كشفت شركة مايكروسوفت الأميركية مؤخراً عن فئة جديدة من الحواسيب تُعرف باسم كوبايلوت بلس (+ Copilot)، والتي تبشّر بعصرٍ جديدٍ من حواسيب ويندوز المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
تَعِدنا هذه الحواسيب، المزودة بمعالجات مصممة خصيصاً لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، بالتفوق على المنافسين مثل أجهزة ماك بوكس (MacBooks) التي تنتجها شركة آبل الأميركية.
فهل سيقلب الذكاء الاصطناعي الموازين لصالح الحواسيب التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز؟
اقرأ أيضاً: كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي من طبيعة الحواسيب؟
السرعة والكفاءة والتخصيص
تستفيد الحواسيب الشخصية من نوع كوبايلوت بلس من جانبين رئيسيين للذكاء الاصطناعي:
وحدات المعالجة العصبونية (NPUs)
صُمِمت هذه المعالجات المتخصصة لتسريع عمل الذكاء الاصطناعي، وإجراء العمليات الحسابية بشكلٍ أسرع بكثير من وحدات المعالجة المركزية التقليدية. تستخدم حواسيب كوبايلوت بلس التي أطلقتها مايكروسوفت معالج سناب دراغون إكس إيليت (Snapdragon X Elite) الذي طوّرته شركة كوالكوم الأميركية (Qualcomm)، يستطيع هذا المعالج القيام بمهام مثل التعرف إلى الصور والكلام ومعالجة اللغة الطبيعية.
تشغيل الذكاء الاصطناعي محلياً
على عكس بعض المنافسين الذين يعتمدون على حلول الذكاء الاصطناعي المستندة إلى السحابة، توفّر حواسيب كوبايلوت بلس إمكانية تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي محلياً على الجهاز. هذا يوفّر العديد من المزايا:
- السرعة: تعمل المعالجة المحلية على التخلص من مشكلات زمن الوصول المرتبطة بالاتصال بالخدمات السحابية، ما يؤدي إلى أوقات استجابة أسرع وتجربة مستخدم أكثر سلاسة.
- الخصوصية: تبقى البيانات الشخصية والحساسة على الجهاز دائماً، ما قد يؤدي إلى تجنب مخاوف الخصوصية التي قد تكون لدى بعض المستخدمين الذين يستخدمون حلول الذكاء الاصطناعي المستندة إلى السحابة.
- العمل دون الاتصال بالإنترنت: تظل ميزات الذكاء الاصطناعي متاحة حتى دون الاتصال بالإنترنت.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الاختبارات إلى أن حواسيب كوبايلوت بلس تتفوق بشكلٍ كبير في الأداء. وقد قالت مايكروسوفت إن هذه الحواسيب تتفوق في الأداء على أحدث أجهزة ماك بوك إير (MacBook Air) الأحدث بنسبة تصل إلى 58%، وتوفّر عمر بطارية أطول بنسبة 20% في أثناء تشغيل الفيديو.
تُسلّط هذه الأرقام الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في تعزيز قوة المعالجة والكفاءة وتجربة المستخدم.
اقرأ أيضاً: كيف سيغيّر الذكاء الاصطناعي طريقة استخدامنا للحواسيب وفقاً لبيل جيتس
تأثير الذكاء الاصطناعي الأوسع في أنظمة التشغيل
بعيداً عن تعزيز الأداء، يوفّر الذكاء الاصطناعي إمكانات هائلة لأنظمة التشغيل مثل:
- تجربة مستخدم محسنة: يستطيع مساعدو الذكاء الاصطناعي مثل كوبايلوت الذي طوّرته شركة مايكروسوفت توقع احتياجات المستخدم، وأتمتة المهام المتكررة، وتخصيص الواجهات. تخيل أن الذكاء الاصطناعي يحدد تلقائياً أولويات الإشعارات أو حتى التنبؤ بالملفات التي ستحتاج إليها في عملك اليوم.
- الأمان والخصوصية: يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل سلوك المستخدم لتحديد التهديدات السيبرانية ومنعها في الوقت الفعلي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتعرف إلى الوجه أو الصوت المدعوم بالذكاء الاصطناعي على الجهاز تعزيز أمان تسجيل الدخول وحماية الخصوصية من خلال الحفاظ على بيانات المقاييس الحيوية على الجهاز نفسه.
- التحسين والكفاءة: يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل استخدام الموارد وضبط إعدادات النظام تلقائياً لتحقيق الأداء الأمثل. يمكن أن يترجم ذلك إلى عمر أطول للبطارية، وأداء أفضل للذاكرة.
- ميزات إمكانية الوصول: تفيد الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل التعرف إلى الكلام وتحويله إلى نص وترجمة اللغات في الوقت الفعلي في جعل الحواسيب في متناول المستخدمين ذوي الاحتياجات الخاصة أو الذين يعانون بسبب حواجز اللغة.
هل سترد آبل؟ مستقبل ماك والذكاء الاصطناعي
تشتهر شركة آبل بتركيزها على تجربة المستخدم والتكامل بين الأجهزة والبرامج. وعلى الرغم من أنها لم تعلن رسمياً عزمها تطوير حواسيب ماك مدعومة بالذكاء الاصطناعي، فإن بعض الأدلة تشير إلى أنها تعمل على دمج الذكاء الاصطناعي في حواسيبها وأجهزتها الأخرى، ومن بين هذه الأدلة:
- معالجات آبل سيليكون: تشتمل معالجات إم (M) المستخدمة في حواسيب ماك على نوى مخصصة لمهام التعلم الآلي. يشير هذا إلى أن شركة آبل تضع الأساس لتكامل الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
- الذكاء الاصطناعي على الجهاز: تستخدم ميزات مثل المساعد الرقمي سيري (Siri) وفيس آي دي (Face ID) ولايف تكست (Live Text) المتوفرة على أجهزتها الذكاء الاصطناعي، ويمكن توسيع هذه المزايا لتشمل أنظمة التشغيل في المستقبل.
اقرأ أيضاً: ماذا لو اجتمعت أهم التكنولوجيات المعاصرة: الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية
من المحتمل أن تستمر شركة آبل في تطوير مزايا الذكاء الاصطناعي لأجهزتها. ومع ذلك، قد يختلف نهجها عن نهج مايكروسوفت. قد تعطي آبل الأولوية لخصوصية المستخدم وتجربة المستخدم السلسة بدلاً من تعزيز الأداء.