الملخص: يمتلك خبير الروبوتات التعليم اللازم والخبرة العملية والمهارات الأساسية التي يجب تطويرها باستمرار. يبدأ المسار التعليمي عادةً بدرجة الإجازة (البكالوريوس) في مجالات مثل هندسة الروبوتات أو الهندسة الميكانيكية أو علوم الحاسوب. ويمكن للدرجات المتقدمة مثل الماجستير أو الدكتوراة، أن تعزز آفاق العمل من خلال توفير المعرفة المتخصصة وفرص البحث. يتقن خبير الروبوتات لغات البرمجة، خاصة بايثون وC++، بالإضافة إلى الإلمام بمبادئ الهندسة الميكانيكية والمهارات العملية مثل اللحام والتصميم الحاسوبي. تُعدّ الخبرة العملية المكتسبة أيضاً من خلال التدريب، وبرامج التعاون، والمشاريع العملية بقدر الأهمية لأنها تسهم في تطوير المهارات التقنية والتحليلية اللازمة للنجاح في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك خبير الروبوتات مهارات شخصية مثل الإبداع والتفكير النقدي والعمل الجماعي إلى جانب الخبرة الفنية، ويجب أن يواكب التطورات في المجال، والتعلم مدى الحياة لمواكبة التقنيات والمنهجيات الجديدة.
أصبح علم الروبوتات مجالاً مثيراً للاهتمام وسريع التطور، ومطلوباً في سوق العمل، إذ يقدّم خبير الروبوتات الاستشارة والحلول المتخصصة للعملاء. ولتصبح خبيراً في الروبوتات يجب أن تمتلك خلفية تعليمية محددة، بالإضافة إلى التدريب وتلقي الخبرات العملية وامتلاك المهارات الشخصية اللازمة.
كيف تصبح خبيراً في الروبوتات؟
أن تصبح خبيراً في الروبوتات ليس بالأمر السهل، كما أنه ليس مستحيلاً، ويتطلب امتلاك التعليم المناسب ومهارات محددة، يختصرها الدكتور إيلي ميترز مبتكر "سارة" و"محمد" أول روبوتات بشرية مصنوعة في السعودية، ويقول: "ابدأ بشهادة في هندسة الروبوتات، أو تخصص مماثل مع التركيز على الروبوتات من خلال التخصصات الفرعية. يمكن للدرجات المتقدمة مثل الماجستير أو الدكتوراة أن تعمّق خبرتك وتفتح فرصاً للبحث. ومن المهم بالقدر نفسه اكتساب الخبرة العملية من خلال التدريب الداخلي أو العمل في المشاريع أو المشاركة في المسابقات أو حضور ورش العمل".
اقرأ أيضاً: مقوّمات نجاح الشركات المبتكِرة في مجال الروبوتات في السعودية
الخلفية التعليمية
التعليم مهم جداً لتصبح خبيراً في مجال الروبوتات. ابدأ من الحصول على درجة الإجازة (البكالوريوس) في أي من المجالات ذات الصلة مثل هندسة الروبوتات أو الهندسة الميكانيكية أو الهندسة الكهربائية أو هندسة الحواسيب. وهي مجالات تقدّمها العديد من الجامعات التي يمكن أن توفّر المعرفة اللازمة في هذا المجال. ولامتلاك معرفة أكبر وتخصصية أكثر في علم الروبوتات، يمكن إتمام الدراسات العليا للحصول على رؤى أعمق في مفاهيم ومنهجيات الروبوتات المتقدمة.
التدريب
بالإضافة إلى التعليم الجامعي، من المهم اكتساب الخبرة العملية من خلال التدريب أو المشاريع العملية في أثناء الدراسة، والتعاون مع فرق متعددة التخصصات. وينبغي أيضاً على خبير الروبوتات تطوير مهاراته البرمجية، وإتقان لغات مثل سي بلس بلس وجافا وبايثون وماتلاب، فهي لغات أساسية لتصميم الأنظمة وخوارزميات التحكم في الأنظمة الروبوتية. علاوة على ذلك، أصبح فهم مجالات مثل علم البيانات والتعلم الآلي أمراً ضرورياً لمحترفي الروبوتات مع انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
يمكن تعزيز المعرفة العلمية أيضاً عبر الالتحاق بالدورات التدريبية عبر الإنترنت، وتنفيذ المشاريع الشخصية لاكتساب الخبرات العملية التي تساعد على صقل المهارات، وتطبيق الخبرات النظرية عمليّاً، واستخدام مفاهيم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الأنشطة الملموسة.
توفّر البرامج التعليمية مثل تلك التي تقدّمها كورسيرا وغيرها من المنصات، تخصصات شاملة تسمح للمتعلمين بتطبيق المفاهيم النظرية على سيناريوهات العالم الحقيقي. غالباً ما تتضمن هذه البرامج مشاريع عملية تعزز التعلم من خلال التطبيق العملي.
من المهم أيضاً الإلمام بأدوات التصميم بمساعدة الحاسوب لإنشاء نماذج روبوتية مفصلة ودقيقة، بالإضافة إلى امتلاك مهارات مثل اللِحام والتشغيل الآلي التي تمنح المهندسين القدرة على تحويل هذه التصميمات النظرية إلى نماذج أولية.
اقرأ أيضاً: ما هي وظائف التكنولوجيا الأكثر طلباً في المستقبل؟ وكيف تصبح خبيراً فيها؟
المهارات الشخصية
من ناحية المهارات الشخصية، يعمل الإبداع والتفكير النقدي والعمل الجماعي على تعزيز قدرة الخبير على الابتكار والتعاون بفاعلية مع فِرق متعددة التخصصات، ما يمكّنه من شرح أفكار التصميم ومتطلباته بوضوح، وتقليل الأخطاء وتعزيز بيئة العمل الإنتاجية.
يمكن اكتساب مهارة العمل التعاوني والقيادي من خلال المشاركة في مشاريع الفرق التي تعزز المهارات التعاونية الأساسية، وفيها يتعلم الطلاب التواصل الفعّال، وتفويض المهام، وحل النزاعات، وهي أمور حيوية في مكان العمل.
وتعدُّ مهارة حل المشكلات والمهارات التحليلية مهارات إضافية يجب أن يمتلكها خبير الروبوتات، إذ تمكّنه من استكشاف الأخطاء وإصلاحها وتحسين أداء الروبوت.
من المهم لخبير الروبوتات أيضاً الموازنة بين الجوانب الفنية والبراعة في إدارة الأعمال والمشاريع، ويجب أن يكون بارعاً في إدارة الوقت والتواصل مع العملاء المتعددين وتلبية مطالبهم. لا يتوقف خبير الروبوتات عند هذا الحد من التعلم واكتساب الخبرات، بل يواكب أحدث التطورات التكنولوجية في مجاله، ويستمر في التعلّم والتدريب.
اكتساب الخبرة العملية
ولاكتساب الخبرة العملية يمكن الالتحاق بنوادي الروبوتات والمسابقات التي تسمح للمشاركين بالعمل على مشاريع روبوتية حقيقية. تعمل هذه النشاطات على تنمية المعرفة العملية في البرمجة والإلكترونيات والهندسة الميكانيكية، وتسد الفجوة بين الخبرة النظرية والتطبيق العملي.
قد تكون الخطوة المفيدة التالية التدريب العملي، فهي تسمح لمهندسي الروبوتات باستكشاف سوق العمل، والبدء باستكشاف مجالات الاختصاص مثل تصميم الأنظمة وتطوير البرمجيات وهندسة الأجهزة، ما يساعد على تحديد الاهتمامات ونقاط القوة، والتوجّه نحو خيارات مهنية مستنيرة. يتواصل المتدربون مع محترفين من أصحاب الخبرة، ويتعاملون مع مشاريع حقيقية، ويكتسبون رؤى حول المتطلبات التشغيلية للصناعة، ما يعزز مهاراتهم العملية وثقتهم.
غالباً ما تشكّل التدريبات مسارات مباشرة للتوظيف، إذ تقدّم الشركات في كثيرٍ من الأحيان عروض عمل للمتدربين المتميزين.
اقرأ أيضاً: كيف تصبح خبيراً في الأمن السيبراني بنفسك؟
التواصل والمشاركة المجتمعية
بالإضافة إلى ما سبق، يمكن تعزيز الخبرة والمهارة في الروبوتات عبر التواصل مع الخبراء الحاليين، وذلك بالانضمام إلى منظمات ذات صلة، تضم مجتمعاً من المحترفين، والمشاركة في فعالياتها. توفّر العضوية في هذه المنظمات إمكانية الوصول إلى المؤتمرات وشبكة من خبراء الروبوتات.
من المفيد أيضاً حضور اللقاءات وورش العمل المحلية لإجراء محادثات هادفة مع الأقران، وتسهيل فرص التواصل، وبناء علاقات إرشادية قيمة مع مهندسي الروبوتات أصحاب الخبرة.
تؤدي المجتمعات والمنتديات عبر الإنترنت دوراً في ربط المحترفين من مختلف أنحاء العالم، وتُتيح للمبتدئين مشاركة الخبرات واستكشاف المشكلات وإصلاحها، وتوفّر قدراً كبيراً من المعلومات، بما في ذلك نصائح استكشاف الأخطاء وإصلاحها والرؤى حول أحدث التقنيات. تنظّم أيضاً لقاءات وندوات وورش عمل افتراضيّاً، ما يسهل على الأفراد المشاركة دون قيود جغرافية.
قد تكون منصات التواصل الاجتماعي ذات فائدة في التواصل مع جمهور واسع، واكتساب الخبرات، كما أن مسابقات الروبوتات والمشاريع التعاونية يمكن أن تعزز فرص التواصل، وتعزز العلاقات التي يمكن أن تكون مفيدة لفرص العمل المستقبلية.
اختيار التخصص
يضم مجال الروبوتات العديد من التخصصات، بما في ذلك الروبوتات البشرية والأتمتة الصناعية والمسيّرات والروبوتات الطبية والمركبات الذاتية القيادة وتكامل الذكاء الاصطناعي وغيرها. يتطلب كل تخصص مجموعة فريدة من المهارات، ويمكن التركيز على تخصص يتوافق مع اهتماماتهم وخبراتهم. ومع تزايد دمج الروبوتات في أماكن العمل، ستحظى المهارات في مجال الروبوتات التعاونية والتفاعل بين الإنسان والروبوت بتقدير خاص، ما يؤكد الحاجة إلى أن يفهم المهندسون بيئة العمل والعوامل الاجتماعية التي تؤثّر في هذه التفاعلات. لذلك، يُعدّ التركيز على مجال روبوتات محدد أمراً أساسياً لاكتساب المهارات اللازمة، والتميز فيه.