ملخص: تخطط شركة روبلوكس لإطلاق أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر منصتها المخصصة للعبة روبلوكس (Roblox)، تُتيح للمبتكرين إنتاج مشاهد كاملة ثلاثية الأبعاد باستخدام الأوامر النصية فقط، وخلال وقتٍ قصير جداً، كما ستزوّد مصممي الألعاب ثلاثية الأبعاد بالقدرات اللازمة. تعمل أداة روبلوكس الجديدة من خلال "ترميز" الكتل الثلاثية الأبعاد التي تشكل الملايين من العوالم الموجودة داخل اللعبة، أو التعامل معها على أنها وحدات يمكن نسب قيمة عددية إلى كل منها على أساس احتمال ورودها تالياً في سلسلة تتابعية. بطريقة تعامل النموذج اللغوي الكبير المشغل لتشات جي بي تي مع الكلمات أو أجزاء الكلمات. تواجه الأداة مشكلة نقص بيانات التدريب ثلاثية الأبعاد، للتعامل مع هذه المشكلة، ستستخدم روبلوكس نموذجاً آخر للذكاء الاصطناعي، وهو نموذج مدرب على كميات أكبر من البيانات الثنائية الأبعاد، يتولى تحويل البيئة الجديدة إلى بيئة ثنائية الأبعاد ويقيم درجة الاتساق المنطقي لهذه الصور.
تخطط شركة روبلوكس لإطلاق أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر منصتها المخصصة للعبة روبلوكس (Roblox)، تُتيح للمبتكرين إنتاج مشاهد كاملة ثلاثية الأبعاد باستخدام الأوامر النصية فقط، كما أعلنت مؤخراً.
بعد أن تبدأ الأداة بالعمل، سيتمكن المطورون على منصة اللعبة الشهيرة للغاية المخصصة للعب عبر الإنترنت من كتابة أمر نصي مثل "ولّد مضمار سباق في الصحراء"، وسيعمل الذكاء الاصطناعي على توليده. سيتمكن المستخدمون أيضاً من تعديل المشاهد أو توسيع نطاقها، وذلك من خلال تغيير مشهد نهاري إلى ليلي، أو الانتقال من الصحراء إلى الغابة على سبيل المثال.
اقرأ أيضاً: كيف تساعد ألعاب الفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي على كشف ألغاز العقل البشري؟
اختصار وقت بناء الألعاب
على الرغم من أنه يمكن للمطورين حالياً بناء مشاهد مماثلة يدوياً في استوديو إنشاء المحتوى الخاص بالمنصة، فإن روبلوكس تزعم أن نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي أطلقته سيتيح إحداث هذه التغييرات خلال وقت وجيز جداً. تزعم الشركة أيضاً أنها ستزوّد المطورين أصحاب المهارات الضعيفة في العمل الفني الثلاثي الأبعاد بالقدرة على تصميم بيئات أجمل وأكثر جاذبية. لم تفصح الشركة عن تاريخ محدد لبدء عمل الأداة عبر المنصة، لكن المطورين متحمسون منذ الآن. يقول الرئيس التنفيذي لشركة ذا غانغ (The Gang) التي تبني بعضاً من أفضل الألعاب على منصة روبلوكس، ماركوس هولمستروم: "بدلاً من أن تعكف على تنفيذ العمل يدوياً، أصبح من الممكن أن تختبر طرقاً وأساليب مختلفة. فإذا أردت أن تبني جبلاً، على سبيل المثال، يمكنك إنشاء أنواع مختلفة من الجبال، ويمكنك تغييرها في أثناء العمل على الفور، ويمكنك تعديل ما بنيته وتصحيحه يدوياً بعد ذلك حتى يصبح مناسباً. سيُتيح هذا الأسلوب توفير الكثير من الوقت".
كيف تعمل أداة روبلوكس الجديدة؟
تعمل أداة روبلوكس الجديدة من خلال "ترميز" الكتل الثلاثية الأبعاد التي تشكل الملايين من العوالم الموجودة داخل اللعبة، أو التعامل معها على أنها وحدات يمكن نسب قيمة عددية إلى كل منها على أساس احتمال ورودها تالياً في سلسلة تتابعية. هذه الطريقة مماثلة لطريقة تعامل النموذج اللغوي الكبير مع الكلمات أو أجزاء الكلمات، فإذا لقمت نموذجاً لغوياً كبيراً مثل جي بي تي 4 (GPT-4) بالعبارة التالية: "عاصمة فرنسا هي..." فسوف يعمل على تقييم الرمز الأكثر ترجيحاً لوروده تالياً. وفي هذه الحالة، فإن هذا الرمز هو "باريس". يتعامل نظام روبلوكس مع الكتل الثلاثية الأبعاد بالطريقة نفسها تقريباً لبناء البيئة كتلة تلو الأخرى بناءً على الكتل الأكثر ترجيحاً في كل خطوة.
لقد كان إيجاد طريقة لتحقيق هذا أمراً صعباً، وذلك لسببين. السبب الأول هو أن البيانات المتوفرة المتعلقة بالبيئات الثلاثية الأبعاد أقل بكثير من البيانات النصية. ولهذا؛ اضطرت روبلوكس، من أجل تدريب نماذجها، إلى الاعتماد على البيانات التي ولدها صناع محتوى المنصة، إضافة إلى مجموعات بيانات خارجية.
يقول نائب الرئيس للذكاء الاصطناعي وهندسة النمو في روبلوكس، أنوبام سينغ: "ليس من السهل العثور على معلومات ثلاثية الأبعاد بجودة عالية. وحتى لو تمكنت من الحصول على مجموعات البيانات كلها التي يمكن أن تفكر فيها، فإن القدرة على التنبؤ بالمكعب التالي تتطلب التعامل مع ثلاثة أبعاد حرفياً، أي محاور الطول والعرض والارتفاع".
اقرأ أيضاً: ثورة علمية جديدة في الزراعة: أول بذور روبوتية رباعية الأبعاد
نقص البيانات الثلاثية الأبعاد
يمكن أن يؤدي نقص البيانات الثلاثية الأبعاد إلى أوضاع غريبة، حيث تظهر الأجسام في أماكن غير متوقعة، مثل شجرة في وسط مضمار السباق على سبيل المثال. وللتعامل مع هذه المشكلة، ستستخدم روبلوكس نموذجاً آخر للذكاء الاصطناعي، وهو نموذج مدرب على كميات أكبر من البيانات الثنائية الأبعاد، المُستَخلَصة من مجموعات البيانات المفتوحة المصدر والمرخصة، وذلك للتحقق من عمل النموذج الأول.
باختصار، بينما يعمل نموذج ذكاء اصطناعي على بناء بيئة ثلاثية الأبعاد، سيتولى النموذج المخصص للتمثيل الثنائي الأبعاد تحويل البيئة الجديدة إلى بيئة ثنائية الأبعاد ويقيم درجة الاتساق المنطقي لهذه الصورة. إذا لم تكن الصور منطقية، وكانت تحتوي على سبيل المثال على قطة تمتلك 12 ذراعاً وتقود سيارة سباق، فإن النموذج المخصص للتمثيل الثلاثي الأبعاد سيولد كتلة جديدة مراراً وتكراراً حتى يحصل على "موافقة" من نظام الذكاء الاصطناعي المخصص للتمثيل الثنائي الأبعاد.
يقول الأستاذ المساعد في برنامج تصميم ألعاب الرسوم المتحركة في جامعة ولاية كينت، كريس توتين، إن مشاركة مصممي الألعاب في روبلوكس ستبقى ضرورية من أجل بناء بيئات ألعاب مسلية للملايين من اللاعبين على المنصة. ويقول: "سينتج الكثير من أنظمة توليد مراحل اللعب المختلفة أشياء باهتة ومملة. ولهذا فإن الإرشاد البشري ضروري". ويُضيف قائلاً: "إن استخدام هذه الأداة أشبه باستخدام تشات جي بي تي لكتابة مقال لفرض منزلي في مقرر دراسي، علاوة على أنها ستثير حواراً حول المعنى الحقيقي لتصميم مراحل جيدة ومتوافقة مع متطلبات اللاعبين".
تمثل الأداة الجديدة جزءاً من توجه روبلوكس نحو دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها كافة. حالياً، يوجد لدى الشركة 250 نموذج ذكاء اصطناعي نشط. ويعمل أحد هذه الأنظمة على تحليل الدردشة الصوتية في الزمن الحقيقي، ويدققها بحثاً عن الإساءات واللغة البذيئة، حيث يصدر توبيخات فورية لمن يتلفظ بها، بل وقد يفرض حتى حظراً كاملاً عند تكرار المخالفة.
اقرأ أيضاً: 8 عوامل تخبرنا أن نموذج الذكاء الاصطناعي جي بي تي 4 لم يتفوق على الذكاء البشري
تخطط روبلوكس لجعل نموذجها الأساسي للتمثيل الثلاثي الأبعاد مفتوح المصدر، بحيث يمكن تعديله واستخدامه بصفته قاعدة أساسية للابتكار. يقول سينغ: "سنجعله مفتوح المصدر، ما يعني أنه يمكن لأي شخص أو جهة، بمن في ذلك منافسونا، استخدام هذا النموذج".
كما أن إتاحة هذا النموذج على أوسع نطاق ممكن يضع الكثير من الإمكانات الإبداعية المفتوحة بين أيدي المطورين الذين لا يتمتّعون بمهارات كبيرة في إنشاء بيئات روبلوكس. يقول هولمستروم: "ثمة الكثير من المطورين الذين يعملون بمفردهم، وبالنسبة لهم، سيكون هذا بمثابة تغيير كبير، لأنهم لم يعودوا الآن مضطرين إلى العثور على شخص آخر للعمل معه".