أن تتوضَّع مركبة النقل هذه على مركبة الشحن الفضائية سيجنوس التابعة للشركة.
وأخيراً وليس آخراً، ستترأس شركة درابر مهمة تطوير عمليات إرشاد الهبوط وبرمجيات الطيران المسؤولة عن تمكين مركبة بلومون من الهبوط على سطح القمر بأمان.
ويُفترض بنظام المركبة أن يستثمر إمكانيات صاروخ نيوجلين التابع لشركة بلو أوريجين، ولكن يمكنه التحليق باستخدام أي صاروخٍ آخر. وليس من الواضح بعد ما إذا كان إرسال النظام إلى القمر سيتطلَّب عمليات إطلاقٍ متعددة أم لا، كما لم يتَّضح حتى الآن مدى توافقه في الارتباط بمنصة العبور.
أزمة الوقت
تم تحديد الموعد النهائي لتقديم العروض إلى إعلان ناسا بتاريخ 1 نوفمبر. وسيتعين على من يستقر عليه العقد أن يعمل بأقصى طاقته؛ حيث إن وكالة ناسا متأخِّرةٌ بالفعل عن الجدول الزمني في تطوير جميع الأجهزة الأساسية اللازمة لمشروع أرتميس، حتى أنه ليس هناك ما يكفي من الوقت لإجراء اختبارات هبوطٍ غير مأهولة على المركبة قبل موعد إطلاق البعثة في عام 2024.