ملخص: يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في المطارات من خلال تحسين الكفاءة وتعزيز الأمان وتوفير تجربة سفر أفضل للمسافرين. تُستخدم تقنيات مثل التعلم الآلي والرؤية الحاسوبية في تحليل البيانات الضخمة المتولدة يومياً، ما يسمح بتوقع أوقات الذروة وتوزيع الموارد بكفاءة أكبر، وتعزيز الأمن من خلال التعرف على الأنشطة غير الطبيعية في الوقت الفعلي، ومن خلال الاعتماد على المصادقة البيومترية وتكنولوجيا التعرف على الوجه، يمكن تسريع العمليات وتقليل الاعتماد على المستندات الورقية. كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي في أتمتة فحص الأمتعة وتتبعها بصورة أدق وأسرع، بالإضافة إلى تحسين تدفق الركاب من خلال مراقبة الازدحام وتحليله. هذه التقنيات جميعها تسهم في تحسين الخدمات وتقليل أوقات الانتظار، ما يجعل المطارات أكثر ذكاءً وأماناً، ويحسن تجربة السفر بشكلٍ عام.
تحافظ صناعة الطيران على اتصال أجزاء العالم مع بعضها من خلال نقل المسافرين والبضائع. في كل عام، يسافر المزيد والمزيد من الناس، ون المتوقع أن يصل عدد ركاب الطائرات في العالم خلال عام 2024 إلى 9.5 مليار، لذلك، أصبحت مراقبة عمليات المطارات وإدارتها أكثر صعوبة وتعقيداً من أي وقت مضى.
لكن يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في المطارات بتبسيط العمليات وزيادة الكفاءة وتحسين تجربة السفر وضمان الأمن، وفي هذه المقالة، سوف نستكشف التطبيقات المختلفة للذكاء الاصطناعي في المطارات، وسنلقي نظرة على التحديات التي تصاحب تبنيه.
اقرأ أيضاً: مستقبل صناعة السفر في عصر الذكاء الاصطناعي
استخدامات الذكاء الاصطناعي في الطيران
ثمة عدة تطبيقات للذكاء الاصطناعي في الطيران، فملاً يُستخدم التعلم الآلي في التنبؤ بالأحداث بناءً على البيانات المتوفرة، بينما تستخدم معالجة اللغات الطبيعية (NLP) لفهم اللغة البشرية وتوليد نصوص مفهومة، بينما تتيح الرؤية الحاسوبية للآلات وأجهزة الكمبيوتر رؤية وفهم محيطها، في المطارات.
التعلم الآلي
التعلم الآلي من أهم التقنيات التي يمكن استخدامها في المطارات لتحسين العمليات، فمن خلال تحليل البيانات الضخمة المتولدة يومياً، يستطيع التعلم الآلي التنبؤ بعدد الركاب وأوقات الازدحام، ما يُمكّن المطارات من تحسين إدارة الموارد مثل توزيع الموظفين وفتح البوابات. كما يُستخدم التعلم الآلي في تعزيز أمن المطارات من خلال تحليل بيانات المسافرين والتعرف على الأنشطة غير الطبيعية التي قد تشير إلى تهديدات أمنية.
بالإضافة إلى ذلك، تسهم تقنيات التعلم الآلي في تحسين تجربة الركاب عن طريق أنظمة مثل المصادقة البيومترية السريعة والتعرف على الوجوه عند نقاط التفتيش وأتمتة عمليات الدخول وتفتيش الأمتعة.
معالجة اللغات الطبيعية
تُستخدم تكنولوجيا معالجة اللغة الطبيعية في المطارات لتحسين تجربة الركاب وزيادة كفاءة العمليات التشغيلية. فمن خلال أدوات مثل المساعِدات الصوتية وبوتات الدردشة، يمكن للمسافرين الحصول على معلومات حول الرحلات وحجز التذاكر وتلقي التوجيهات داخل المطارات بلغتهم الطبيعية. وهذا يخفف العبء على الموظفين في المطار، خاصةً في أوقات الزحام.
بالنسبة للجانب الأمني، تُساعد معالجة اللغة الطبيعية في الكشف عن الأنشطة المشبوهة عن طريق تحليل المحادثات لاكتشاف أي تهديدات محتملة فيها، كما أنها تُسهم في تسريع عمليات الفحص الأمني والتعامل مع مستندات السفر لأنها تفهم النصوص بدقة وبعدة لغات، وبالتالي تُقلل الحاجة إلى الموظفين وتُسرّع الإجراءات.
اقرأ أيضاً: كيف يغير الذكاء الاصطناعي حياتنا في المنزل والعمل؟
الرؤية الحاسوبية
تُستخدم الرؤية الحاسوبية في المطارات بعدة مجالات، مثل أنظمة المراقبة المتقدمة التي تعتمد على تحليل الفيديوهات. يمكن للرؤية الحاسوبية التعرف على الأنشطة المشبوهة أو غير الطبيعية في الوقت الفعلي، وتساعد في تعزيز التدابير الأمنية. كما تُستخدم في المصادقة البيومترية، حيث تسهم في التعرف على الوجوه وتسريع العمليات والمرور عبر نقاط التفتيش الأمنية دون الحاجة إلى المستندات التقليدية.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد الرؤية الحاسوبية في إدارة تدفق الركاب من خلال مراقبة المناطق المزدحمة وتحليل الحركة وتقديم توصيات لتخفيف الازدحام، مثل فتح البوابات والممرات وإغلاقها. كما تُستخدم في فحص الأمتعة تلقائياً للكشف عن المواد الممنوعة دون تدخل بشري مباشر، ما يُسرّع العمليات ويزيد دقتها.
أمثلة على استخدامات الذكاء الاصطناعي في المطارات
لفهم دور الذكاء الاصطناعي المفيد في المطارات، إليك بعض المشكلات التي تعاني منها المطارات وكيف يساعد الذكاء الاصطناعي في حلها:
الرؤية الحاسوبية لهبوط الطائرات بأمان
أحد التطبيقات المثيرة للاهتمام للرؤية الحاسوبية في مجال الطيران هو حساب مسافات هبوط الطائرات. على الرغم من عدم استخدامها بشكل شائع بعد، فإن الرؤية الحاسوبية يمكن أن تكون مفيدة للهبوط في حالات الرؤية الضعيفة، حيث يمكن أن تجعل الهبوط أكثر أماناً وموثوقية.
اكتشاف الكائنات هي مهمة الرؤية الحاسوبية، فهي تقوم بتحديد مواقع الكائنات داخل صورة أو مقطع فيديو. يمكن الاستفادة من ذلك لتحديد موقع الطائرة وقياس بعدها عن مدرج الطائرة وتحديد نقطة هبوطها بدقة.
بوتات الدردشة لخدمة العملاء
المشكلة الرئيسية في المطارات هي الحاجة المستمرة لخدمة العملاء. غالباً ما يحتاج المسافرون إلى المساعدة في الحصول على معلومات الرحلة وإيجاد طريقهم إلى الطائرة. تزداد هذه المشكلة تعقيداً في المطارات الدولية، حيث يتحدث عدد كبير من الركاب بلغات مختلفة، وهذا يستدعي توظيف عدد كبير من الأشخاص الذين يعرفون لغات متعددة، وهو أمر مكلف للغاية.
في هذه الحالة، يمكن أن تكون بوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي حلاً جيداً، فهي تفهم اللغة البشرية وتستطيع توليدها، ما يجعلها قادرة على التفاعل مع المسافرين بطريقة طبيعية والدردشة معهم. يستطيع المسافرون استخدامها للحصول على معلومات عن الرحلات الجوية في الوقت الفعلي، والإجابة عن الأسئلة حول مرافق المطارات، والمساعدة في عمليات الحجز، وحتى تقديم توصيات بشأن تناول الطعام والتسوق.
اقرأ أيضاً: 6 طرق يساعد بها الذكاء الاصطناعي في استكشاف الفضاء
أنظمة تحميل الأمتعة
يمكن للذكاء الاصطناعي في المطارات أن يجعل عملية تجميع الأمتعة ونقلها أكثر كفاءة ويقلل احتمالية فقدانها. فأنظمة الذكاء الاصطناعي المدعومة بالرؤية الحاسوبية يمكنها فرز الأمتعة وتتبعها ونقلها تلقائياً، أي تتبع حركة كل حقيبة منذ لحظة تسجيلها إلى أن يتم تحميلها على متن الطائرة. تساعد هذه المراقبة المستمرة على منع الأخطاء وضمان وصول كل حقيبة إلى وجهتها.
كاميرات وأجهزة استشعار لمراقبة العمليات
لمراقبة العمليات الأساسية في المطارات وتجنب أي تأخير، يمكن استخدام كاميرات وأجهزة استشعار مدعومة بالذكاء الاصطناعي. تعمل هذه التقنيات على تحديد إذا ما كانت الطائرات تحتاج إلى التزود بالوقود أم لا، وما إذا كانت تحتاج للصيانة، كما تراقب خدمات تقديم الطعام، والمسافرين الذين يقومون بأي نشاط غير طبيعي قد يشير إلى تهديد محتمل. بشكلٍ عام، تساعد هذه الكاميرات والأجهزة على التأكد من أن كل شيء في المطار يجري على ما يرام.
بفضل هذه الأنظمة، يمكن اكتشاف المشكلات فور حدوثها والتعامل معها بسرعة لضمان استمرار سير العمليات، كما أنها تضمن التزام جميع الموجودين في المطار بإجراءات السلامة والقيام بدورهم على أكمل وجه.
تحديات تطبيق الذكاء الاصطناعي في المطارات
قد يواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في المطارات عدة تحديات. يرتبط بعضها بارتفاع تكاليف البنية التحتية وخصوصية البيانات والجوانب الأخلاقية والتوافق مع الأنظمة المستخدمة. ومن هذه التحديات ما يلي:
- التأكد من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي موثوقة وآمنة هو أمر بالغ الأهمية في صناعة الطيران. يجب أن يفي الذكاء الاصطناعي بمعايير صارمة ويخضع لاختبارات عديدة، لأن أي خطأ يمكن أن تكون له عواقب وخيمة ويؤدي لخسائر في الأرواح.
- التكيف مع المطارات المختلفة أمر صعب، فالمطارات موجودة في مختلف الأماكن حول العالم، وفي كل منها فيه أعداد كبيرة من الركاب وطرازات مختلفة من طائرات ونظام عمل مختلف. لذا يجب أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على التكيف مع هذه الظروف المختلفة.
- الحصول على موافقة الجهات التنظيمية قد يكون أمراً صعباً. يجب أن تستوفي أنظمة الذكاء الاصطناعي لوائح أمنية صارمة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى إبطاء عملية تطويرها وتشغيلها، كما أن إقناع شركات الطيران ومشغلي المطارات والركاب بأن الذكاء الاصطناعي موثوق ومفيد يتطلب الكثير من الجهد وإثبات أنه يعمل بالفعل على تحسين السلامة والكفاءة.