كيفية استخدام عدسة جوجل (Google Lens) لتحويل هاتفك إلى محرك بحث مرئي

يُعدّ تطبيق عدسة جوجل واحداً من أكبر الخدمات التي استفادت من طفرة الذكاء الاصطناعي الحالية. فعلى الرغم من أن إطلاقه كان قبل أكثر من ست سنوات، فإن وظائفه كانت محدودة ومتوفرة حصرياً لهواتف شركة جوجل. والآن مع تسارع وتيرة تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، عملت جوجل بشكلٍ مكثّف على تضمين العديد من الميزات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في التطبيق لتصبح محركَ بحثٍ مرئياً بالكامل.

حيث قدمت الأداة طرقاً جديدة للبحث باستخدام كاميرا الهاتف فقط، بطريقة لا تتضمن كتابة أي وصف لأي شيء أو عنصر تراه أمامك وتريد الحصول على معلومات عنه، وربما حتى السماح لك بشرائه، فكيف تعمل عدسة جوجل؟ وكيف تستخدمها للبحث عن معلومات عن العناصر والأشياء التي تراها؟ وهل ستُمهّد لتغيير طريقة بحثنا عن المعلومات عبر محرك بحث جوجل؟

ما هي عدسة جوجل Google Lens؟

تعمل عدسة جوجل (Google Lens) وفق مبدأ بسيط للغاية، فقط وجّه كاميرا هاتفك الى شيء ما وستخبرك عنه، بعبارة أخرى يمكنك استخدامها للتعرف إلى أي شيء والحصول على معلومات عنه، وحتى روابط URL المضمنة لاستخدامها في الحصول على المزيد من المعلومات.

وتأتي الميزات الجديدة المضمنة في الأداة نتيجة طبيعية لاستخدام شركة جوجل بشكلٍ متزايد نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء ملخصات للمعلومات استجابة لعمليات البحث النصية، حيث إن تطور البحث المرئي في أداة عدسة جوجل التي تُستخدم لإجراء نحو 20 مليار عملية بحث شهرياً يدعم المزيد من طرق البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك عمليات البحث عبر الفيديو.

اقرأ أيضاً: كيف تعمل خرائط جوجل؟

كيف تعمل عدسة جوجل؟

عدسة جوجل هي مجموعة من إمكانات الحوسبة القائمة على الرؤية التي يمكنها تفسير ما تنظر إليه، ففي حالة مشاهدة الكلمات يمكن ترجمتها مباشرة، وفي حال مشاهدة الروابط أو رموز الاستجابة السريعة يمكن الاتصال بها فوراً، وإذا التقطت صورة لموقع مشهور مثل ملعب ويمبلي الأولمبي فيمكنك معرفة المزيد عنه، وإذا كانت الصورة الموجودة في هاتفك تتضمن منتجاً مثل سماعات الأذن، فستمنحك الأداة روابط URL مفيدة إلى المتاجر التي يمكنك شراؤها منه.

ما الذي يمكن أن تفعله عدسة جوجل؟

صُمِمت عدسة جوجل بصورة أكثر شمولاً من أجل تسهيل عمليات التسوق، بالإضافة إلى معرفة المعلومات عن العناصر التي تصادفها في حياتك اليومية بسرعة أكبر، ومع ذلك لدى الأداة ميزات أخرى منها:

التعرف إلى الأشياء التي تراها في أثناء يومك العادي مثل معلومات عن المباني التي تصادفها في طريقك أو معرفة المزيد من المعلومات عن النباتات التي تعجبك وترغب في زراعتها في حديقة المنزل.
البحث عن الأمراض الجلدية. على سبيل المثال، يمكنك التقاط صورة لأي علامة غريبة في الجلد لمعرفة المزيد عنها، كما يمكنك استخدام عدسة جوجل لمعرفة أي شيء غريب آخر على جسمك مثل ظهور نتوء في الشفة أو خطوط على الأظافر.
ترجمة لافتات الشوارع والقوائم وغيرها من خلال التقاط صورة أو تحميلها أو حتى توجيه الكاميرا إلى النص الذي تريد ترجمته مثل قائمة طعام أو لافتة إرشادية في الشارع.
المساعدة على حل الواجبات المنزلية من خلال اختيار خيار الواجبات المنزلية (Homework). يمكنك التقاط صورة للمعادلة الرياضية للحصول على حلها بسرعة وسهولة.
شراء المنتجات التي قد تلفت انتباهك. على سبيل المثال، إذا كنت تتصفح الإنترنت ولاحظت منتجاً ترغب في شرائه يمكنك التقاط صورة له لمعرفة المتاجر التي توفره عبر الإنترنت، كما يمكنك تخصيص عملية الشراء من خلال استخدام ميزة البحث المتعدد (Multisearch) من خلال إضافة كلمة محددة للمنتج في أعلى شريط البحث.
تعمل ميزة البحث المتعدد أيضاً على مساعدتك في العثور على المتاجر التي توفّر المنتجات التي قد ترغب فيها مثل تضمين طبق طعام جديد في عيد ميلاد أحد أفراد الأسرة. ما عليك سوى التقاط صورة لطبق الطعام أو تحميل الصورة وإضافة كلمة بالقرب مني (Near me) لمعرفة المطاعم القريبة التي توفرها.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنك استخدام عدسة جوجل للبحث باستخدام مجموعة من مدخلات الفيديو والصور والصوت. على سبيل المثال، بدلاً من توجيه كاميرا هاتفك إلى شيء ما والتقاط صورة له ثم انتظار النتيجة، يمكنك توجيه الكاميرا إلى العنصر واستخدام الأوامر الصوتية في الوقت نفسه مثل: "ما هو موديل السيارة هذه وأين يمكنني شراؤها؟".

كما ستبدأ عدسة جوجل دعم التقاط الفيديو في الوقت الفعلي، ما يجعلها تتجاوز ميزة تحديد الكائنات في الصور الثابتة. على سبيل المثال، إذا كان لديك شاشة تلفاز مكسورة أو رأيت أضواءً غريبة تظهر في جهاز التوجيه المنزلي، فيمكنك التقاط مقطع فيديو سريع عبر عدسة جوجل وسؤاله عن سبب ظهور هذه الأضواء أو كيف يمكنك إصلاح شاشة التلفاز.

كيفية الوصول إلى عدسة جوجل

يمكنك فتح أداة عدسة جوجل بطرق متعددة، حيث يُمنح للمستخدمين جميعهم حق الوصول إلى الميزات كلّها المضمنة بغض النظر عن الطريقة المستخدمة، وأبرز الطرق لفتح الأداة هي:

تطبيق مستقل: متاح لمستخدمي أندرويد عبر متجر جوجل بلاي ولمستخدمي هواتف آيفون، يمكنك استخدامه عبر تطبيق جوجل المتوفر الذي يمكن تحميله من متجر آب ستور.

تطبيق صور جوجل: حيث يمكنك تحميل صورة منتج ما للبحث عن معلومات عنه أو معرفة أين يمكنك شراؤه.

تطبيق الكاميرا: في بعض هواتف أندرويد أُضيفت عدسة جوجل مباشرة إلى تطبيق الكاميرا الخاص بالهاتف، ولكن قد تختلف طريقة الوصول إليه حسب الشركة المصنّعة وواجهة المستخدم.

محرك بحث جوجل: يحتوي محرك بحث جوجل على زر عدسة مخصص يظهر في نهاية شريط البحث.

كيفية استخدام عدسة جوجل

الطريقة الأكثر ملائمة لاستخدام أداة عدسة جوجل هي من خلال التطبيق المستقل المتوفر مجاناً لمستخدمي هواتف أندرويد وآيفون، وللقيام بذلك اتبع الخطوات التالية:

افتح التطبيق على هاتفك الذكي.
أمنح الإذن للكاميرا بالوصول إلى هاتفك عند مطالبتك.
ستظهر الشاشة الرئيسية للتطبيق مقسمة إلى جزئين بشكلٍ افتراضي، حيث يعرض الجزء العلوي موجزاً مباشراً للكاميرا بينما يحتوي الجزء السفلي على مكتبة الصور الخاصة بك.
اسحب للأسفل لتوسيع الشاشة واعتماداً على ما تريد القيام به ستجد ستة خيارات أساسية، هي: الترجمة (Translate)، والنص (Text)، والبحث (Search)، والواجبات المنزلية (Homework)، والتسوق (Shopping)، والأماكن (Places).
وجهّ كاميرا الهاتف إلى المنتج والتقط صورة له للبحث عن معلومات أكثر عنه، ثم انتظر قليلاً بينما يعمل التطبيق لجلب النتائج.
اسحب الشاشة للأعلى لرؤية النتائج بمجرد الانتهاء، كما يمكنك إضافة أي عبارة بحث أخرى في شريط البحث للأعلى لرؤية نتائج أكثر تحديداً.

بحث جوجل في طريقه للتغير بشكلٍ جذري

للتوافق مع رؤيتها الكبرى وبدافع المنافسة مع شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة، بدأت جوجل بإعادة تنظيم المنتج الأساسي لها وجعله أكثر تخصيصاً وأكثر تلخيصاً بدعمه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي خصوصاً، وقد وضحت ملامح هذه الاستراتيجية المتجددة ضمن الكلمة الرئيسية لمديرها التنفيذي سوندار بيتشاي في مؤتمر المطورين الأخير، حيث ذكر أن الذكاء الاصطناعي يدعم الآن كل منتج تقريباً في جوجل، وتخطط الشركة فقط لتسريع هذا التحول.

حيث شعرت الشركة للمرة الأولى منذ فترة طويلة بشدة المنافسة مع صعود شركات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت تستقطب التمويل من أكبر وأعرق شركات التكنولوجيا، فمن المتوقع أن تغيّر هذه الشركات الناشئة، التي أصبحت تُسارع في دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي في نماذج أعمالها، مفهوم البحث عبر الإنترنت بالكامل.

لذلك بدأت جوجل بتجربة أسلوب جديد في تقديم النتائج أطلقت عليها اسم أيه آي أوفر فيو (AI Overview)، مدعوم بنموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها جيميناي، حيث سيقدّم النموذج ملخصات أكثر عمقاً وموثوقية في أعلى نتائج صفحة بحث جوجل.

على سبيل المثال، بدلاً من ظهور القائمة التقليدية لروابط مواقع الويب، ستظهر الإجابة عن الأسئلة في شكل ملخصات نصية أو فيديو أكثر تخصصاً بالطريقة نفسها التي يعمل بها بوت الدردشة تشات جي بي تي أو محرك البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي بيربلكسيتي (Perplexity).

مثالٌ على ذلك، عندما تسأل النسخة الجديدة من محرك البحث جوجل المتوفر في نسخته التجريبية الآن عن: "أين أفضل مكان لرؤية خسوف القمر في عام 2025؟" ستظهر لك بدلاً من قائمة روابط صفحات الويب التقليدية صفحة مليئة بالمعلومات تحتوي على نص رئيسي وفيديوهات مضمنة ومصادر إضافية أنشأها الذكاء الاصطناعي، تحتوي على معلومات شاملة عن أفضل الأماكن حول العالم لرؤية الخسوف المتوقع له أن يحدث يوم 14 مارس، مع روابط ذات صلة لمواقع ويب للحصول على معلومات أكثر تفصيلاً.

الطريقة الجديدة في بحث جوجل لن تظهر لكل نتيجة بحث، فهي مخصصة فقط للأسئلة الأكثر تعقيداً، ففي كل مرة يبحث فيها شخص ما عن شيء ما ستقيِّم خوارزميات البحث السؤال لمعرفة إذا ما كان ينبغي تقديم إجابات منشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي أو روابط تقليدية للنقر عليها.