مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي يجري أول تخطيط كهربائي ثلاثي الأبعاد للدماغ في الإمارات

2 دقيقة
كليفلاند كلينك أبوظبي تجري أول تشخيص في الإمارات لتحديد منشأ نوبات الصرع في الدماغ
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

حقق مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، وهو جزء من مجموعة M42، إنجازاً كبيراً في مجال رعاية مرضى الصرع من خلال إجراء أول تخطيط كهربائي ثلاثي الأبعاد للدماغ (تخطيط كهربية الدماغ المُجسم) في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتوفّر هذه التقنية التشخيصية المتقدمة أملاً جديداً للمرضى الذين يعانون نوبات الصرع البؤري (Focal seizure)، وهو نوع من الصرع يتميز بنوبات تنشأ من منطقة معينة من الدماغ.

تستطيع التقنية الجديدة تحديد مصدر النوبات بدقة، وهو تحدٍ يواجه الأطباء عند تشخيص المرضى الذين يعانون الصرع البؤري، حيث تنشأ النوبات من أجزاء عميقة في الدماغ يصعب تحديدها باستخدام تقنيات التشخيص التقليدية.

اقرأ أيضاً: كيف حوّلت شريحة نيورالينك مريضاً مشلولاً إلى شخصٍ يعتمد نفسه؟

إجراء تشخيصي رائد

لإجراء عملية التشخيص بهذه التقنية، يتم زرع أقطاب كهربائية صغيرة في دماغ المريض جراحياً لتحديد المصدر الدقيق لنوبات الصرع. وقد خضع مريض من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة ويعانى الصرع منذ أكثر من عقد من الزمن لهذا الإجراء التشخيصي.

بعد عملية زرع الأقطاب الكهربائية، خضع المريض لمراقبة دقيقة في وحدة مراقبة الصرع بالمستشفى مدة عشرة أيام. وطوال هذه المدة، كانت الأقطاب الكهربائية تلتقط نوبات الصرع التي يعانيها المريض، ما سمح للأطباء بتحديد مصدرها بدقة.

ومن أجل تحسين نتائج التشخيص، أرسلوا تياراً كهربائياً عبر الأقطاب الكهربائية لتحفيز نوبات محددة، ما ساعد على تحديد المنطقة التي تنشأ منها النوبات بدقة أكبر، هذه المنطقة تُعرف طبياً باسم "منطقة الصرع".

عصر جديد في تشخيص الصرع

يمثّل هذا الإجراء الرائد تقدماً كبيراً مقارنة بالطرق السابقة لتشخيص الصرع البؤري. غالباً ما توفر أدوات التشخيص التقليدية، مثل التخطيط الكهربائي للدماغ والتصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب، معلومات محدودة حول مصدر النوبة، في حين يوفّر التخطيط الكهربائي ثلاثي الأبعاد للدماغ طريقة أكثر دقة لتحديد المنطقة التي تتشكل منها النوبات، وهو أمر بالغ الأهمية للعلاج.

زرع الأقطاب الكهربائية في الدماغ عملية معقدة ودقيقة للغاية، لكن مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي يعتمد على أحدث التقنيات ويوظّف أفضل الأطباء، ما يمكّن من زرع الأقطاب بأمان وفعالية ويقلل المخاطر التي قد تتعرض لها الأوعية الدموية والأجزاء الحيوية في الدماغ.

تكنولوجيا متطورة وفريق متعدد التخصصات

إن التنفيذ الناجح لهذا الإجراء هو شهادة على الخبرة والتعاون بين فريق متعدد التخصصات، بمن في ذلك أطباء الصرع وجراحو الأعصاب وأخصائيو التصوير الشعاعي وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

تعليقاً على هذا الإنجاز، قال الدكتور فلوريان روزر، رئيس معهد الأعصاب في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "إن لم نتمكن من تحديد منشأ نوبات الصرع عبر تسجيل كهربية الدماغ القياسي من خلال الرأس أو وسائل التصوير الأخرى غير الجراحية، على غرار الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للانبعاثات المشعة في أثناء النوبة، يصبح إجراء التخطيط الكهربي ثلاثي الأبعاد للدماغ أمراً لا مفر منه، وينطوي هذا الإجراء على مراقبة منشأ نوبات الصرع في الدماغ، على النقيض من المراقبة عبر الرأس من الخارج. إلّا أن التحدي لهذا الإجراء يكمن في وضع الأقطاب عميقاً في الدماغ دون إلحاق أي ضرر بالأوعية الدموية وبنية الدماغ الحيوية. لذلك تعمل برمجياتنا المتطورة في دولة الإمارات على الجمع بين العديد من إجراءات التصوير لوضع خطة محكمة وآمنة وفعالة لزرع الأقطاب".

فيما قال الدكتور يوجين العشّي، استشاري طب الأعصاب في معهد الأعصاب في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "أظهرت العديد من الدراسات أن التدخل الجراحي المبكر يحسّن المخرجات العلاجية على مستوى الذاكرة وجودة الحياة ومعدلات نجاح العلاج التي قد تصل إلى 70% حسب الحالة".

اقرأ أيضاً: أمل جديد للمصابين بالشلل بفضل جهاز مبتكر يمكنه تحسين التحكم في أيديهم

مستقبل واعد لمرضى الصرع

إن النتيجة الناجحة للتخطيط الكهربائي ثلاثي الأبعاد للدماغ تمثّل إنجازاً كبيراً في مجال رعاية مرضى الصرع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقدرات متقدمة لمراقبة وتصوير الدماغ، ما يجعل مركز الصرع من المستوى الرابع في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي مركزاً رائداً لعلاج حالات الصرع.

يفتح هذا الإنجاز الباب لتحسين تشخيص وعلاج الصرع في الإمارات. ومع استمرار تطور التكنولوجيا والخبرة، من المتوقع أن يصبح التخطيط الكهربائي ثلاثي الأبعاد للدماغ متاحاً على نطاق أوسع، ما يوفر الأمل لعدد متزايد من المرضى الذين يعانون الصرع البؤري.

المحتوى محمي