كيف تستخدم تشات جي بي تي لإنشاء سيرة ذاتية جذابة؟

أحياناً، قد تكون كتابة سيرة ذاتية جديدة أو تعديل السيرة الذاتية التي مرَّ عليها بضع سنين مهمة شاقة للغاية، فعملية تلخيص خبراتك ومهاراتك كلّها التي اكتسبتها على مرّ السنين في صفحة واحدة قد تأخذ منك الكثير من الوقت والجهد، ولكن توجد عدة أدوات يمكنها حل المشكلة، ومن ضمنها بوت الدردشة تشات جي بي تي الذي يمكن أن يساعدك على إنشاء سيرة ذاتية احترافية تزيد حظوظك عند التقدم لوظيفة أحلامك.

ولكن كيف يمكنك مطالبة تشات جي بي تي بإنشاء سيرة ذاتية مثالية أو تحسينها مع وجود لمسة بشرية ومهنية؟ وما هي الخطوات التي ينبغي اتباعها لتدقيقها وتحسين لغتها وتنسيقها بأفضل طريقة ممكنة؟ وما هي النقاط الأساسية التي ينبغي لك تجنبها؟ ففي نهاية الأمر لن يجري تشات جي بي تي العمل نيابة عنك، ولكنه قد يوفّر عليك الكثير من الوقت والجهد اللازمين لإنشاء سيرة ذاتية احترافية للتقدم لوظيفتك القادمة.

هل ينبغي استخدام تشات جي بي تي لإنشاء سيرة ذاتية؟

من المهم للغاية قبل البدء أن تُدرك أن تشات جي بي تي هو أداة لمساعدتك وليس للقيام بكل شيء نيابة عنك، حيث يمكن أن يساعدك على تحسين القواعد النحوية والإملائية الموجودة في سيرتك الذاتية الحالية، أو إذا كنت تريد سيرة ذاتية جديدة، فقد يكون أداة مفيدة لإنشاء المسودة الأولى لاختصار الوقت والجهد.

فوفقاً للخبيرة المهنية في توب ريزومي TopResume أماندا أوغسطين (Amanda Augustin، فإن تشات جي بي تي قد يعاني مشكلة رئيسية عند استخدامه في إنشاء السير الذاتية أو تحسينها، وهي أنه قد لا يعرف أبداً فيما إذا كان ما سيذكره صحيحاً، ففي نهاية الأمر تشات جي بي تي مدّرَّب لإرضائك، ومهما كانت المطالبة أو المهمة التي تقدمها له فإنه قد يمنحك نوعاً من الاستجابة التي قد تتضمن محتوى غير دقيق أو غير ذي صلة، خاصة عند إدخال الكثير من المطالبات.

بالإضافة إلى ذلك، ينصح خبراء التوظيف باستخدام تشات جي بي تي من أجل تصميم سيرة ذاتية عامة، وهي موجز أو قائمة بالوظائف التي شغلتها وتحصيلك العلمي بشكل عام، وليس سيرة ذاتية مخصصة، أي تبرز المهارات المناسبة والتي تجعلك مرشحاً للوصف الوظيفي الذي تتقدم له. على سبيل المثال، إذا كنت مصمم غرافيك ولديك سيرة ذاتية قديمة وتريد التقديم لوظيفة جديدة، يمكنك مطالبته بكتابة سيرة ذاتية شاملة ورائعة لمصمم غرافيك، ثم عدّلها لاحقاً بقدر الإمكان بما يتناسب مع خبراتك ومهاراتك لتجنب الإجابة عن أسئلة تتعلق بمهارات وقدرات قد لا تمتلكها بالفعل، بينما هي مضمنة في سيرتك الذاتية.

ما هي الخطوات المطلوبة قبل الشروع في كتابة السيرة الذاتية باستخدام تشات جي بي تي؟

لكتابة سيرة ذاتية ناجحة باستخدام تشات جي بي تي، اتبع الخطوات التالية:

1- حدد احتياجاتك

إذا كنت لا تعرف ما هي النقاط التي تحتاج إلى تضمينها في السيرة الذاتية، ينبغي لك أولاً فهم متطلبات مثل:

حدد دورك الوظيفي المستهدف: من المهم معرفة دور الوظيفة المحدد التي تريد التقدم لها، حتى تتمكن من مطالبة تشات جي بي تي بتخصيص سيرتك الذاتية وفقاً لذلك.
حدد طول سيرتك الذاتية: اختر ما إذا كان يجب أن تتكون سيرتك الذاتية من صفحة واحدة أو صفحتين أو أكثر.
حدد الإنجازات الرئيسية التي تريد إبرازها: شارك متطلبات الوظيفة مع تشات جي بي تي حتى يتمكن من تحديد تلك الإنجازات.

2- اكتشف ما يحتاج إليه تشات جي بي تي

لتزويدك بالسيرة الذاتية الأكثر فاعلية في أقصر وقت ممكن، طالب تشات جي بي تي بتصميم سيرة ذاتية أكثر تخصصاً بناءً على مدخلاتك. على سبيل المثال: أنا مطور برامج ولدي 3 سنوات من الخبرة ومهتم حالياً بالتقدم لوظيفة معلَنة في شركة ناشئة، هل يمكنك إنشاء سيرة ذاتية مقنعة بالنسبة لي؟ وما هو نوع المعلومات التي تحتاج إليها لضمان عرض مهاراتي وإنجازاتي وخبراتي؟

3- اجمع المعلومات اللازمة كلّها

لضمان الحصول على سيرة ذاتية عالية الجودة من تشات جي بي تي، من الضروري جمع معلومات وافية من أجل تصميم سيرة ذاتية أكثر كفاءة، ويشمل ذلك:

استخدام منصات التواصل الاجتماعي مثل لينكدإن للاطلاع على السير الذاتية لأشخاص يعملون في مجال عملك نفسه.
إذا كان لديك زميل أُدرجت سيرته الذاتية في القائمة المختصرة للوظيفة التي تقدم لها، فيمكنك استخدام سيرته الذاتية مرجعاً.
ابحث عبر الإنترنت لمعرفة ما إذا كان يمكنك العثور على بعض مراجع السيرة الذاتية الاحترافية.

4- ابحث عن الأوصاف الوظيفية

ابحث عن الوصف الوظيفي لدورك الوظيفي المستهدف الموجود على الصفحة الرسمية للشركة التي تريد التقدم إليها وأدخله إلى تشات جي بي تي، أو تصفح منصات التوظيف لمعرفة الأدوار الوظيفية المطلوبة للوظيفة التي تتقدم لها.

كيفية استخدام تشات جي بي تي لإنشاء سيرتك الذاتية أو تحسينها

إذا كنت تستخدم تشات جي بي تي لإنشاء سيرة ذاتية جديدة، فمن الضروري تقديم معلومات ذات صلة بك بأكبر قدر ممكن من التفاصيل، فكلما زادت المعلومات التي تدخلها كانت المخرجات أكثر تخصصاً.

الخطوة الأولى: قدّم نفسك

قدّم معلومات كافية عن نفسك، بحيث يمكن لتشات جي بي تي على الأقل إنشاء أساس سيرة ذاتية قوية لك، وضع في اعتبارك تضمين ما يلي:

الاسم.
التعليم (المدرسة، الدرجة أو التخصص، تاريخ التخرج، التعليم الإضافي مثل الشهادات).
خبرة العمل السابقة (الشركة، المسمى الوظيفي، تواريخ التوظيف).
المهارات الصعبة أو المهارات التقنية.
المهارات الشخصية.

الخطوة الثانية: قدّم خبرتك في العمل

يمكنك إنشاء مسودة أولى مناسبة باستخدام الخطوة الأولى، ومع ذلك قد تظهر العديد من معلومات الوصف الوظيفي غير المناسبة، إمّا بسبب كونها عامة جداً أو غير دقيقة تماماً، لذا في هذه الخطوة أعطِ تشات جي بي تي المزيد من المعلومات حول تجربة عملك واطلب منه إعادة كتابة أقسام محددة.

للقيام بذلك من الأفضل نسخ ولصق الوصف الوظيفي أو ملخص لأهم ثلاثة إنجازات عمل مباشرة. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت تريد استخدام كلمات رئيسية محددة لاجتياز أنظمة تتبع المتقدمين للوظائف (ATS)، فيمكنك تضمينها في المطالبات.

الخطوة الثالثة: شارك الوصف الوظيفي الذي تتقدم إليه

من الضروري تخصيص سيرتك الذاتية وفقاً للوظيفة والشركة المحددة التي تتقدم إليها، وذلك من خلال تلخيص المعلومات المهمة في إعلان الوظيفة، ثم مطالبة تشات جي بي تي بتخصيص سيرتك الذاتية باستخدام ملخص الوصف الوظيفي الذي أدخلته.

أمّا إذا كان لديك بالفعل سيرة ذاتية جيدة وتتطلع إلى تحديثها لتعكس أحدث خبراتك وإنجازاتك وخبراتك التي اكتسبتها مؤخراً، فيمكنك اختصار الوقت والجهد من خلال مطالبة تشات جي بي تي بتحسينها. على سبيل المثال، يمكنك مطالبته بالأمر: يُرجى مراجعة سيرتي الذاتية واقتراح أي تحسينات أو تعديلات، ثم انسخ سيرتك الذاتية ولصقها مع المطالبة.

نصائح لجعل السيرة الذاتية المنشأة باستخدام تشات جي بي تي أكثر إقناعاً لأصحاب العمل

بينما يمكن لتشات جي بي تي القيام بالكثير من العمل نيابة عنك في إنشاء سيرة ذاتية تُتيح لك التنافس مع الآخرين، إلّا أن الاعتماد عليه كُلياً في إنشاء سيرتك الذاتية يمكن أن يجعلك أيضاً أول المستَبعدين من قائمة المتنافسين على الوظيفة. ولتجنب ذلك يمكنك التدخل يدوياً بما يلي:

استخدم مدققاً نحوياً بشرياً أو أداة تدقيق لغوي لمراجعة الأخطاء النحوية والأخطاء المطبعية واكتشاف أي أخطاء قد تجاهلها، أو لم ينتبه إليها تشات جي بي تي.
خصص السيرة الذاتية للوظيفة المحددة بتسليط الضوء على المهارات والخبرات التي تتوافق مع متطلبات الوظيفة، وذلك باستخدام الكلمات الرئيسية من إعلان الوظيفة لمساعدة سيرتك الذاتية على اجتياز أنظمة تتبع المتقدمين للوظائف.
تأكد من أن السيرة الذاتية تتضمن فقط المعلومات ذات الصلة والمهمة، وأزل الخبرات أو المهارات غير ذات الصلة التي لا تُضيف أي قيمة لسيرتك الذاتية.
تحقق جيداً من دقة المعلومات الواردة جميعها في السيرة الذاتية، بما في ذلك المسميات الوظيفية وتواريخ التوظيف السابقة والمؤهلات التعليمية.
تأكد من أن تكون محدداً قدر الإمكان للحصول على نتائج أكثر فاعلية عند إنشاء مطالباتك أو أسئلتك.
تذكر إعطاء الأولوية لخصوصيتك واحذر من تقديم أي بيانات حساسة أو معلومات شخصية قبل استخدام تشات جي بي تي لإنشاء سيرتك الذاتية.

هل سيُقصيك أصحاب العمل إذا استخدمت تشات جي بي تي لإنشاء سيرتك الذاتية؟

قد تبدو الاستعانة بتشات جي بي تي لكتابة سيرتك الذاتية إلى حد ما كالغش في حل الامتحان المدرسي، فهل يهتم أصحاب العمل حقاً إذا كانت السيرة الذاتية قد أُنشئت باستخدام تشات جي بي تي أم لا؟

قد لا يهتم أصحاب العمل كثيراً، فأصحاب العمل في نهاية الأمر يريدون فقط العثور على أفضل مجموعة من المرشحين بسرعة، على سبيل المثال، أبرز استطلاع أجرته شركة منشئ السيرة الذاتية (ResumeBuilder) في فبراير من عام 2024، أن أكثر من 1000 باحث عن عمل حالي ومؤخراً، استخدموا تشات جي بي تي لكتابة السيرة الذاتية الخاصة بهم. وكانت النتائج كالآتي:

استخدم نحو 46% من الباحثين عن عمل تشات جي بي تي لكتابة سيرهم الذاتية أو خطابات التغطية.
أبلغ 7 من كل 10 ممن استخدموا تشات جي بي تي عن معدل استجابة أعلى من الشركات
حصل 78% على مقابلة عند استخدام النصوص التي ولّدها تشات جي بي تي في سيرهم الذاتية.
وظفت الشركات نحو 59% بعد استخدامهم تشات جي بي تي لكتابة سيرهم الذاتية.
رفضت الشركات نحو 11% فقط ولم يتمكنوا من الحصول على الوظيفة، عندما اكتشف مسؤولو التوظيف أن سيرهم الذاتية مكتوبة بواسطة تشات جي بي تي.

هذا يعني أنه لا يوجد سبب يمنع استخدام تشات جي بي تي لإنشاء سيرتك الذاتية، فهو جزء من التطور التكنولوجي، وقد لا يؤدي ذلك إلى أتمتة العملية بالكامل، ولكنه سيجعلها أكثر كفاءة، لكن تذكر أن تشات جي بي تي لا يعرف شيئاً عنك باستثناء ما قلته له، لذا تأكد من قضاء الوقت الكافي في إخباره بما تحتاج إليه، والأهم حرّر سيرتك الذاتية يدوياً لتتناسب مع الدور الوظيفي الذي تتقدم له.

والأكثر أهمية هو ضرورة إدخال اللمسة البشرية في سيرتك الذاتية، لأنه عند مقابلة العمل أنت الوحيد الذي ستتكلم وتبرز مهاراتك وخبراتك، وإذا كانت هناك معلومات غير صحيحة أو خاطئة في سيرتك الذاتية، فستكون أول الخاسرين وقد تفقد فرصة الحصول على وظيفة أحلامك.